لا يتبادر في أذهان الوالدين عند تشنج طفلهما، إلا أن هناك حالة مرضية مزمنة، هذا ليس صحيحاً تماماً، فقد تكون أغلب التشنجات عابرة، ومجرد نوبات بسيطة، حيث يفقد الطفل الوعي ويحدُث تشنُّج أو ارتعاش في الذراعين أو الساقين، ولا تستغرق معظمُ النوبات أكثر من دقيقة إلى دقيقتين، على الرغم من أنها يمكن أن تستمر حتى 15 دقيقة، ورغم أن الطفل بعد النوبة قد يكون مرتبكًا أو يشعر بالنعاس، ولكن ليس لديه ضعف في الذراع أو الساق،
أسباب تشنجات الأطفال عند النوم
يسمّى التّشنّج الذي يصيب الأطفال أثناء الليل بالرّمع العضلي، وهو الارتعاش المفاجئ السّريع لعضلة واحدة أو مجموعة من العضلات، وغالبًا ما يحدث عندما يبدأ الأطفال بالحركة أو المشي، وقد يحدث استجابةً للمنبّهات الخارجيّة، مثل الأضواء الساطعة، ويمكن أن يحدث أكثر من تشنّج واحد في نفس الوقت للطّفل، أو قد تحدث سلسلة من التّشنّجات في الرّقبة، أو الظهر، أو الوجه، أو الذّراعين، أو السّاقين، أو في الجسم بالكامل، ما يزال السّبب خلف إصابة الأطفال بالرّمع العضلي أو التّشنّج غير واضح، إلا أنّ تشنّج النّوم قد يرتبط بمشكلات في النّاقل العصبي المسمّى دوبامين، مثل تشنّجات الصّرع عند الأطفال التي تحدث نتيجةً لتغيّرات كهربائية في الدّماغ، وقد يحدث أيضًا كأثر من الآثار الجانبيّة لبعض الأدوية، وغالبًا ما تتحسّن الحالة عند التوقّف عن تناول الدواء.
أسباب تشنج الأطفال أثناء البكاء
يتعرض كثير من الأطفال إلى بعض التشنجات أو إلى ازرقاق لون الوجه أثناء البكاء أو نوبات الهياج والغضب سواءً، منذ عمر الرضاعة الأول أو عندما يصل لمرحلة العام، وما بعده وصولًا لعامه الثالث أو الرابع أحيانًا. وإن كان الأمر عرضيًا بسيطًا فالطفل يبكي ويشهق فيأخذ أنفاسًا عميقة متسارعة لا تسمح بوصول أكسجين كافٍ للقلب، فيتسبب أحيانًا في التشنج، بالإضافة إلى عدم وصول الأوكسجين للدم ومنها أوردة الوجه فيصبح وجهه أحمرَ داكنًا مائلًا للزرقة. ويجب التأكد أن الأمر ليس مرضيًا، فلو كان التشنج كبيرًا ويستمر لمدة ما فقد يحتاج الأمر للعرض على الطبيب للتأكد من عدم إصابته بمرض الصرع، وإن كانت الزرقة صريحة وليس مجرد احتقان للون أحمر داكن فقد يكون السبب مرضيًا مثل إصابة بعض الأطفال بأمراض القلب أو الأنيميا أو السكر.
أشكال التشنجات عند الرضع
أشكال التشنجات عند الرضع أشكال التشنجات عند الرضع
يوجد أنواع وأشكال مختلفة من التشنجات التي قد تصيب الأطفال وحديثي الولادة منها:
التشنجات المعقدة: وتكون مصحوبة بفقدان الوعي.
نوبات الغياب عن الوعي فقط من دون تشنج: وعادة تستغرق ثواني، وقد لا يتذكر الطفل ما حدث ويتصرف كأن شيئاً لم يكن.
تشنجات الوهن: فقدان مفاجئ لحركة العضلات، وقد يسقط الطفل أثناء الوقوف أو يسقط رأسه فجأة. وأثناء النوبة، يرتخي الطفل ولا يستجيب لما حوله.
التشنجات الرمعية: تميل هذه النوبات إلى التجمعات، مما يعني أنها قد تحدث عدة مرات في اليوم، أو لعدة أيام متتالية.
تشنجات الحمى: يرتبط هذا النوع من النوبات بالحمى عند الأطفال. تُرى هذه النوبات بشكل شائع لدى الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و6 سنوات، وقد يكون هناك تاريخ عائلي لهذا النوع من النوبات.
هل تشنج الطفل يعني أنه يعاني من حالة مرضية؟
من الأسباب الرئيسية للتشنجات لحديثي الولادة نقص الأكسجين، أو نقص الجلوكوز أو الكالسيوم، وقد ترتبط بعيوب في المخ، أو نزيف المخ أو احتباس الماء في المخ، وفي هذه الحالة تظهر على الطفل منذ اليوم الأول للولادة. كما تظهر التشنجات تظهر على الطفل خلال الأسبوع أو الشهر الأول من الولادة؛ وترجع في الغالب إلى ارتفاع نسبة الصفراء في الدم، أو التهاب الحمى الشوكية، أو وجود التهاب في المخ، أو نتيجة للارتفاع الشديد في درجة حرارة الطفل (أعلى من ٣٩.٥)، وهو ما يعرف بـ”التشنج الحراري”.
وقد يظهر التشنج على الطفل خاصة في سن ٦ أشهر، ويرتبط بوجود كهرباء زائدة في المخ ما يعرف بـ”الصرع”، نتيجة وجود تاريخ مرضي للطفل للإصابة بالتشنج الحراري مرات متعددة أو احتباس الماء في المخ أو ورم في المخ أثر على مراكز معينة؛ لذلك يتطلب تشخيص السبب الرئيسي للتشنجات في حديثي الولادة والرضع، معرفة التاريخ المرضي للطفل، وفحصه إكلينيكياً، بجانب إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية كتحليل الصفراء والكالسيوم وصورة الدم الكاملة وCRP وأحيانًا تتطلب الحالة إجراء بزل من الظهر، وأشعة رنين مغناطيسي على المخ.