هي بشرى سارّة دون شك للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري المعتمد على الأنسولين؛ حيث سيتم قريباً اختبار الأنسولين الذي يتم تناوله على شكل كبسولة أو شوكولاتة خالية من السكر على البشر، بعد أن نجح الباحثون في اختبارها على الحيوانات.
السكري مرض شائع
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم مرض السكري، ويعاني نحو 5-10 % منهم من مرض السكري من النوع الأول، مما يعني أنهم بحاجة إلى تناول الأنسولين يومياً للتحكم في مستويات السكر في الدم.
في حين يحتاج بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الأكثر شيوعاً إلى تناول الأنسولين أيضاً. وفقاً للاتحاد الدولي للسكري، فإن طرق الحصول على الأنسولين الثلاث الأكثر شيوعاً هي الحقنة وقلم الأنسولين ومضخة الأنسولين.
إيصال أدوية الأنسولين إلى الكبد
مريض السكري: سوف تتخلص قريباً من حقن الأنسولين
كان باحثون من جامعة سيدني، بالتعاون مع جامعة القطب الشمالي في النرويج، قد اكتشفوا بالفعل أنه من الممكن إيصال أدوية الأنسولين إلى الكبد باستخدام الناقلات النانوية.
“لقد تمكنا من الحصول على منحة في أستراليا لدراسة طرق مختلفة لتوصيل هذه العلاجات إلى خلايا السكان المسنين. وقد تضمن ذلك استخدام أدوية النانو. لذلك بدأنا باستخدام النقاط الكمومية، والتي تجعلها مواد رائعة ومذهلة بشكل لا يُصدق”، وفق ما قال الدكتور نيكولاس هانت، المحاضر في جامعة سيدني. والنقاط الكمومية هي جسيمات صغيرة من أشباه الموصلات وأبعادها في حدود بضعة نانومترات.
و”عندما استخدمناها لأول مرة، وجدنا أنه يمكننا توصيل الأدوية بكفاءة عالية. وكان من الممكن التحكم بدقة في جزء الجسم الذي يتم إعطاؤه فيه. ولم تكن هناك أية آثار خارج الهدف وكان التوصيل مستهدفاً وفعالاً حقاً”، يضيف نيكولاس هانت.
لماذا يتم العمل على أنسولين فموي؟
جاءت فكرة إنشاء شكل فموي من الأنسولين بعد أن أعرب طبيب الشيخوخة في عيادة يعمل الباحثون معها عن قلقه من أن كبار السن في المستشفى يزيدون من خطر الإصابة بالعدوى الثانوية، لأنهم يحتاجون إلى حقن الأنسولين.
يقول نيكولاس هانت: “بالطبع، كان هذا مجرد مفهوم في ذلك الوقت. وكانت الخطوات الرئيسية التالية التي اتخذناها هي التحقق من إمكانية توصيل الأنسولين عن طريق الفم”.
كان على الفريق تطوير بوليمر متخصص مصمم لتمرير المعدة ويتم امتصاصه في الأمعاء، ثم يصل إلى الكبد.
شرعوا في تصميم بوليمر يستجيب لمستويات السكر في الدم لدى المريض، وهو ما فعلوه من خلال النظر إلى الإنزيمات التي تحطم جزيئيات السكر الطويلة.
يوضح نيكولاس هانت: “إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعاً، فهناك الكثير من هذه الإنزيمات، التي تقوم بتفكيك البوليمر وإطلاق الأنسولين”.
ومن ثم يمكن للجسم التخلص بسرعة من المادة النانوية.
يقول بيتر ماكورت من UiT – جامعة القطب الشمالي في النرويج في بيان له: “هذه الطريقة في تناول الأنسولين أكثر دقة لأنها توصل الأنسولين بسرعة إلى مناطق الجسم التي تحتاج إليه بشدّة. عندما نتناول الأنسولين بحقنة، فإنه ينتشر في جميع أنحاء الجسم ويمكن أن يسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها”.
أدوية السكري: التجارب السريرية المستقبلية
تم اختبار هذا النظام على الفئران والجرذان وقرود البابون ونشر الفريق نتائجهم في مجلة Nature Nanotechnology.
نظراً إلى أن قردة البابون لم ترغب في تناول الأقراص، فقد جرّب الباحثون الجيلي الخالي من السكر والشوكولاتة الخالية من السكر، حيث فضلت قردة البابون الشوكولاتة المصنّعة في المختبر.
وينصّب التركيز حالياً على التصنيع للتجربة السريرية القادمة، والتي من المتوقع أن تبدأ بحلول نهاية العام.
وفقاً لنيكولاس هانت، يأمل الباحثون في إجراء المزيد من التجارب في عام 2026، والتي، في حالة نجاحها، قد تسمح بالحصول على موافقة الجهات التنظيمية في عام 2028 على أقرب تقدير.
ويقول: “نأمل نوعاً ما أن العلاج عن طريق الفم، دون التعرّض لخطر الجرعة الزائدة، سيوفر تحكماً أفضل في نسبة السكر في الدم طوال دورة الحياة”، مضيفاً “أن الأنسولين القابل للهضم لا يحتاج إلى التبريد يظل فعّالاً”.