شهد العالم في السنوات الأخيرة، اهتماماً متزايداً بالعلاج الطبيعي الشعبي كبديل للعلاج التقليدي، ويلجأ له البعض لانخفاض سعره نسبياً مقارنة بالعلاج التقليدي، واحتوائه على المكونات الطبيعية. وبين هذه العلاجات المُرة التي تملك فوائد صحية عديدة.
أصل المُر
المر (المرة) هي مادة صمغية تشبه الصمغ، وتُفرز من سيقان شجرة البلسان، وتُعتبر الصومال ودول الجزيرة العربية من أهم الدول المصدرة للمر، ويدخل استخدام المر بشكل شائع وكبير في الطب الشعبي والطب التقليدي أيضاً لعدة أغراض. ويُستخدم المُر في حالات كثيرة ومتنوعة؛ إذ يعتبر من ضمن الإسعافات الأولية لبعض الحالات.
فوائد المرة العلاجية
التئام الجروح والقُرح
يستخدم المُر مع القليل من الماء لتحضير منقوع، ثم يوضع على الجروح السطحية والبسيطة؛ حيث إنه يساعد في عملية الشفاء ومكافحة الفطريات والبكتيريا والميكروبات التي قد تسبب بعض الأمراض الجلدية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن شرب كمية قليلة من المنقوع لعلاج قرحة المعدة واللثة والأمعاء.
غسول للفم
يُنصح بتحضير منقوع المرة مع كمية متوسطة من الماء واستخدامه كغسول فموي مطهر؛ فإنَّ ذلك يساهم في تنظيف الفم والقضاء على البكتيريا الضارّة.
تعزيز المناعة
اكتشف العلماء في جامعة سيبيريا الحكومية للطب، الخصائص المناعية للمر الشائع في سيبيريا والشرق الأقصى، وبحسب مؤلفي الدراسة، أن خصائص الأدوية التي تعزز الجهاز المناعي توجد في المُرة.
تخفيف أعراض البرد والسعال
هناك أبحاث قيد الدراسة حول فوائد المر في تخفيف أعراض البرد والسعال، ولكن لا يوجد دليل علمي قوي يدعم ذلك. وقد يتم استخدام المر في بعض الأدوية والأعشاب الموصوفة لهذه الأغراض.
طرق استخدام المرة لنزلات البرد
شاي المرة من الوسائل الشائعة للتخفيف من أعراض نزلات البرد والتهاب الحلق شاي المرة من الوسائل الشائعة للتخفيف من أعراض نزلات البرد والتهاب الحلق
تعتبر نزلات البرد من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتسبب أعراضاً مثل السعال، والحكة في الحلق، واحتقان الأنف، وسيلان الأنف، والعطس، والتعب العام. عادةً ما يكون السبب وراء نزلات البرد هو فيروسات التهاب القصبات الهوائية، وتعدُّ المُرة علاجاً، ومن استخدامات المُره لنزلات البرد:
فوائد شاي المرة
يعتبر شاي المرة واحداً من الوسائل الشائعة للتخفيف من أعراض نزلات البرد والتهاب الحلق. حيث نغلي كوب من الماء وملعقة صغيرة من أوراق شجرة المُرة المجففة، وتترك لبضع دقائق حتى تنتقل النكهة والفوائد الصحية للشاي، ويمكنك أيضاً إضافة العسل للحصول على تأثير مهدئ ومضاد للبكتيريا.
استنشاق المُرة
يمكن استنشاق بخار المُرة لتخفيف الاحتقان في الأنف والجيوب الأنفية. حيث يتم تسخين الماء حتى يصل إلى درجة حرارة مريحة، ويضاف إليه الجرامات المسموحة من المرة إلى الماء الساخن.
ومن ثم يتم استنشاق البخار المتصاعد ببطء وعمق، ولكن لا ينصح بالإكثار من هذه الطريقة؛ لأنها قد تسبب أعراضاً جانبية مثل الالتهاب الرئوي.
الغرغرة بالمُرة
يمكن صنع محلول بسيط من المرة للاستخدام كـمضمضة، وذلك بتحضير فنجان من الماء المغلي ويضاف إليه ملعقة صغيرة من المرة المجففة، ويترك حتى تصبح درجة حرارته طبيعية، ثم يستخدم للغرغرة لمدة 30 ثانية؛ يساعد هذا في تهدئة التهيج في الحلق وتخفيف الألم.
محاذير استخدام المُرة
يجب أن يتم استخدام المرة بحذر وفقاً للجرعات المسموح بها، يُسمح بتناول 2 إلى 4 جرامات من المُرة في اليوم الواحد. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام المُرة، خاصةً في ظل وجود حالات صحية كامنة أو استخدام أدوية، حيث قد تتعارض المُرة مع الأدوية التي تخفض مستوى السكر في الدم، مما يمكن أن يسبب انخفاضاً في مستوى السكر. كما يجب تجنب استخدام المرة مع دواء الوارفارين، الذي يعمل على تخثر الدم؛ حيث قد يزيد من خطر حدوث جلطات.
ولا ينصح بتناول المُرة خلال فترة الحمل؛ حيث يُعتقد أنها يمكن أن تؤدي إلى انقباضات الرحم وزيادة خطر النزيف أو الإجهاض.
كما يجب التوقف عن استخدام المُرة قبل إجراء عمليات جراحية بمدة لا تقل عن أسبوعين؛ لأن المُرة يمكن أن تؤثر على مستوى السكر في الدم، وتزيد من خطر النزيف.
ويُنصح بعدم استخدام المُرة من قبل النساء المرضعات. فهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول المُرة بكميات كبيرة قد يؤثر سلباً على إفراز الحليب لدى النساء المرضعات، لوجود بعض المكونات النشطة في المُرة التي تؤثر على هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب.
هذا وعند استخدام كميات عالية من المُرة قد تحدث بعض الآثار الجانبية للمرضى الذين يعانون من اعتلال وظائف الكبد والكلى، والمرضى الذين يعانون من أمراض القلب وأمراض الدم، مثل التهاب الكلى وعدم انتظام ضربات القلب؛ لذا يجب الامتناع عن تناول كميات كبيرة من المرة.