ممارسة التمارين الرياضية أو العمل الجسدي المُضني لفترات طويلة، لاسيما في الطقس الحار، ربما يؤدي إلى الإصابة بشدّ العضلات أو تمزقها. كما يُمكن لبعض الأمراض أو تناول بعض العقاقير، أن يسبب شدّ العضلات (تشنجها). إليك علاج شد العضلات وطرق الوقاية من التمزق العضلي، في الآتي:
ما هو الشد العضلي؟ وما هي الأسباب؟
إن الشد العضلي أو تشنج العضلات، هو انقباض لاإرادي ومفاجئ لواحد أو أكثر من عضلات في الجسم. وعلى الرغم من أن الشد العضلي غير مؤذٍ بشكل عام، إلا أنه قد يجعل من المستحيل استخدام العضلة المصابة بشكل مؤقت، أي يعيق أو يشل عملها تماماً. يمكن لبعض العوامل أن تؤدي إلى الشد العضلي، مثل:
– التقدم في السن، حيث يفقد الجسم جزءاً من الكتلة العضلية، ولذلك قد تصبح العضلات الأخرى عرضة للشدّ أكثر.
– جفاف الجسم: إن فقدان السوائل من الجسم، خصوصاً أثناء المشاركة في الرياضات الصيفية، تؤدي إلى شد العضلات.
– فترة الحمل: قد تصبح النساء الحوامل أكثر عرضة لشد العضلات أثناء فترة الحمل.
– بعض الحالات الصحية: مثل الإصابة بداء السكري أو أمراض الكبد، أو الغدة الدرقية أو اضطرابات الأعصاب.
علاجات منزلية للتخلص من شد العضلات
إذا كنتِ بالفعل مصابة بشدّ العضلات، فقد تنفعك العلاجات المنزلية الآتية:
– التدليك وتمارين الإطالة: مدّدي العضلة المتقلصة وقومي بفركها بلطف للمساعدة في استرخائها. لعلاج تقلص ربلة الساق، ضعي وزن جسدك على الساق المتقلصة واثني ركبتك قليلاً. إذا لم تتمكني من الوقوف، فاجلسي على الأرض أو على كرسي وقومي بتمديد ساقك المصابة بالتشنج.
– جرّبي سحب طرف القدم العلوي على الجانب المصاب في اتجاه رأسك، مع إبقاء ساقك على نحو مستقيم. يساعد هذا الإجراء في تقليل تقلص الفخذ الخلفي أيضاً. أما في ما يتعلق بتقلصات الفخذ الأمامية (العضلة رباعية الرؤوس)، فقومي باستخدام كرسي واجلسي عليه بثبات، وجرّبي سحب قدمك على الجانب المصاب نحو أردافك.
– قومي بتجربة الحرارة أو البرودة؛ وذلك من خلال استعمال منشفة دافئة ووضعها على العضلات المشدودة. كما يمكن أن يفيد الاستحمام بماء دافئ وسكب الماء الدافئ على العضلة المشدودة. أو، إذا كنا تحتملين، يمكنك تجربة تدليك العضلة المشدودة بالبرودة باستخدام كيس من الثلج.
– تناول مكمّل غذائي للمساعدة في تجنّب شدّ الساقين. لكن لا تزال هناك ضرورة لإجراء المزيد من الدراسات حول فعالية هذه الطريقة المعتمدة من قبل الطب البديل.
حالات تستدعي زيارة الطبيب لتلقي العلاج
غالباً يختفي شد العضلات على نحو تلقائي. وفي النادر قد تكون الحالة خطيرة وتتطلب مراجعة الطبيب. إليك بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب:
– عندما يسبب الشد العضلي انزعاجاً كبيراً؛
– عندما يأتي مصحوباً بورم أو احمرار في الساق؛
– عند ملاحظة بعض التغييرات الجلدية؛
– حين الشعور بضعف في العضلات؛
– إذا كانت التشنجات متكررة؛
– إذا لم تجدي تحسناً بعد تطبيق العلاجات المنزلية؛
– إذا لم يكن الشد العضلي على صلة بسبب واضح مثل التمارين القوية.
التمزق العضلي
امرأة تمارس تمارين رياضية شاقة
في حال حدوث تمزق عضلي، يبدأ العلاج بالراحة ووضع الثلج وتناول المسكنات. بعد الحادث، عليك الانتظار بضعة أيام لبدء إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي. بشكل عام، تقوم العضلات والأوتار بإصلاح نفسها في غضون أسابيع قليلة. يجب أن تسعي لتحقيق الأهداف الآتية:
– السماح بالشفاء الأمثل لتمزق العضلات؛
– منع المشكلة من أن تصبح مزمنة؛
– الحد من العواقب وكذلك خطر التكرار.
كيف يتطور تمزق العضلات وما طرق العلاج؟
يتطور التمزق العضلي على عدة مراحل:
– يتوافق الالتهاب الأولي مع الأيام الأولى بعد الحادث. نظراً إلى أن هذه العملية الالتهابية تستعد لتجديد العضلات والأوتار، يتجنّب الطبيب وصف العقاقير غير الستيرويدية المضادّة للالتهابات (NSAIDs) خلال هذه الفترة، والتي يمكن أن تُبطئ عملية الشفاء.
– بعد أسبوع من تمزق العضلات، يتم إصلاح تلف العضلات تدريجياً، ويتم وضع نسيج ضام جديد في مكانه. يمكن أن تستمر هذه المرحلة حتى 70 يوماً.
– إعادة تشكيل العضلات يتوافق مع الشفاء الفعلي، والذي يمتد أحياناً على مدى عدة أشهر. وتعتبر إصابات تمزق العضلات ملتئمة:
– إذا اكتمل تعافي التنقل؛
– إذا عادت قوة الطرف إلى طبيعتها؛
– عندما لا يكون هناك مزيد من الألم لا في الراحة، ولا عند التمدد، ولا في تقلص العضلات.
هل يمكن منع تمزق العضلات؟
إلى حد ما، من الممكن تجنّب تمزقات العضلات ذات الأصل الداخلي، من خلال تبني عادات جديد، مثل:
– تكييف ممارسة الرياضة مع القدرات البدنية لكل شخص، وعدم التدرّب بما يتجاوز إمكانياته؛
– الإحماء بشكل كافٍ، دون نسيان التمدد قبل وبعد الجهد؛
– التخطيط لوقت استرداد كافٍ وحظر عمليات إعادة التشغيل المفاجئة بشكل مفرط؛
– شرب كمية كافية من الماء (أكثر من 1.5 لتر/ يوم) واليقظة من الجفاف، خاصة في الطقس الحار؛
– اتباع نظاماً غذائياً متوازناً؛
– إحماء الجسم جيداً عند ممارسة الرياضة في الطقس البارد؛
– الحفاظ على نمط حياة صحي (النوم الكافي، وما إلى ذلك).