المراهقة هي الفترة الانتقالية بين الطفولة والبلوغ. حيث يتعرض من خلالها المراهق إلى الكثير من التغييرات في الجسم، وفي الطريقة التي يتعامل بها مع العالم من حوله، إن التغيرات الجسدية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية العديدة التي تحدث خلال هذا الوقت يمكن أن تجلب الترقب والقلق لكل من الأطفال وأسرهم، إضافة إلى أن فهم ما يمكن توقعه في مراحل مختلفة يمكن أن يعزز النمو الصحي طوال فترة المراهقة وحتى مرحلة البلوغ المبكر، إليك مراحل المراهقة كما يحددها الأطباء والمتخصصون، ويركزون على أصعبها.
المراهقة المبكرة (من 10 إلى 13 سنة)
خلال هذه المرحلة، غالباً ما يبدأ الأطفال المراهقون في النمو بسرعة أكبر، كما يبدأون في ملاحظة تغيرات أخرى في الجسم، بما في ذلك نمو الشعر تحت الذراعين وبالقرب من الأعضاء التناسلية، ونمو الثدي عند الإناث، وعادةً ما تبدأ هذه التغيرات قبل عام أو عامين لدى الفتيات مقارنة بالأولاد، حيث تبدأ في سن 8 سنوات عند الإناث وسن 9 سنوات عند الذكور. قد تبدأ الدورة الشهرية للعديد من الفتيات في عمر 12 عاماً تقريباً؛ أي بعد 2-3 سنوات في المتوسط من بداية نمو الثدي.
صفات ترافق هذه المرحلة
1 – يمكن أن تثير هذه التغييرات في الجسم الفضول والقلق لدى البعض، خاصة إذا كانوا لا يعرفون ما يمكن توقعه أو ما هو طبيعي. قد يتساءل بعض الأطفال أيضاً عن هويتهم في هذا الوقت.
2 – يركز المراهقون تفكيرهم على أنفسهم (وهو ما يسمى “التمركز حول الذات”). وكجزء من هذا، غالباً ما يشعر المراهقون في سن ما قبل المراهقة، والمراهقون الأوائل، بالخجل بشأن مظهرهم ويشعرون كما لو أن أقرانهم يحكمون عليهم دائماً.
3 – يشعر المراهقون في مرحلة ما قبل المراهقة بالحاجة المتزايدة إلى الخصوصية. وقد يبدأون في استكشاف طرق الاستقلال عن أسرهم. في هذه العملية، قد يتجاوزون الحدود التي يرسمها الآباء.
المراهقة المتوسطة (من 14 إلى 17 سنة)
تستمر التغيرات الجسدية منذ البلوغ خلال فترة المراهقة المتوسطة. ويكون معظم الذكور قد بدأوا طفرة نموهم، ويتغير صوتهم بشكل لافت، كما يصاب البعض بحب الشباب. قد تكون التغيرات الجسدية كاملة تقريباً بالنسبة للإناث، وتصبح لديهن دورات شهرية منتظمة الآن.
في هذا العمر، يصبح العديد من المراهقين مهتمين باكتشاف الطرف الآخر، الأمر الذي قد يكون مرهقاً إذا لم يتلقوا دعماً من أقرانهم أو الأسرة أو المجتمع.
صفات ترافق هذه المرحلة
1- يتسلح المراهقون بحيل للحصول على المزيد من الاستقلالية.
2 – قد يقضون وقتاً أقل مع العائلة ووقتاً أطول مع الأصدقاء.
3- يصبحون قلقين للغاية بشأن مظهرهم، وقد يصل ضغط الأقران إلى ذروته في هذا العمر.
4 – يكون المراهقون المتوسطون أكثر قدرة على التفكير بشكل تجريدي والنظر في “الصورة الكبيرة”، لكنهم قد يفتقرون إلى القدرة على تطبيقها في الوقت الحالي.
5 – كثيراً ما يفكرون إن كان أداؤهم جيداً بما فيه الكفاية في الرياضيات، أو يصرون على مشاهدة فيلم ما بشكل جدي وإصرار غريب.
6 – في حين أنهم قد يكونون قادرين على تجنب المخاطر خارج هذه المواقف، إلا أن المشاعر القوية غالباً ما تستمر في تشجيعهم على الدخول في المخاطر.
تعرّفي إلى المزيد: المشاكل التي يعاني منها المراهقون وحلولها
المراهقون المتأخرون (18-21… وما بعدها!)
عادةً ما يكون المراهقون المتأخرون قد أكملوا نموهم البدني ووصلوا إلى طولهم الكامل عند البلوغ. ويتحكمون أكثر في اندفاعاتهم، ويتمكنون من معرفة النتائج السلبية والإيجابية لتصرفاتهم، بالمقارنة مع المراهقين المتوسطين.
صفات ترافق هذه المرحلة
1 – المراهقون الذين يدخلون مرحلة البلوغ المبكر لديهم الآن إحساس أقوى بفرديتهم ويمكنهم تحديد قيمهم الخاصة.
2 – قد يصبحون أكثر تركيزاً على المستقبل ويتخذون قراراتهم بناءً على آمالهم ومثلهم العليا.
3 – تصبح الصداقات أكثر استقراراً. يصبحون أكثر انفصالاً عاطفياً وجسدياً عن أسرهم. لكنّ الكثيرين يعودون للتمسك بآبائهم، وطلب النصيحة منهم ومناقشة الموضوعات الناضجة معهم، بدلاً من اعتبارهم شخصية ذات سلطة.
كيف تساعد أطفالك على اجتياز مرحلة المراهقة؟
غالباً ما يعاني الأطفال وأولياء أمورهم من تغير ديناميكيات العلاقات الأسرية خلال فترة المراهقة. لكن الآباء لا يزالون هم المتحكمون بالمواقف، إذا التزموا ببعض النصائح:
1 – ساعد طفلك على توقع التغيرات في جسده. واشرح له ما ينتظره في هذه السن. وطمئنه بأن التغيرات الجسدية هي جزء من النمو الطبيعي والصحي.
2 – اترك مساحة للأسئلة واسمح للأطفال بطرحها بالسرعة التي تناسبهم. وتحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بك عند الحاجة!
3 – ابدأ محادثات مبكرة حول مواضيع مهمة أخرى، مع أطفالك، وحافظ على التواصل المفتوح حول العلاقات الصحية، فهذا سيساعد في بناء إطار جيد للمناقشات لاحقاً.
4 – اجعل المحادثات مع طفلك إيجابية. ونوّه إلى نقاط قوته، وكافئه في حال صدر منه تصرف إيجابي.
5 – ضع حدوداً معقولة لابنك المراهق، وشاركه واجباته المدرسية، واستخدام وسائل الإعلام، ثم أعطه مساحة أكبر من الاستقلالية حتى يتولى المسؤولية. وقد تبين أن الشباب الذين يحقق آباؤهم هذا التوازن لديهم معدلات أقل من الاكتئاب.
6 – ناقش مع طفلك السلوكيات الخطرة ونتائجها.
7 – كن مثالاً إيجابياً وعلم أطفالك القدرة على اتخاذ القرار أو الاستعداد عند ظهور المواقف.
8 – ذكّر طفلك دائماً بأنك موجود للمساعدة عند الحاجة.