قدوم المولود فرحة تتجدد يوماً من بعد يوم.. وتزداد خاصة في قلوب الأمهات الجدد، واللاتي كن بالأمس فقط يتسألن في حيرة: كيف سأحمله وأطعمه؟ هل بمقدوري ان أبدل ملابسه، وألعابه؟! لا تتعجبي فحالك مثل كثير من الأمهات والآباء مع مولودهم الأول، الذي تتخطى فرحة قدومه حدود الأسرة الصغيرة إلى كامل أفراد عائلتيهما.. ولهذا سيدتي الأم.. عليك أن تدركي بأنك مقبلة على حياة جديدة.. شاقة وممتعة معاً، والأمر يحتاج للاستماع لبعض النصائح والتعرف على الكثير من الإرشادات؛ لمساعدتك في إدارة وتلبية احتياجات الأمومة والاستمتاع بصحبة مولودك الجديد.
الالتزام بالرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي
تغذية الطفل بالرضاعة التزام طوال ساعات اليوم-
تغذية الأطفال حديثي الولادة التزامٌ على مدار الساعة، كما أنها فرصة لبدء تكوين ترابط مع العضو الجديد في أسرتك.. ويجب أن تعرفي أن حليب الثدي هو الغذاء المثالي للمواليد، فإذا لم تكن الرضاعة الطبيعية ممكنة، فاستخدمي الحليب الاصطناعي للرضّع.
إرضاع طفلك حديث الولادة في الوقت المناسب، حيث يحتاج معظم الأطفال إلى ثماني رضعات حتى 12 رضعة يوميّاً، بمعدل رضعة واحدة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
وهناك علامات تدل على استعداد الطفل لتناول الطعام، مثل تحريك اليدين تجاه الفم، ومص الأصابع والكف، ولعق الشفتين.. أما البكاء والهياج، فهي مؤشرات تظهر لاحقاً، وكلما عجَّلتِ بالرضاعة التالية، قَلّت احتمالية حاجتكِ إلى تهدئة طفلكِ المنزعج.
عندما يتوقف طفلك عن الرضاعة، أو يغلق فمه، أو يبتعد عن الحلمة أو زجاجة الرضاعة، فقد يكون قد شبِعَ، أو ربما يأخذ قسطاً من الراحة.
حاولي أن تجعلي طفلك يتجشَّأ أو أن تنتظري لمدة دقيقة قبل تقديم ثديك أو زجاجة الرضاعة إليه مرة أخرى.
خطوات بسيطة لرعاية مولودك من أول يوم.. لا تنسيها
إشارات الجوع والتفكير في تناول المكمّلات
استجيبي لمؤشرات الجوع.. بدلاً من صرامة المواعيد-
اسألي طبيب طفلكِ عن المكمّلات الغذائية
تلك التي تحتوي على فيتامين D، خاصة إذا كنتِ ترضعين طفلكِ طبيعياً.. فقد لا يوفر حليب الثدي ما يكفي من فيتامين D لمساعدة جسم طفلك على امتصاص الكالسيوم والفسفور، وهما من العناصر الضرورية لعظام قوية.
توقعي التنوع في أنماط تناول الطعام لطفلكِ حديث الولادة.. فهو لن يتناول بالضرورة المقدار نفسه كل يوم، أثناء طفرات النمو قد يتناول طفلكِ مقداراً أكبر في كل رضعة، واستجيبي لمؤشرات الجوع المبكرة، بدلاً من الالتزام بصرامة بالمواعيد المحددة.
ثقي بغريزتك.. وغريزة مولودك
قد تشعرين بالقلق بسبب عدم تناول طفلكِ حديث الولادة ما يكفيه من الغذاء، لكن الأطفال يعرفون عادة الكمية التي يحتاجون إليها.. وعليك ألا تركزي على الكمية التي يتناولها طفلكِ، بل عن الزيادة في الوزن، الهدوء بين الوجبات، استهلاك الحفاضات وعدد مرات التبرّز يومياً.. واتصلي بالطبيب إذا كان طفلك حديث الولادة لا يزداد وزنه، أو يستهلك أقل من ست حفاضات في اليوم، أو يظهر اهتماماً أقل بالرضاعة.
كل وجبة.. هي وقت للترابط مع طفلكِ
قربي طفلك منك أثناء الرضاعة..
قربي طفلكِ حديث الولادة منك أثناء كل رضعة، وانظري في عينيه، وتحدثي إليه بصوت هادئ.. استغلي كل وجبة إرضاع بوصفها فرصة لبناء الشعور بالأمان وتدعيم الثقة لدى طفلكِ حديث الولادة.
حافظي على انتظام الوجبات..إذا كان أفراد الأسرة الآخرون القائمون على الرعاية سيطعمون طفلك بعض الوقت، فتأكدي من أنهم يتبعون ذات نظام التغذية وأساليبك.
تعرّفي على الوقت اللازم لطلب المساعدة.. وإذا كنتِ تعانين من مشكلة في الرضاعة الطبيعية، فاطلبي المساعدة، خاصة إذا كانت كل رضعة تسبب لكِ ألماً، ووزن طفلكِ لا يزيد.
لا تقلقي ولا تنزعجي.. فمن الطبيعي أن تشعري بالإرباك والإرهاق خلال الأسابيع الأولى، ولكن قريباً ستجدين طريقة ونمطاً يناسب حياتك وحياة طفلك.. لا تتعجلي الأمور.
نصائح على الأم الالتزام بها
الأهتمام بالتغذية الصحية وتقسيم الوجبات إلى 6 وجبات-
الالتزام بنظام غذائي متوازن
يلعب الطعام دوراً مهماً في الحفاظ على شكل جسمك لحياتك الجديدة كأم، حيث يمنحك الطاقة والتركيز، وتحسين جودة حليب ثديك من أجل طفلك.
تناول المكملات الغذائية يومياً
لا يهم تناول الكثير من الطعام، بقدر الاهتمام بنوعيته، فالرضاعة الطبيعية تؤدي إلى زيادة احتياجات الأمهات الغذائية والتي يجب الوفاء بها.
وعلى سبيل المثال، يُنصح بدعم نظامك الغذائي بمكمل غذائي يحتوي على الفيتامينات والمعادن، ويكون مُعداً خصيصًا للأمهات المرضعات.
الحصول على بعض الراحة
أم في حالة من الراحة والاسترخاء-ا
رعاية الطفل يمكن أن تستهلك طاقتك بسرعة كبيرة، لذلك من المهم البحث عن سبل الراحة، للتخلص من التعب الناتج عن أداء مهام دورك الجديد.
اجلسي متى أمكنك ذلك، وانعمي بقيلولة عندما يكون الطفل نائماً.. وقللي الأعمال المنزلية، فليس هذا هو الوقت المناسب للتنظيف المتقن.
أعِدي وجبات خفيفة وصحية بحيث لا تحتاجين إلى الطهي لوقتٍ طويل، واطلبي من زوجك المشاركة.. ما يساعد في تقوية علاقته بالصغير.
التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة
طفلك السعيد المبتسم يزيل التعب والإكتئاب-
إن التعب وقلة النوم قد تجعلك تشعرين بالحزن وسرعة الانفعال بعد الولادة، وما يعرف ب”اكتئاب ما بعد الولادة”.. ولكن.. إذا نظرت لطفلك وهو سعيد ومستصح ويبتسم حين رؤياك.. فهذا كفيل بالقضاء على أي اكتاب، وإذا استمر الحزن أو الإرباك لأكثر من أسبوعين عقِب الولادة، لا تترددي في التواصل مع مختص للحصول على المساعدة.
وتذكري أن إنجاب طفل جديد لا يعني تقليل العناية بنفسك، فالتمارين الخفيفة تساعد في تحسين مزاجك، وزيادة طاقتك، واستعادة الشكل المثالي بصورة أسرع.. مثل المشي أو السباحة أو بعض التمارين لتقوية العضلات، لمدة 30 دقيقة على الأقل ويفضل هذا يومياً، ابدئي بمستوى نشاط أخف ثم قومي بزيادته.
الخروج من المنزل
إن ملازمة المنزل ليست فكرة جيدة، حاولي القيام بالكثير من المهام والأنشطة خارج المنزل قدر المستطاع.. فقد تكون أنشطة بسيطة مثل التمشية، أو قضاء يوم على الشاطئ أو الخروج في نزهة لطيفة.. وتلك أشياء جيدة لطفلك أيضاً؛ حيث تنشط حواسه بالعالم الخارجي، وابحثي عن مجموعة من الأمهات الجدد للتمشية معك والتحدث.. في النهاية انتبهي لأي من الأدوية التي تتناولينها.. إذا كنتِ ترضعين رضاعة طبيعية، وأخبري طبيبك؛ فليست جميع الأدوية صالحة للاستخدام في حالة الإرضاع.