بدأتُ مؤخراً باتباع نظام لممارسة الرياضة، إلا أن أحد أصدقائي حذّرني من خطر التعرّض للإصابات؛ خصوصاً وأن الجزء العلوي من ذراعي يشكل تحدياً دائماً.. الدكتور دوغلاس بارتلز، اختصاصي جراحة تقويم العظام في نظام مايو كلينك الصحي، أو كلير، ولاية ويسكنسن، يتحدث بالتفصيل حول موضوع إصابات عضلات الذراعين وتمزُّق الأوتار.. في الآتي:
عضلات الذراعين يمكن أن تتضرر بفعل عدة عوامل
عادةً ما يكون الحصول على ذراعين علويين ذواتي قسمات عضلية بارزة، هو هدف أيّ شخص يسعى لأن يكون له مظهر لائق ومتناسق.. لكن لهذه العضلات التي تعمل بكفاءة وظيفة أخرى غير الظهور بمظهر جيد.
تتضمن عضلات الذراع الأساسية العضلة ذات الرأسين، التي توجد في الجزء الأمامي من الذراع، والعضلة ذات ثلاثة الرؤوس التي توجد في الجزء الخلفي.. ترفع هذه العضلات الأحمال الثقيلة من خلال ثني أو فرد الذراع، كما تؤدي الحركات الالتفافية.
وبرغم قوتها، يمكن أن تتضرر هذه العضلات بسبب الاستخدام المفرط أو الإصابات الناتجة عن أداء مجهود عنيف، مثل: رفع الأغراض الثقيلة من الشاحنة، أو استخدام الأوزان بشكل خاطئ في صالة الألعاب الرياضية.. ويمكن أن يُهيج الاستخدامُ المفرط الأوتارَ التي تصل العضلات بالعظام؛ مسبباً الألم والالتهاب.. كما قد تؤدي الإصابات الناتجة عن المجهود العنيف، إلى قطع أو تمزُّق أوتار العضلات ذات الرأسين أو ثلاثة الرؤوس.
عادةً ما تشيع إصابات عضلات الذراع العلوية وأوتارها لدى الرجال بين 30-50 عاماً، ولكنها يمكن أن تحدث للنساء أيضاً.
في حين أن الكدمات والتورُّم هي من العلامات الواضحة للإصابة، إلا أن العديد من الأشخاص لا يصيبهم سوى ألم شديد في الذراع، بالإضافة إلى ضعف الكتف والذراع.. كما قد تظهر انتفاخات، وذلك بناءً على نوع الإصابة.
تمزقات الأوتار هي الأكثر شيوعاً
كلما عولج تمزق الأوتار سريعاً كان التعافي أفضل
إن تمزُّقات الأوتار هي أكثر الإصابات شيوعاً.. إذا كنتِ تعانين من تمزُّق في الوتر؛ فمن المحتمل أن تشعري بوجود قطع أو تسمعي صوت فرقعة فعلية.. ويحدث ذلك عادةً حول منطقة الكوع، وأحياناً في الكتف؛ حيث تميل العضلات حينها إلى التكتل، ومن ثَم تكوّن انتفاخاً لا يتحسّن.. وعادةً ما يصاحب ذلك وجود تورُّم، أو كدمات، أو تقلصات مؤلمة، أو ألم لا يُطاق، بالإضافة إلى الفقدان الوظيفي للعضلات.
وكلما عُولج التمزق سريعاً، كان التعافي أفضل؛ لأن النسيج الندبي يمكن أن يتشكل وتبدأ العضلات في الضعف أو الضمور.
يُنصح باستشارة اختصاصي تقويم العظام للتعرُّف على كل الخيارات غير الجراحية والجراحية.
ربما يهمك الاطلاع على علاج شدّ العضلات وطرق الوثاية من التمزق العضلي.
إصابات الذراع العلوية.. ما هي العلاجات؟
يختار بعض المرضى استبعاد الخيار الجراحي، ولكن لا يتحسن الألم ووظيفة الذراع ومظهره بمرور الوقت.
إذا تمزّق أحد الأوتار، يكون خط العلاج الأول هو إعادة ربطه بالعظام باستخدام الغرز والمثبتات. وعادةً ما تُجرى الجراحة من دون مبيت في المستشفى، ويعود المرضى إلى منازلهم في نفس اليوم.
وقد يستغرق التعافي نحو ثلاثة أشهر فأكثر.. بعد الجراحة، يُثبّت الذراع بواسطة جبيرة مع حمّالة للكتف، مع ثني الكوع بزاوية 90 درجة لعدة أسابيع؛ لإعطاء الوقت للترميم؛ للقيام بعملية التعافي.
بينما العلاج السلبي، وهو أن يحرّك شخص آخر ذراعك، مصمم لمساعدتك في استعادة نطاق الحركة والوقاية من تيبس الكوع.. وقد يحتاج المريض إلى الاستمرار في ارتداء حمالة الكتف للحماية والشعور بالراحة.
وخلال أربعة أو خمسة أسابيع بعد الخضوع للجراحة، قد يساعد النشاط الحركي في استعادة القوة. في هذه المرحلة، سيكون بإمكانك ممارسة بعض الأنشطة البسيطة، مثل: ارتداء الملابس، والعناية الشخصية، والعمل على الحاسوب.. وخلال ثلاثة أسابيع، سيستعيد المريض قوته تدريجياً من خلال زيادة النشاط.
الوقاية من إصابة عضلات الذراع العلوية
للوقاية من إصابة عضلات الذراع العلوية وأوتارها، والحفاظ على قوتها بشكل عام، يجب تجنُّب التحميل الزائد على عضلات الذراع، والحرص على استخدام الأساليب الصحيحة عند رفع الأوزان في المنزل أو في صالة الألعاب الرياضية.. إذا لم تكوني على دراية بهذه الأساليب، فكّري في التواصل مع طبيب متخصص في الطب الرياضي أو خبير في العلاج الطبيعي.
إذا كنتِ تخشَين من أن تكون الإصابة قد وقعت؛ فلا تتأخري في طلب الرعاية؛ حيث إنه من الضروري استشارة اختصاصي طبي بمجرد أن تراودك هذه التخوّفات بشأن وقوع إصابة؛ لبدء خطة التعافي والشفاء.