الإيميتوفوبيا هي رهاب القيء، وهي حالة من الخوف الشديد من التقيؤ أو رؤية أو سماع شخص آخر يتقيأ أو رؤية القيء.
الإيميتوفوبيا هي حالة من حالات الصحة العقلية تُصنف بأنها رهاب محدد، وهو الخوف المستمر وغير العقلاني من شيء أو موقف ما.
ويمكن أن يتطور رهاب القيء تلقائياً أو بعد تجربة القيء المؤلمة. بمجرد إصابتكِ بهذا الرهاب، تتصاعد المضاعفات خطوة بخطوة، ويتم تجنُّب الأماكن والأشياء التي تربطكِ بالقيء، وتصبحين أكثر يقظة بشكل متزايد، وسرعان ما يهيمن الخوف على حياتكِ.
ونتيجة لفوبيا القيء؛ تصبح العادات الغذائية صارمة، وأي شيء غير مألوف أو يُحتمل أن يسبب القيء يتم تجنبه تماماً.
وغالباً ما يعاني مرضى الإيميتوفوبيا من ضعف اجتماعي ومهني كبير، ويبذلون قصارى جهدهم للتأكد من أنهم لا يتقيأون، كما يرفض الأطفال الذهاب إلى المدرسة أو زيارة الأصدقاء، ويبتعد البالغون عن العمل ويتوقفون عن تناول الطعام في المطاعم.
أعراض فوبيا القيء
رهاب القيء قد يكون مرتبطاً بالمخاوف بشأن عدم السيطرة
يلجأ الشخص المُصاب بفوبيا القيء إلى القيام ببعض السلوكيات الغريبة لتجنُّب التعرض للقيء، أبرزها ما يلي:
– تجنُّب الأطعمة أو المشروبات أو المطاعم المرتبطة بالتعرُّض بالقيء سابقاً.
– تجنُّب قول أو سماع كلمات «القيء» أو «التقيؤ».
– فحص الأشخاص الآخرين بحثاً عن علامات المرض وتجنُّب المستشفيات والمرضى.
– رفض مصافحة الآخرين.
– تجنُّب القمامة وغيرها من الأشياء ذات الرائحة الكريهة أو القذرة.
– غسل اليدين بشكل مفرط، وكذلك تنظيف الطعام وأسطح التحضير.
– التخلص من الطعام قبل أن تنتهي صلاحيته.
– شم وفحص الطعام بشكل مفرط.
– الإفراط في طهي الطعام لقتل مسببات الأمراض المحتملة.
– استخدام مضادات الحموضة بشكل استباقي.
– تجنُّب تناول الأطعمة خارج المنزل.
– التحقق من أماكن الحمامات في أي مكان خارج المنزل.
– تجنُّب السفر أو الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
– قياس درجة حرارة الجسم بشكل مستمر والبحث في الجسم عن علامات المرض.
أسباب الخوف من القيء
قد يكون خطر الإصابة برهاب القيء أعلى إذا كنت تتذكرين التقيؤ في الأماكن العامة، على سبيل المثال، عندما يحدث القيء في أوقات أو في مواقف محرجة أو غير مريحة؛ فقد يكون الأمر مؤلماً للغاية، كما قد يتطور هذا الخوف إذا واجهت ليلة طويلة من القيء الذي لا يمكن السيطرة عليه.
ويعتقد بعض الخبراء أن رهاب القيء قد يكون مرتبطاً بالمخاوف بشأن عدم السيطرة؛ إذ يمكن للمرضى أن يحاولوا السيطرة على أنفسهم وبيئتهم بكل الطرق الممكنة، ولكن السيطرة على القيء يُعد مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة؛ لذلك عدم القدرة على السيطرة على المشكلة يمكن أن يؤدي إلى الخوف من القيء.
ويفكر المُصاب برهاب القيء دائماً في الاحتمالات التالية:
– عدم القدرة على العثور على الحمام في الوقت المناسب.
– القيء مراراً وتكراراً وعدم القدرة على التوقف.
– الاختناق بالقيء والمعاناة الجسدية.
– التعرض للإحراج أمام الآخرين.
– دخول المستشفى.
ولأنك لا تعرفين متى سيحدث ذلك؛ تكونين دائماً على أهبة الاستعداد، وتعيدين ترتيب حياتكِ لدرء أي احتمالية للتقيؤ.
هل ترغبين بالتعرف إلى الفرق بين القلق الإيجابي والقلق السلبي؟
علاج فوبيا القيء
يساعد العلاج المعرفي السلوكي على علاج فوبيا القيء وما يُصاحبها من نوبات هلع
هناك طرق عديدة لعلاج فوبيا القيء يُمكنها أن تساعد في التخلص من هذه الحالة أو تخفيف أعراضها، وأبرز هذه الوسائل ما يلي:
– العلاج السلوكي المعرفي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي «CBT» أحد الخيارات للأشخاص الذين يعانون من رهاب القيء؛ إذ يمكنه أن يساعد الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة على مواجهة مخاوفهم واستبدال أفكارهم السلبية في ما يتعلق بالتقيؤ.
أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي الذي وُجد أنه مفيد للأشخاص الذين يعانون من رهاب القيء ونوبات الهلع هو العلاج القائم على التعرُّض؛ ففي دراسة حالة أُجريت عام 2016، شهد مريض مراهق انخفاضاً في أعراض رهاب القيء ونوبات الهلع بعد الانخراط في هذا النوع من العلاج.
– العلاج بالتنويم المغناطيسي
العلاج بالتنويم المغنطيسي هو طريقة أخرى لعلاج رهاب القيء، وفي أثناء العلاج بالتنويم المغناطيسي، يقوم المعالج بتوجيه المريض إلى حالة من الاسترخاء، وبمجرد استرخاء المريض، يصبح عقله الباطن أكثر تقبلاً للاقتراحات الجديدة حول خوفه، مثل إعادة برمجة العقل لرؤية الخوف بطريقة أقل رعباً.
– الدواء
قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بمضادات الاكتئاب، مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية «SSRI»، كما قد تساعد أدوية الجهاز الهضمي في تخفيف الأعراض الجسدية لرهاب القيء، مثل الغثيان، والمساعدة أيضاً في حل مشكلات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تؤدي إلى استمرار الخوف من القيء أو تفاقمه.
– ممارسات نمط الحياة
يمكن أن تساعدكِ تقنيات الاسترخاء أيضاً في التغلب على الخوف من القيء، كما يمكن لبعض الممارسات اليومية مثل التأمل الذهني وتمارين التنفس أن تنقلك إلى اللحظة الحالية وتزيد من اليقظة الذهنية؛ ما يقلل من القلق والتوتر بشأن احتمالات التقيؤ، وتساعدك على التعامل بشكل أفضل مع هذا الرهاب.
ومن المهم الحرص على الرعاية الذاتية عند التعامل مع رهاب القيء؛ فالحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، وتناول نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي يمكن أن يفيد صحتكِ العقلية بشكل عام، ويقلل من أعراض رهاب القيء بشكل خاص.