كثيراً ما نسمع أن السكر الأسمر أفضل أكثر من السكر الأبيض المضر، إلا أن أضراره مماثلة لأضرار السكر الأبيض؛ فهناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول السكر الأبيض والسكر الأسمر، إذ غالباً ما يُوصف السكر الأسمر بأنه بديل صحي وطبيعي للسكر الأبيض، إلا أن كليهما يتم إنتاجهما من المصدر نفسه؛ لذلك، من الضروري فهم الاختلافات والآثار الصحية لكل من السكر الأبيض والأسمر، خاصةً لمرضى السكري حسبما تؤكد اختصاصية التغذية نور حرب في هذا المقال.
حقائق غذائية عن السكر البني
إن السكر الأبيض والأسمر يتم صنعهما من قصب السكر. ولتصنيع السكر الأسمر، يُضاف دبس السكر على السكر الأبيض المكرر؛ ما يعطيه لونه البني الداكن ويزوِّده بكمية صغيرة من الفيتامينات والمعادن.
أما بالنسبة للقيمة الغذائية، يحتوي السكر الأسمر على سعرات حرارية وكمية كربوهيدرات أقل من السكر الأبيض، ولكن بنسب ضئيلة جداً. إن جميع السعرات الحرارية الموجودة في السكر الأسمر تأتي من الكربوهيدرات. هناك 17٫5 سعرة حرارية في ملعقة صغيرة واحدة، وجميع السعرات الحرارية تأتي من السكريات، حيث لا تُوجد ألياف أو نشاء في السكر الأسمر. قد يظن البعض أن اللون البني يشير إلى وجود الألياف فيه، لكنه ناتج عن زيادة دبس السكر إليه ولا يعني وجود أي ألياف غذائية فيه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السكر الأسمر يحتوي على كمية أكبر من الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم مقارنة بالسكر الأبيض، على الرغم من أن الكمية ضئيلة جداً. عند استهلاكه بكميات قليلة، لا يوفر السكر الأسمر أي مغذيات مهمة. ولكن، بكميات أكبر، قد يوفر بعض المعادن؛ حيث يوفر كوب واحد 183 ملليغراماً من الكالسيوم وكميات أقل من الحديد والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والمنغنيز، والبوتاسيوم. ومع ذلك، لا يمكن التشجيع على تناول السكر الأسمر بمثل هذه الكمية الكبيرة؛ لأنها عالية بالسعرات الحرارية وخالية من الفوائد الغذائية والمنافع الصحية. كما أن هذه الكمية عالية جداً بالكربوهيدرات وترفع من مستوى السكر بالدم لدى مرضى السكري. ولذلك، فإن هذا الاختلاف البسيط ليس له أي فائدة أو تأثير مختلف في صحة المستخدم.
هل يرفع السكر الأسمر من مستوى السكر في الدم؟
هل يزيد السكر الأسمر معدل السكر في الدم؟
السكر الأسمر والسكر الأبيض هما في الأساس سكروز (Sucrose) أو سكر محبب (Granulated Sugar) . بالنسبة إلى مؤشر نسبة السكر في الدم (GI or Glycemic Index)، الذي يقيس مدى قدرة بعض الأطعمة على رفع نسبة السكر في الدم على مقياس من 0 إلى 100، يسجل السكروز 65، وهذا يعني أن كلاً من السكر الأسمر والأبيض يرفعان نسبة السكر في الدم بقدر الوجبات السريعة، مثل رقائق البطاطس وغيرها.
فمن المهم التحكم في معدل السكر في الدم والمحافظة عليه؛ ليبقى ضمن حدوده الطبيعية لمرضى السكري؛ لذلك تُعد الطريقة الأمثل للمحافظة على صحة جيدة، هي التحكم بنوعية الطعام المتناولة والانتباه إلى مؤشر السكر في الدم في الأطعمة المختلفة.
كيف يمكن لعلاجات السرطان أن تؤثر في نظامكِ الغذائي؟
هل يُعتبر السكر الأسمر أفضل من السكر الأبيض لمرضى السكري؟
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، فإن استخدام السكر الأسمر ليس له فوائد صحية أكثر من السكر الأبيض.
بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي ومتكامل، يجب على المستخدمين الانتباه إلى كمية السكر المضاف والحد من تناولها.
تظهر بعض الدراسات أن تناول كمية زائدة من السكر تضعف أيضاً حساسية الأنسولين، التي تشير إلى مدى استجابة جسم الإنسان للأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم. ومع تلف الأنسولين، تقل القدرة على نقل السكر من الدم إلى الخلايا كما يجب، فيرتفع معدل السكر بالدم. ولذلك، يجب حرص مرضى السكري بشكل خاص من استهلاك السكر سواء الأسمر أو الأبيض. كما أن تناول السكر الزائد مرتبط مباشرةً بخطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وأمراض الكبد، وغيرها.
هذا، وتوصي جمعية القلب الأمريكية بالحد من السكريات المضافة إلى أقل من 6 ملاعق صغيرة (24 غراماً أو 100 سعرة حرارية) يومياً للنساء وأقل من 9 ملاعق صغيرة (36 غراماً أو 150 سعرة حرارية) يومياً للرجال. وهذه النصائح هي نصائح عامة وليست مخصصة للفئة التي تعاني من مرض السكري أو أي مرض آخر.
بدائل السكر / المحليات الإصطناعية
-من أجل التمتع بطعم حلو من دون تناول كمية عالية من الكربوهيدرات ومن دون رفع معدل السكر بالدم، يمكن تناول بدائل السكر. هذه البدائل تتضمن المحليات الاصطناعية، مثل:
– سكرالوز (سبلندا) (Sucralose Splenada)
– السكرين (Saccharin, Sweet’N Low)
– الأسبارتام (Aspartame) ولكن يجب الانتباه؛ إن الأشخاص الذين يعانون من بيلة الفينيل كيتون لا يمكن لهم تناول الأسبارتام؛ لأنه يحتوي على الفينيل ألانين (Phenylalanine) .
في حين يمكن تناول المحلي الطبيعي ستيفيول جليكوسيد (Steviol glycoside)، المستخرج من أوراق نبتة الستيفيا (Stevia) .