مرحلة المراهقة تبدأ عادةً في سنّ 11 عاماً لدى الإناث و 12 أو 13 عاماً لدى الذكور، وهذه الفترة من الممكن أن تستمرّ حتى عشر سنوات، وهي العمر الفاصل بين الطفولة والرشد، وفيها يمر المراهقون بمرحلة حرجة للغاية من حياتهم، لهذا فهم بحاجة إلى آبائهم ومعلميهم لرعايتهم والاهتمام بهم، ومنحهم الشعور بالانتماء.
والمشكلة الحقيقية أنهم لن يطلبوا ذلك أبداً، والسبب أنهم يشعرون بأنهم بالغون، بينما واقع الأمر أنهم لا يزالون أطفالاً، ما يولِّد الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية والخلقية والحياتية، والتي تحتاج إلى معاملة وأسلوب تربوي خاص. اللقاء واستشاري طب النفس الدكتور حسن علام للتعرف إلى طرق جديدة لتعامل الآباء مع أبنائهم المراهقين.
معلومات وأفكار تهمك
كثيراً ما تحدث تقلبات مزاجية حادة في فترة المراهقة-
يفقد المراهقون القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وحينها يسعون للحصول على الدعم والمؤازرة من أشخاص آخرين قد لا يكونون الأفضل.
ستمر المرحلة في كل الأحوال، لكنها يمكن أن تنتهي بدفعة إيجابية نحو مرحلة النضج، أو يتحول المراهقون لأشخاص بالغين يعانون من الارتباك.
ووفقاً للأبحاث العلمية، هناك نظامان مهمان في مخ المراهق، لا ينضجان في ذات الوقت؛ نظام ينضج عند سن البلوغ.. وهو المسئول عن السعي وراء المكافآت والفوائد الواضحة، كالحصول على شعبية بين الأصدقاء، والإثارة مثل كسر وخرق القواعد.. ونظام ينضج في منتصف سن العشرينيات: وهو النظام المسئول عن ضبط النفس برغباتها وانفعالاتها.
التغيرات الجسدية والهرمونية بجسم المراهق، يمكن أن تسبب تكوين صورة مشوهة لدى المراهق عن جسده، بجانب حدوث تقلبات مزاجية حادة، كما أن حاجتهم إلى إثبات أنهم أصبحوا بالغين، وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا مستقلين، تتسبب في تمردهم على القواعد.
وهناك الغيرة الأخوية، النزاعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها المراهق، وغير ذلك لها تأثيرها كذلك.. إلى جانب الأعباء الدراسية، التنمّر، الرفض أو الإقصاء من قِبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك.
بالإضافة إلى عدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم؛ خوفاً من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.
أضيفي لمعلوماتك..دراسة تؤكد: تصالح المراهق مع نفسه أولى خطوات الثقة
أسلوب خاص للتعامل مع المراهقين
استمعي لابنك المراهق وأظهري اهتمامك بالحديث-
أولى الخطوات..”الاستماع إلى المراهقين مهارة”
اختاري لحظة يكون فيها أولادك في حالة مزاجية جيدة، واطلبي منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم، استمعي جيداً وتأكدي من إظهار إشارات تدل على أنك مستمع جيد، مثل إظهار الودّ والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس، والجلوس في نفس مستوى أولادك، والنظر لأعينهم مباشرة.
ثاني الخطوات..”تجنب مقاطعتهم وانتظر حتى ينتهوا من الحديث”
أظهر اهتمامك وتواصلك مع طفلك المراهق.. فيخبرك بأسراره
اطرح عليهم أسئلة لإظهار أنك مهتمة بالفعل ، وتجنب إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم إذا قالوا إنهم ارتكبوا خطأً ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبارك لاحقاً.
قم بالتواصل معهم من خلال النظر في العين، وحدّد بالضبط ما الذي تريده من الطفل المراهق أن يقوم به مثال: من فضلك نظّف غرفتك..وأخبره كيف سيجعلك هذا الأمر تشعر، مثال: ستساعدني بشكل كبير عندما تنظف غرفتك.
استخدم عبارات تعبّر عن الاحترام والتقدير مثل: “أود منك أن تفعل …”، “سأكون ممتناً لك إذا قمت بـ…” ” وامدح الطفل المراهق حين يقوم بتنفيذ الطلب.
ثالث الخطوات..كيفية التعامل مع السلوك السيئ
التعبير عن مشاعرك السلبية تجاه الخطأ الذي ارتكبه ابنك –
حين يتجاهل أولادك ما تطلبه منهم، أو يخالفون قاعدة اتفقتم عليها معاً، عبّر لهم عن مشاعرك السلبية تجاه هذا السلوك، وأخبرهم بطريقة إيجابية بأنهم يتصرفون بطريقة غير مقبولة أو سيئة.
انظر إليهم وتحدث بحزم..قل لهم بالضبط ما فعلوه وأغضبك. أخبرهم بما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ..واقترح عليهم كيف يمكنهم التصرف لتجنب حدوث ذلك في المستقبل.
رابع الخطوات.. استخدمي العواقب بدلاً من العقاب
والاثنان مختلفان؛ فالعواقب تعني أن نتيجة تصرفاتهم وأفعالهم سيكون لها تأثير عليهم وعلى الآخرين، ما يساعد على تعلم الاستقلالية، واتخاذ القرارات، وتحمل المسؤولية.
وهناك عواقب طبيعية لا تتطلب تدخلاً من الآباء، وهي نتيجة طبيعية لسلوك المراهق.. مثال: “إن لم تضع ملابسك في سلة الغسيل، لن يكون لديك أي ملابس نظيفة لترتديها”
وعواقب منطقية وهي التي تنتج عن سلوك بعينه، مثل عدم الامتثال للقواعد.. مثال: “إذا عدت للمنزل متأخراً، فلن تحصل على وقت للراحة غداً”، بينما العقاب يشمل الضرب والتوبيخ والحرمان.
خامس الخطوات..ساعديهم في حل مشاكلهم
عرّفي المراهق أن بإمكانه اللجوء إليكِ والحصول على المساعدة
أحياناً يتصرف أولادك بطريقة سلبية، لأنهم يشعرون بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى، وعلى الرغم من أهمية أن تجعلي أولادك مستقلين ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، إلا أنه عليكِ أن تجعليهم يعرفون أن بإمكانهم دائماً اللجوء إليكِ للحصول على المساعدة.
هيا حددي المشكلة بوضوح، وفكروا سويّاً في الحلول الممكنة، وشجعيهم على التوصل إلى حلين أو أكثر، تحدثي معهم عن كل حل وما شعورهم تجاهه، ثم عبري عن شعورك أنتِ تجاه كل حل، واختاري الحل الذي يبدو الأفضل، وقومي بتجربته..ولا تنسي أن تتحدثي مع أولادك وتتابعي مدى نجاح الحل.
سادس الخطوات..تخير العواقب
وضّحي عواقب ما يفعله المراهق دون أي عقاب بدني
بأن تكون مختلفة عما يستخدمه الآباء للمكافأة، مثال: إذا كانت المكافأة هي قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم، فلن تكون العاقبة هي إلغاء هذا الوقت، ولا بدّ أن تتضمن العواقب اعتذاراً، إذا كان السلوك السلبي يؤثر على شخص آخر، مثال: “إذا كسرت أشياءَ تخص شخصاً آخر، عليك الاعتذار وإصلاحها”.
ولا يجب أن تكون العواقب متضمنة أي عقاب بدني، أو أن تحرمي المراهقين من حق لهم كالطعام أو الذهاب للمدرسة، ولكن بدلاً من ذلك، يمكنها أن تكون مقيدة لأحد الامتيازات مثل؛ تقليل وقت الراحة والمرح مع الأصدقاء، أو إضافة مسؤوليات، كالقيام بالمزيد من المهام والأعمال.