قد تلجأين إلى الإفراط في تناول الطعام تحت تأثير الضغوط المحيطة والظروف الحالية، التي تسبب التوتر والقلق من المستقبل. إن الأفراد يأكلون أحياناً ليس بسبب الجوع، إنما لأنهم تحت تأثير مشاعر الضغط والتوتر، كذلك تتوقف طبيعة الغذاء الذي يتناوله الشخص، على حالته النفسية.. في الواقع لا يسدُّ الغذاء فراغ المعدة فقط، لكنه يسدّ ثقوب المشاعر على اختلافها، كما تؤكد اختصاصية التغذية
اختصاصية التغذية
الفرق بين الأكل الطبيعي والأكل الكثير تحت تأثير التوتر
هناك فروق كثيرة بين إحساس الفرد بالجوع العادي، والجوع العاطفي الناتج عن التوتر، وهي كالآتي:
– يكون الجوع المرتبط بالقلق والتوتر مفاجئاً وبلا مقدمات، بينما إحساس الفرد بالجوع الطبيعي يحدث بالتدريج.
– يصنّف الأكل الناتج عن التوتر حينما يشتهي الفرد غذاءً محدداً؛ فمثلاً عند اعتقاد الشخص أن الحلوى فقط سوف تُشعره بالشبع، يُعَد هذا النوع من الأكل ناتجاً عن تأثير القلق، لكن عندما يرغب في أيّ نوع من الغذاء من دون تحديد، يكون إحساس الجوع طبيعياً.
– يعَدّ عدم القدرة على الانتظار والصبر على الجوع، من نتائج القلق والتوتر.
– يتوقف الفرد عند امتلاء معدته إذا كانت رغبته بالأكل طبيعية، بينما لا يتوقف عن الأكل، رغم امتلاء معدته، إذا كان تحت تأثير الضغط والتوتر.
– لا يترك الأكل الطبيعي شعوراً بالذنب، بعكس ما يشعر به الفرد إذا كان يأكل عاطفياً.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي.. اختصاصية تتحدث.
أسباب الأكل الكثير عند الشعور بالقلق والتوتر
– لفترة قصيرة، عندما يقع الأشخاص تحت تأثير الضغوط والقلق؛ فإنهم يفقدون الرغبة في تناول الطعام.. والتفسير لتلك الحالة، أن الغدد الكظرية، تبدأ في إفراز هرمون الأدرينالين، المعروف بهرمون الطوارئ؛ لذا يفقد الفرد شهيته مؤقتاً.
– عند استمرار حالة القلق والتوتر؛ فإن نفس الغدد الكظرية، تبدأ في إفراز هرمون الكورتيزول، وهنا ترتفع الشهية للطعام.
– لن تنخفض نسبة الكورتيزول، إلا إذا انخفضت معدلات التوتر والقلق، ويفسّر ذلك استمرار تناول الطعام تحت تأثير التوتر من دون الشعور بالشبع، كما يحدث في الأوضاع الطبيعية.
الأطعمة المفضّلة عند الشعور بالتوتر وطرق التحكم في الأكل
أظهر العديد من الدراسات، أن الأطعمة السكرية، والدهنية، هي الأكثر اشتهاءً، وقد يرجع هذا إلى عمل هرمونات الأنسولين، والكورتيزول.
في حين أن هناك الكثير من النصائح، والأساليب التي تساعد على التحكم في غريزة الغذاء أو الأكل تحت تأثير التوتر، مع ظروف البقاء المطوّل بالمنزل، متابعة الأخبار غير السارّة.. نستعرض فيما يلي بعض هذه الأساليب:
– الوقوف مع النفس:
الشخص هو الذي يستطيع تجاوز هذا النوع من الإفراط في الطعام، إذا كان مدركاً لحقيقة أسباب شعوره بالجوع.. يمنح التفكير في الحالة النفسية، الشخص القدرة على التوقف، ولو مؤقتاً لإعادة النظر في سبب هذا النهم.. قد يبدو أن كبح جماح الجوع تحت تأثير التوتر والقلق، أمرٌ شاقٌ، أو مستحيل إذا لم يبدأ الفرد بالتفكير والوقوف مع نفسه، إلا أنه قابل للتحقُّق بالإرادة.
– إزالة الإغراءات:
كلما كان الوصول للطعام المفضل سهلاً، كان التوقف عن الإفراط في الطعام صعباً.. يقول الباحثون، إن مشاهدة الأطعمة المُحببة؛ خاصة مرتفعة السعرات الحرارية، يَزيد من معدلات الرغبة لدى الأفراد؛ لذلك فإنه من الأفضل عدم إحضار مثل هذه الأطعمة إلى المنزل.
– جدولة الطعام:
في كثير من الأحيان، يضطر الأشخاص للمكث في المنزل لفترات طويلة تحت أيّ ظرف، حجر صحي، أو حظر تجوال، أو أيّ سبب آخر؛ لذا فإن تغيير مواعيد وعادات الغذاء في هذه الظروف، ليس من الأمور المطلوبة.. من الممكن تغيير نوع الغذاء، لكن يجب الحفاظ على مواعيد وعدد الوجبات.
– تنوّع الأطعمة:
الإفراط في تناول الطعام تحت تأثير التوتر والقلق، يتطلب تحديد أغذية معينة، أو وجبات محددة.. الأفضل للفرد الذي يحاول كسر عجلة الأكل تحت تأثير التوتر والقلق، ألا يجعل له طعاماً مُحبباً، أو يترك نفسه لنظام غذائي قاسٍ؛ بل بالعكس، يجب أن يتناول جميع الأطعمة، وكل الأنواع، لكن عليه التحكم في الكميات.
– إبقاء الجسم رطباً:
يعَدّ شرب كميات كبيرة من السوائل، من العادات المفيدة صحياً، وكذلك لتقليل الرغبة في تناول الطعام.. يؤدي الإحساس بالعطش والجفاف من الخلايا إلى تغييرات سلوكية ومزاجية للفرد، وبالتالي زيادة الرغبة في تناول الطعام.
– الحركة والنشاط:
القيام بأيّ نشاط جسدي، يرفع من الشعور الداخلي بالراحة، ويقلل الشعور بالتوتر والقلق.. إذا لم يكن من المتاح ممارسة الأنشطة الرياضية في صالات الألعاب أو النوادي؛ فإن التمرينات المنزلية تكون كافية في الكثير من الأحوال، ولو كان حتى المشي داخل الغرفة.
– الصحة تاج الأصحاء:
يجب جعل الحالة الصحية للفرد في الاعتبار دائماً، وأن يفكر تفكيراً إيجابياً، أن الصحة أهم من الاندفاع وراء غريزة الطعام، وأن السيطرة على هذه الغريزة، هو الأفضل للبقاء في حالة صحية جيدة وحياة هادئة خالية من الأمراض.