رغم مرور فترة على عودة المدارس؛ فإن طفلي لا يتحدث عن مدرسته، وكيف يقضى يومه فيها، ونادراً ما يحكي عنها مع العائلة أو وسط الأصدقاء، إضافة إلى أنه يهمل أداء واجباته الدراسية، ويتمارض كل صباح أو يبحث عن حجة حتى لا يذهب إلى المدرسة!» الشكوى تتكرر على ألسنة الكثير من الأمهات من أطفالهن الذين يدرسون بالمراحل الدراسية الأولى، وبحثاً عن أسباب هذه الشكوى وطرق التعامل معها، ووضع بعض الحلول لعلاجها؛ يدور التقرير التالي، اللقاء وخبيرة شؤون الطفل والتعليم الأستاذة نوال السيد؛ للشرح والتوضيح.
أسباب معاناة الطفل بالمدرسة
بعض الأطفال يعانون من مشاكل كثيرة بالمدرسة
هناك عدد من المشكلات المختلفة يمكن أن تسبب معاناة الطفل في المدرسة، بينما تُعد العلاقات بين الزملاء في المدرسة، وحالات التنمر المصاحبة لها أكثر شيوعاً لمشاكل المدرسة لدى الأطفال.
كما أن هؤلاء الأطفال الذين يعانون من التنمر وضغط الأصدقاء في المدرسة، يعانون من صعوبة بالغة في مواكبة الدروس أو فهم المواد، ومع خوف الطفل أو عدم رغبته في الإفصاح، تواجه الأم صعوبة في التعرف إلى ما إذا كان طفلها يواجه صعوبات في المدرسة مع زملائه أو لا.
عادات صحية وسلوكيات اجتماعية، علميها لطفلك مع بداية الدراسة
علامات تشير لمعاناة الطفل من مشاكل
إنهم يتنمرون بالطفل لفظياً
الممتلكات المفقودة أو التالفة
إحدى الطرق للتعرف إلى تعرض الطفل للاعتداء هي فقده أغراضه بشكل متكرر، أو إذا عادت أغراضه تالفة على الرغم من أنه ليس مهملاً؛ فقد يكون أحد أكثر الأشياء، التي يفعلها الأطفال المتنمرون؛ أخذ ممتلكات زملائهم الآخرين وإتلافها بعنف أمامهم.
انخفاض مفاجئ في احترام الذات
يمكن للأم ملاحظة أن طفلها الذي كان يتسم طوال الوقت بالتفاؤل والثقة بالنفس، يتحول فجأة، ولم يعد واثقاً بنفسه، حتى إنه قد يبدأ في تجنب أفراد الأسرة، وقد لا يتحدث ما لم تتم مخاطبته مباشرة من أجل عدم لفت الانتباه إلى وضعه.
تجنب الأصدقاء والمناسبات الاجتماعية
يبدأ الطفل في الانغلاق على كل نوع من أنواع التفاعل الاجتماعي، مفضلاً البقاء في المنزل بمفرده بدلاً من الخروج مع أصدقائه، أو زيارة العائلة في المناسبات المختلفة التي اعتاد حضورها من قبل.
تغيير مفاجئ في سلوكه
وبسبب تعرض الطفل للتنمر من زملائه، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو التنفيس عن غضبه يتحول سلوكه داخل المنزل مع أفراد أسرته.
فيكون هناك غضب مستمر وضيق وانتقاد لكل فعل أو كلمة، بوصفه محاولة منه للشعور بأنه في مركز السيطرة داخل البيت.
الكوابيس أو صعوبة النوم
يواجه الطفل صعوبة في النوم وكوابيس تسبب له القلق
يواجه الطفل فجأة صعوبة في النوم أو كوابيس متكررة، و يكون ذلك علامة على القلق بشأن موقف ما أو مشكلة في المدرسة؛ حيث إن التعرض للضرر الجسدي والعاطفي له تأثير مباشر في نوعية نوم الطفل.
طلب المال أو أشياء أخرى على غير المعتاد
يمكن أن تأتي التأثيرات السلبية بأشكال جسدية أو لفظية أو اجتماعية، وقد يضغط الأطفال شديدو العدوانية على زملائهم في الفصل ليبدؤوا في منحهم المزيد، ونتيجة لهذا التخويف؛ يبدأ الأطفال في مطالبة والديهم بمزيد من الأشياء، مثل الأموال أو الطعام، أكثر مما كانوا يحتاجون إليه في العادة.
علامات جسدية غير قابلة للتفسير
كما تستطيع الأم معرفة ما إذا كان طفلها يواجه مشاكل عنيفة مع زملائه، من خلال اكتشاف علامات أو آثار عنف جسدي عليه، وإذا لم يتمكن من شرح الأسباب؛ فقد يكون ذلك سبباً قوياً للقلق.
طرق التعامل مع المشكلة
إتاحة الفرصة للطفل ليشكو ويعبر عن مشكلته
لا تجعلي الانفعال هو المحرك الأول لتصرفاتك مع طفلك؛ لأنه لا ينجح دائماً، وعلى الأم تدارك الأمر والهدوء حتى تقدم المساعدة الفعالة لطفلها.
يجب شرح الموقف للطفل بطريقة يفهمها؛ فهو لا يعرف سبب تعرضه لسوء المعاملة، ومن المهم أن يعرف أن التنمر ليس خطأه أبداً.
على الأم التواصل باستمرار مع طفلها؛ حتى يشعر بالراحة، ويكشف لها عما يحدث بالفعل في حياته.
مع تعزيز ثقة الطفل بدفعه لاكتشاف ومتابعة مواهب وهوايات جديدة، تشغل وقته وتحتل حيزاً من وقته، وتستنفد مشاعره السلبية.
قومي بإنشاء قائمة بالردود، ودربي الطفل على استخدامها لإخبار زميله بالتوقف عن سلوك التنمر، على أن تكون الكلمات بسيطة ومباشرة مثل «دعني وشأني»، والتحدث بصوت قوي وحازم.
قد يكون لعب الأدوار طريقة جيدة لبناء الثقة، وتمكين طفلك من التعامل مع المشاكل التي تواجه بالمدرسة. يمكن للأم لعب دور المتنمر بينما يمارس الطفل ردود فعل مختلفة؛ حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة.
تعزيز لغة الجسد الإيجابية؛ فمن الضروري أن يشعر الطفل بقوته حتى إن لم يستخدمها، ويمكن تدريبه على النظر في عين المتنمر بثقة، وهذا يساعده على الشعور بمزيد من القوة في المواقف الصعبة ويجبر الآخر على التراجع.