نمو الطفل ينقسم لمراحل.. وكل مرحلة تأخذ وقتاً؛ كالانتقال من الرضاعة.. إلى تناول الطعام الصلب، كذلك محاولة الكلام وبناء الجمل، وأكثر ما تنتظره الأم هي مرحلة المشي.. فهي تترقبها بحب وشغف.. خاصة أنها تعتمد على مجهود الطفل، ومهاراته الحركية الذاتية، وتصميمه على المشي.. ثم تأتي مساندة الأم أو تدعيم الأب.
وعلمياً غالباً ما تحدث الخطوة الأولى بعمر 10 أشهر أو أقل قليلاً، والمشي بدون دعم يبدأ بعمر 14 شهراً تقريباً، والمعروف أن جميع الأطفال الأصحاء يمشون بشكل مستقل مع إتمام سنة ونصف السنة.. ولكن هناك العديد من المشاكل والاستفسارات على لسان بعض الأمهات بسبب عدم مشي أطفالهن في هذا العمر.
حول أسباب تأخر مشي الطفل.. ومتى يمشي بشكل طبيعي؟ وهل هناك علامات تعني قرب المشي؟.. وتفاصيل كثيرة مفيدة يتحدث عنها استشاري طب الأطفال الدكتور محمد علوان.
الجلوس أولى الخطوات التمهيدية للمشي
القدرة على الجلوس أولى خطوات المشي
على كل أم أن تدرك أن مراحل تطور مهارات الطفل الحركية تختلف من طفل لآخر.. خاصة فيما يسبق المشي من خطوات تمهيدية.
عادةً جلوس الطفل الطبيعي يكون بعمر 6 أشهر، ويزحف بعمر من 9 إلى 10 أشهر، ويبدأ بالمشي بعمر 11 إلى 18 شهراً.
تعلّم الرضيع المشي في عمر الـ10 أشهر تقريباً، يمشي مستنداً إلى الأثاث، ثم يمشي ممسكاً بأيدي الأم أو الأب، حتى يتعلّم موازنة جسمه.
يمكن أن يتأخر بعض الأطفال في المشي حتى عمر السنتين، وهنا على الأم أن تساعد على تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
وذلك كي يتمكن من المضي في خطواته الأولى، من خلال اللعب معه، ومدحه على كل حركة أو خطوة يقوم بها وتشجعيه دائماً.
هل تدركين أن.. طفلك في شهره الرابع عشر يزداد استقلالية و”لا” أفضل كلماته!
مراحل تعلم الطفل المشي
ساعدي طفلك على تعلم طريقة الوقوف والمشي
الجلوس بمفرده: هي المرحلة الأولى التي تساهم بتطوّر عضلات الطفل؛ مما تساعده على المشي، وتكون هذه المرحلة في عمر من 4-7 أشهر، ما عليكِ سوى تحفيزه من خلال وضع مجموعة من الألعاب المسلية حوله.
الزحف: يتدرب الطفل في مرحلة الزحف على تحريك ذراعيه وساقيه في الوقت ذاته، وهو ما سيحتاج إليه عند المشي، وهذه المرحلة تكون في عمر من 7- 10 أشهر، وما عليك سوى تشجعيه.
الوقوف مستنداً: سيحاول الطفل بعد الزحف الوقوف مستنداً إلى الأثاث في عمر الـ10 أشهر، ساعديه على تعلّم طريقة الوقوف والجلوس الصحيحة، ليس بمسك يده.. إنما بالتشجيع والتصفيق والتهليل.
المشي بمساعدة أحد: في هذه المرحلة سيبدأ الطفل في تحقيق توازن جسمه واكتساب الثقة في نفسه بدءاً من 11 شهراً، وهنا أمسكي يديه وساعديه.
الوقوف دون مساعدة: وهي المرحلة الأهم ما قبل انتظام المشي، وفيها يحافظ الطفل على توازنه لبضع ثوانٍ، وتكون في عمر السنة تقريباً، فشجعيه باستمرار.
المشي: وهي المرحلة الأخيرة، وتكون في عمر 12-15 شهراً، فشجعيه على المشي باستمرار عوضاً عن الجلوس.
طرق تعليم الطفل المشي
أشعري طفلك بالأمان وساعديه على الوقوف تدريجياً –
طفلك يحتاج إلى الإحساس بالأمان، أمسكي يديه في البداية، وبعد قليل أفلتي يداُ واحدة، وعندما تشعرين بأنه متوازن اسحبي يديكِ بهدوء واتركيه يمشي بمفرده، ومع كل خطوة يخطوها بمفرده شجعيه وقبليه.
العبي مع طفلك لعبة التوازن، اجلسي على الأرض مقابل طفلكِ، وشجعيه كي يمشي باتجاهكِ، وساعديه على الوقوف بمفرده، ثم احسبي معه كم من الوقت يستطيع أن يبقى واقفاً؟
اشتري له ألعاباً يستطيع جرها ودفعها أو المشي معها، فهذا يزيد من تحفيزه على المشي، ولا تنسي أن تصفقي له بعد كل محاولة ناجحة وشجعيه على الاستمرار حتى بعد المحاولات غير الناجحة.
استخدمي الألعاب والأشياء الآمنة والجاذبة للانتباه، وضعيها بشكل قريب منه، سيحاول جلبها بشد جسمه والارتكاز جيداً على قدميه للوصول إليها.
أسندي طفلكِ إلى كرة كبيرة أمامه واجعليه يدفعها إلى الأمام ببطء، وستحفزه هذه اللعبة على تحريك قدميه والمشي.. كما يمكنك ان تلقي بعض الأشياء على الأرض على مسافة بعيدة عنه، واطلبي منه أن يذهب إليها ليأخذها.
اذهبي مع طفلكِ إلى المناطق المفتوحة والحدائق، حتى يتنقل ويمشي بحرية ما يحفزه على الإسراع من خطواته.. ولا تنسي أهمية دور الأب في هذه المرحلة.. فهي تدعم الطفل وتدفعه للمحاولة الجادة.
اطلبي من والده أن يشارككِ في اللعب معه، بأن يحمله لأعلى، ويتركه يلوح بقدميه بالهواء كأنه يركل الكرة في حركات متتابعة وقوية، فهذه الحركات تقوي عظامه، وتزيد من قدرة طفلكِ على المشي.
اجلسي أنتِ ووالده على الأرض في مواجهة بعضكما البعض، واجعلي الطفل يمشي بينكما، في حال سقوطه، اقتربي منه واطمئني على سلامته، ثم شجعيه على القيام مجدداً، حتى لا يبكي وينسى ما كان يقوم به.
أسباب تأخر المشي عند الأطفال
يستطيع معظم الأطفال المشي في سن من 11-15 شهراً، أما إذا وصل الطفل إلى عمر 18 شهراً ولم يمشِ، فيعد وقتها متأخراً في المشي.
قد يكون بسبب: تأخر التطور الحركي.. اضطراب المهارات الحركية، فقط تحلي بالصبر ولا تقلقي، لأن التأخير وقتها ليس نتيجة أي مشكلة أساسية خطيرة.
تأخر النمو.. يمكن أن يكون لديه تأخر في جميع المهارات الحركية -ومنها المشي- بالإضافة إلى تأخر في النمو، ومن أمثلة مشاكل النمو: الضمور العضلي ومتلازمة داون.
الظروف المحيطة.. فمرض الطفل ومكوثه في السرير لفترة كبيرة، لن يشجعه على المشي والحركة بعد التعافي مباشرة.
علامات قرب المشي
المشي وحده دون مساعدة من علامات اقتراب المشي الطبيعي –
المحاولة بجهد
إذا لاحظتِ أن طفلك يحاول بجهد التغلب على العقبات من خلال تجاوزها، فهو يقترب من المشي. ويحاول الاستفادة من عضلات رجليه وتقويتها.
محاولة الوقوف
عندما ترين طفلكِ يحاول رفع نفسه عن الأرض، فاعلمي أن اليوم قد اقترب. وسوف يستخدم ذراعيه للتشبث بالطاولة مثلاً لدعم نفسه، ومع ذلك فهو لايزال غير قادر على الوقوف بشكل مستقل.
الإمساك باليد
بمجرد أن تتأكدي من أنه يستطيع النهوض بدون دعم، سيحاول المشي على الفور. لا يمكن من المحتمل أن يسقط. هنا عليكِ مساعدته على المشي. حتى يتمكن من موازنة نفسه.
رفض المساعدة
الإمساك بيده أمر جيد، لكن طفلكِ سيكون مصمماً ولن ينتظر منكِ مساعدته. سيجد أي شيء قوياً مثل الجدران أو قطع الأثاث ليحقق التوازن بين نفسه.
الوقوف
بمجرد أن يتمكن من الوقوف دون أي دعم خارجي، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يبدأ في المشي. التوازن شيء لم يتقنه بعد، مع ذلك سوف تجدين طفلكِ يؤدي أعمالاً جريئة مثل القفز وصعود السلالم وأنشطة أخرى لتحسين توازنه.