بسبب معتقدات خاطئة، وبسبب المصطلح الطبي الذي يطلَق على هذه الحالة، تم الربط بين ظاهرة مَرضية تحدث مع المواليد، وبين مرحلة الولادة وخطواتها أو طريقتها، وعلى الرغم من أنه لا أساس علمياً لذلك؛ مما حدا بالأمهات والجَدات للربط بين خلع ورك الطفل المولود وعملية الولادة، هو أن الحالة يطلَق عليها “الخلع الولادي”،
ما هو تعريف الخلع الولادي؟
يجب أن يخضع المولود لفحص مفصلي الفخذ بمجرد ولادته
هو عيب خِلقي يحدث في المرحلة الجنينية؛ أيْ خلال مرحلة وجود الجنين في رحم الأم، وليس له أسباب حقيقية، ولا يمكن أن يُعزى لطريقة الولادة الخاطئة التي يقع بها الطبيب أو القابلة أثناء الولادة.
ومن المعتقدات الخاطئة حول سبب حدوث الخلع الولادي، مثل أن تدّعي الجَدات أنه قد تم جذب المولود من ساقه؛ مما تسبب في خلع زر الفخذ كما يطلق عليه، وهو مفصل الورك علمياً.
ويحدث الخلع الوركي عند المواليد الإناث أكثر من المواليد الذكور، ولا يوجد سبب علمي لذلك، وإن كان يرتبط بنسبة الكالسيوم في عظام الجنين الأنثوي في بعض التفسيرات الطبية.
ويصيب نسبةً كبيرة من المواليد بسبب عدم استقرار ورك الجنين خلال عملية تكوينه في الرحم؛ فيسهل أن يتحرك ويخرج المفصل من مكانه؛ حيث يخرج رأس عظمة الفخذ من التجويف الحُقي لعظمة الحوض.
وهناك بعض التفسيرات العلمية التي تشير إلى أن الجنين الذي يكون جالساً على مقعدته في قعر رحم الأم، هو الأكثر عُرضةً للإصابة بالخلع الولادي.
وليس صحيحاً أيضاً أن صِغر حجم الرحم عند الأم هو السبب في حدوث الخلع الولادي بسبب ضيق مساحة حركة الجنين.
ويحدث الخلع الولادي في الجهة اليسرى من حوض الطفل، وغالباً ما يحدث عند الولادة الأولى أكثر؛ أيْ المولودة البكر.
كما اكتشف العلماء أن الخلع الولادي هو شائع في عائلات معينة أكثر من غيرها.
وينقسم الخلع الولادي إلى نوعين هما: خلع ولادي شائع الحدوث ويحدث بنسبة 98 في المئة، ويحدث في الفترات الأخيرة من الحمل بسبب جلوس الطفل على مقعدته لفترة طويلة.
أما النوع الثاني من الخلع الولادي؛ فهو خلع معقّد ونسبة حدوثه ضئيلة جداً، ويحدث في الشهور الأولى من الحمل، ويصاحبه غالباً تشوهات عظمية في الجهاز الهيكلي العظمي للطفل، ونسبة حدوثه هي 1 لكل 1000 حالة من الولادات الطبيعية.
8 مشكلات للرضيع في الشهر الثاني
أعراض الخلع الولادي عند الذكور والإناث
تستطيع الأم الكشف المبكر عن الخلع الوليدي
قد يكون من الصعب إكتشاف خلع الورك من جهة الأم، ولكن الطبيب بعد الولادة يمكنه فحص المولود ويكتشف الحالة بعدة حركات يجريها لحوض وساقي المولود.
وكلما كان الاكتشاف مبكراً، كان العلاج أسهل وأسرع، ويأتي بنتائج طيبة ولا تحدث مضاعفات.
يجب على الأم أن تضع ساقي المولود بجوار بعضهما، وفي حال لاحظت صعوبة مد ساق المولود، أو أن هناك واحدة أطول من الساق الأخرى، وفي بعض الأحيان قد يبكي المولود عند محاولة تحريك مفصل فخذه؛ فيجب التوجه إلى الطبيب فوراً.
أمراض تصيب حديثي الولادة.. وعليك الانتباه لعلاماتها
طرق علاج الخلع الولادي
الكشف المبكر للحالة يسهل علاجها من دون مضاعفات
يرتبط العلاج الناجح للخلع الولادي بالتشخيص المبكر للحالة؛ خاصة أنه في حال تأخر التشخيص، يسبب أن تكون هناك ساق أطول من الأخرى لدى الطفلة؛ مما يسبب لها حالة من العرج ويسيء لنفسيتها مستقبلاً ويصعب علاجه.
وأفضل وقت لتشخيص الحالة، ما بين أربعة إلى ستة أسابيع، ويمكن كشفه مبكراً بمجرد الولادة، من خلال فحص طبيب الأطفال الذي يكون موجوداً أثناء الولادة.
ويكون العلاج تدريجياً وبعدة طرق، منها: أن يتم ارتداء جهاز خاص لكي يعمل على إعادة المفصل في مكانه، ولا يخلعه الطفل إلا عند النوم ولعدة أشهر.
وفي حالات أخرى، يضطر الطبيب لأن يقوم بوضع حوض الطفل كاملاً في الجبس.
وفي حالات خاصة يكون التدخل الجراحي هو الحل لإعادة المفصل في مكانه داخل حُق الحوض.