يعاني الكثير من كبار السن، من الأمراض الجسدية والنفسية التي تُسبب تعرضهم لتقلبات مزاجية عديدة، تؤثر على انفعالاتهم وتَزيد من نوبات الغضب لديهم.
وعادة ما تؤثر نوبات غضب كبار السن والعصبية الزائدة لهم بشكل لا يُمكن تجاهله، على باقي أفراد الأسرة؛ خاصة مقدمي الرعاية في الأسرة.
بالنسبة لبعض كبار السن، تكون نوبات الغضب مجرد تضخيم لشخصياتهم العنيدة بالفعل؛ فقد يُظهر الآخرون الغضب فجأة استجابةً للتغيّرات في أجسادهم أو بيئاتهم.
وهناك العديد من الأسباب التي تُسبب العصبية الزائدة عند كبار السن، ستتعرفين عليها بشكل أكثر إيضاحاً في السطور التالية:
1- الألم الجسدي وعدم الراحة
الألم الجسدي وعدم الراحة المصاحبان للشيخوخة يُمكن أن يزيدا من عصبية كبار السن
غالباً ما يعاني كبار السن من الألم المزمن، ومحاولة التعامل معهم يمكن أن تؤثر سلباً على صبرهم؛ فقد يهاجم كبار السن الآخرين أيضاً، إذا كانوا يشعرون بعدم الراحة ولا يمكنهم تخفيف الألم بمفردهم.. فعلى سبيل المثال، قد يساعد التأكد من أن ملابس المُسِن لا تؤذي جلده، أو أنه يستريح بشكل مريح، يمكن أن يُحدث فرقاً في سلوكه.
يمكن أن يواجه كبار السن مجموعة متنوعة من التحديات المرتبطة بالعمر، كما تحتاج العائلات في بعض الأحيان، إلى فترة راحة من واجباتها؛ حتى تتمكن من التركيز على مسؤولياتها الأخرى، ويحتاج بعض كبار السن إلى مساعدة على مدار الساعة، لا تستطيع أسرهم توفيرها؛ لذلك يُمكن الاستعانة بأحد مقدمي الرعاية الصحية؛ للتواجد مع كبار السن ومساعدتهم على مدار اليوم.
2- صعوبات التواصل
يواجه كبار السن تحديات التواصل لعدة أسباب؛ فقد لا يتمكن المُسِن من العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عما يشعر به، ويبدو أن الصراخ هو الحل الأمثل، كما قد يختار كبار السن غيرُ القادرين على التحدث، رميَ الأشياء لتوضيح وجهة نظرهم.
وقد يكون من المفيد تشجيع المُسِن على تخصيص الوقت ليقول ما يحتاج إليه، وقد يؤدي خفض مستوى الضوضاء في المنزل أيضاً، إلى تشجيع والديكِ على استخدام نبرة أكثر ليونة، كما تُعَد المساعدات البصرية وسيلة فعّالة أخرى لمساعدة كبار السن، في العثور على الطرق الصحيحة لنقل رسائلهم.
3- الإحباط
يمكن للتغيّرات في قدرات المُسِن، أن تجعل المهام اليومية البسيطة، مثل: ارتداء الحذاء أو القميص، صعبة؛ لذلك قد يغضب هذا الشخص عندما لا يتمكن من فعل ما كان يفعله من قبلُ؛ لذلك حاولِي أن توفري الكثير من الوقت للاستعداد قبل الموعد، كما أن تقديم المساعدة في المهام الأخرى، يمكن أن يساعد كبار السن في الحصول على مزيد من الوقت للتعامل مع روتينهم اليومي باستقلالية أكبر.
والتحديات الجسدية والمعرفية التي تصاحب الشيخوخة، يمكن أن تجعل من الصعب على كبار السن إدارة المهام اليومية؛ مما قد يعرّض سلامتهم وصحتهم للخطر.
ما رأيك بالتعرف على طرق للحفاظ على الهدوء النفسي؟
4- قضايا الصحة العاطفية
الاكتئاب والقلق والحزن اضطرابات الصحة العقلية التي تؤدي إلى عصبية كبار السن
الاكتئاب والقلق والحزن واضطراب ما بعد الصدمة، جميعها اضطرابات في الصحة العقلية، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الغضب لدى كبار السن؛ لذلك قد يحتاج المُسِن إلى علاج متخصص؛ ليتعلم كيفية التعامل مع مشاعره، كما يحتاج بعض كبار السن إلى أدوية لمعالجة الغضب الشديد، ويمكن لاختصاصي الصحة النفسية، أن يساعد المُسِن في معرفة ما إذا كان بإمكانه الاستفادة من خدمات علاج الصحة العقلية.
5- عدم الراحة
مثل أيّ شخص آخر، من المرجّح أن يكون كبار السن أكثرَ عُرضة للغضب عندما يشعرون بالتعب، كما يعَد الإرهاق أمراً شائعاً في الشيخوخة، وقد يكون ردُّ فعل المُسِن هو بعد الاضطرابات في أنماط نومه؛ لذلك يساعد منح مَن تحب فرصةَ الاستمتاع لبعض الوقت الهادئ، أو القيلولة أثناء النهار، في الحفاظ على حالته المزاجية.
6- الخرف أو السكتة الدماغية
غالباً ما ترتبط إصابات الدماغ بتغيّرات في الشخصية؛ فإذا أصيب أحد أفراد أسرتك بسكتة دماغية، أو تمَّ تشخيص إصابته بالخَرَف؛ فمن المفيد التحدث إلى الطبيب حول كيفية معالجة الأعراض، والتأكد من أنه يكمل علاجه ويتناول الدواء الموصوف له في الوقت المحدد؛ مما يساعده في الحفاظ على شخصية أكثر هدوءاً.
وعادة ما تظهر أعراض مثل: العصبية والارتباك والغضب والإحباط لدى كبار السن المصابين بالخَرَف، كما يمكن أن يكون التعامل مع الخَرَف أمراً صعباً بالنسبة لكبار السن، لكن يمكنهم الحفاظ على جودة حياة أعلى بمساعدة الرعاية المتخصصة لمرضى الخَرَف.