المرارة عبارة عن كيس على شكل كمثرى يقع تحت الكبد، ووظيفة المرارة الرئيسية هي تخزين الصفراء، وهو سائل سميك يتسم بلون بني مخضر ينتجه الكبد؛ وبعد تناول الطعام تنقبض المرارة، وتدفع الصفراء عبر أنبوب صغير يسمى القناة الصفراوية المشتركة في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، لمساعدة الجسم على امتصاص الدهون والكوليسترول وبعض الفيتامينات.
تحدث حصوات المرارة عندما تتصلب مكونات الصفراء إلى بلورات، بينما تتكوّن معظم حصوات المرارة من الكوليسترول، وهناك نوع أقل شيوعًا، وهو حصى المرارة الصباغية، ويتكوّن من البيليروبين “منتج نفايات”.
ومن الممكن أن يُصاب الإنسان بحصوة واحدة في المرارة أو مئات الحصوات، وتتراوح في الحجم من حبة الرمل إلى كرة الجولف.
وقد تتكوّن حصوات المرارة بسبب التغييرات في تكوين الصفراء، مثل زيادة كمية أو نسبة الكوليسترول، وفي حالات أخرى تفقد عضلة المرارة بعضاً من قوتها الانضغاطية، لذلك لا تفرغ تمامًا، كما يمكن أن تؤدي العدوى والالتهاب أيضًا إلى إتلاف المرارة وتحفيز نمو حصوات المرارة. علماً أن حصوات المرارة أكثر شيوعًا عند النساء مقارنة بالرجال وعادة ما تظهر بعد سن الأربعين.
أعراض صامتة للمرارة
يتم اكتشاف حصوات المرارة عن طريق الصدفة أثناء فحص البطن بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية
يتم اكتشاف الكثير من حصوات المرارة عن طريق الصدفة أثناء فحص البطن بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لسبب آخر، لأنّها لا تسبب أعراضًا لدى معظم المرضى.
عادة ما تستقر حصوات المرارة في قاع المرارة، حيث من غير المحتمل أن تسبب مشاكل، وقد تظهر الأعراض إذا انتقلت حصاة إلى عنق المرارة وسدّت تدفق الصفراء خارج المرارة أو عبر القناة الصفراوية.
يمكن أن يسبب انسداد المرارة أو القناة الصفراوية ألمًا شديدًا في البطن قد يمتد إلى كتفكِ أو صدركِ أو ذراعكِ ويستمر الألم عادة من 30 دقيقة إلى عدة ساعات ويصاحبه أحيانًا غثيان وقيء.
غالبًا ما ينحسر هجوم المرارة مع خروج الحجارة، ولكن إذا استمر الانسداد، فقد تلتهب المرارة مما يجعل الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن شديداً، وقد تشعرين بألم شديد عند لمس هذه المنطقة، مع الإصابة بالحمى والتعرق أو القشعريرة؛ تُسمى هذه الحالة بالتهاب المرارة الحاد وتتطلب العلاج في المستشفى، حيث يتم تزويد المريض بالسوائل ومسكنات الألم والمضادات الحيوية عن طريق الوريد.
ربما تودين قراءة المزيد عن أسهل طريقة لإزالة دهون الكبد الزائدة؟
عوامل تُزيد خطر الإصابة بحصوات المرارة
السمنة والوزن الزائد من أبرز عوامل الخطر التي تُزيد فرص الإصابة بحصوات المرارة
تشمل العوامل التي قد تُزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة بالكوليسترول، ما يلي:
-السمنة والوزن الزائد؛
-الحمل؛
-نظام غذائي غني بالدهون وعالي الكوليسترول أو منخفض الألياف؛
-تاريخ عائلي للإصابة بحصوات المرارة؛
-السكري؛
-مرض الكبد؛
-مرض كرون؛
-فقدان الوزن السريع؛
-بعض الأدوية الخافضة للكوليسترول؛
-الأدوية التي تحتوي على الإستروجين، مثل أدوية العلاج الهرموني وموانع الحمل الفموية.
ويمكن تقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة عن طريق الحفاظ على وزن صحي، وفقدان الوزن الزائد ببطء (1 أو 2 رطل في الأسبوع)، وتناول ثلاث وجبات متوازنة في اليوم.
علاج حصوات المرارة
إذا كانت حصوات المرارة لديكِ صامتة ولا تسبب أية أعراض، فأنتِ لست بحاجة إلى علاج، وقد يوصي طبيبكِ ببساطة بالبقاء متيقظة لحين ظهور أعراض المضاعفات.
عادةً ما يتم تشخيص حصوات المرارة من خلال الاختبارات المعملية، بما في ذلك تعداد الدم الكامل ودراسات وظائف الكبد، والموجات فوق الصوتية في البطن.
إذا انتقلت حصوات المرارة إلى القناة الصفراوية، فيمكن تمرير أنبوب عرض مرن (منظار داخلي) عبر فمكِ إلى أمعائكِ الدقيقة، ويسمح هذا لطبيبكِ بتحديد موقع الحصوات ثم إزالتها باستخدام أدوات جراحية صغيرة يتم تمريرها عبر الأنبوب.
وإذا تعرضت لنوبة واحدة في المرارة، فمن المحتمل أن تصابي بنوبة أخرى، وإذا كنتِ تعانين من نوبات متكررة، فمن المرجح أن يوصي طبيبك باستئصال المرارة بإجراء تنظير لإزالة المرارة.
ويمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة أخرى إذا كانت الحصوة تمنع تدفق الصفراء، مما يسبب اليرقان. في بعض الأحيان، تدخل حصاة تخرج من المرارة إلى القناة الصفراوية وتسبب التهاب البنكرياس (التهاب البنكرياس الحاد).