نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد، تحدث خلالها ردود فعل جسدية مع عدم وجود سبب واضح، ويمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية؛ حيث يعتقد الشخص أنه يفقد السيطرة، أو أنه يصاب بنوبة قلبية، أو يلتقط أنفاسه الأخيرة.
يعاني العديد من الأشخاص من نوبة أو نوبة هلع واحدة أو اثنتين فقط في حياتهم، وتختفي المشكلة من تلقاء نفسها.. ولكن إذا كنتِ قد تعرضتِ لنوبات هلع متكررة وغير متوقَّعة، وقضيتِ فترات طويلة في خوف دائم من نوبة أخرى؛ فقد تكون لديكِ حالة تسمى اضطراب الهلع.. وعلى الرغم من أن نوبات الهلع نفسها ليست مهدِّدة للحياة، إلا أنها قد تكون مخيفة وتؤثر بشكل كبير على جودة حياتكِ.
في السطور التالية، تُطلعنا الاختصاصية النفسية سلمى عبدالباقي، الحاصلة على ماجستير علم النفس الإكلينيكي بجامعة كينجز لندن، على أعراض نوبات الهلع، وأبرز علامات الشفاء منها، في الآتي:
الاختصاصية النفسية سلمى عبدالباقي
أعراض نوبات الهلع
تبدأ نوبات الهلع عادةً فجأة، من دون سابق إنذار وفي أيّ وقت، ونوبات الهلع لها العديد من الاختلافات، ولكن الأعراض عادةً ما تبلغ ذروتها في غضون دقائق، ويشعر الإنسان بالإرهاق بعد أن تهدأ نوبة الهلع.. وتتضمن نوبات الهلع عادةً بعضاً من هذه العلامات أو الأعراض:
– ضربات القلب السريعة.
– ضيق التنفس.
– الارتجاف.
– التعرق.
– الشعور بالخطر أو الموت الوشيك.
– الخوف من فقدان السيطرة أو الموت.
– القشعريرة.
– الهبات الساخنة.
– الغثيان.
– التشنج في البطن.
– ألم صدر.
– الصداع.
– الدوخة أو الدوار أو الإغماء.
– الإحساس بالخدر أو الوخز.
– الشعور بعدم الواقعية، أو الانفصال.
يمكن أن تؤثر نوبات الهلع واضطراب الهلع على كل مجالات حياتكِ تقريباً، إذا تُركت من دون علاج؛ فقد تكونين خائفة جداً من التعرّض لمزيد من نوبات الهلع، لدرجة أنكِ تعيشين في حالة دائمة من الخوف؛ مما يؤدي إلى التأثير بشكل كبير على جودة حياتكِ.
علاج نوبات الهلع
يُمكن علاج نوبات الهلع عن طريق العلاج المعرفي السلوكي، وهو شكل من أهم أشكال العلاج النفسي المستخدم في علاج حالات الصحة العقلية، وتستند المفاهيم الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي، على فكرة أن أفكار الشخص ومشاعره وتصوراته، تؤثر على تصرفاته وسلوكياته.
ويعمل العلاج المعرفي السلوكي على المساعدة في تغيير التفكير الخاطئ أو السلبي لدى الشخص، وتغيير السلوكيات غير الصحية.
بشكل عام، غالباً ما يكون الأشخاص المصابون باضطراب الهلع، أكثر عُرضة للأفكار السلبية والمعتقدات التي تهزم الذات، كما يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع، في تطوير طرق لإدارة أعراضهم.
وقد لا يكون الشخص قادراً على التحكم بأعراضه عندما يصاب بنوبة هلع، لكن يمكنه تعلُّم كيفية التعامل بفعالية مع أعراضه.
هل ترغبين بالاطلاع على الفرق بين ضيق التنفس النفسي والعضوي؟
نصائح للتعامل مع نوبات الهلع
إذا كنتِ تتنفسين بسرعة أثناء نوبة الهلع.. فإن ممارسة تمرين التنفس مفيدة
إليكِ بعضَ النصائح قصيرة المدى لتجربتها، إذا كنتِ تعانين من نوبات الهلع:
– إذا كنتِ تتنفسين بسرعة أثناء نوبة الهلع؛ فإن ممارسة تمارين التنفس يمكن أن تخفف من الأعراض الأخرى: تنفسي ببطء وبعمق ولطف قدر المستطاع من خلال الأنف، ثم أخرجي الزفير ببطء وعمق ورفق من خلال الفم.
– تأتي بعض نوبات الهلع من محفزات خارحية؛ لذلك إذا كنتِ في بيئة بها الكثير من المحفزات؛ فقد يَزيد ذلك من أعراض نوبة الهلع ومعدل تكرارها: لتقليل المنبهات، أغلقي عينيكِ أثناء نوبة الهلع؛ لأن ذلك يمكن أن يمنع أيّة محفزات إضافية، ويسهّل التركيز على تنفسك.. هذا ويجد بعض الناس أنه من المفيد العثور على شيء ما؛ لتركيز كل انتباههم عليه أثناء نوبة الهلع؛ لذلك اختاري شيئاً واحداً في مرمى البصر، ولاحظي بوعي كل شيء ممكن عنه.. صِفي لنفسكِ أنماطاً وألواناً وأشكالاً وحجماً للعنصر، ثم ركّزي كل طاقتكِ على هذا الجسم، وقد تهدأ أعراض الهلع لديك.
– أظهرت الأبحاث أن التمارين المنتظمة لا تحافظ على صحة الجسم فحسب؛ بل تعزز الصحة العقلية أيضاً؛ لذلك احرصي على ممارسة التمارين الرياضية يومياً.
– إذا كنتِ تعانين من نوبة هلع؛ فقد يكون من المفيد وجود شخص معك، وطمأنتكِ أنها ستمر بسلام.
علامات الشفاء من نوبات الهلع
قد يستغرق التعافي من اضطراب الهلع وقتاً؛ لذلك لا تشعري بخيبة الأمل إذا لم تكن عملية الشفاء سريعة كما تأملين.
وعندما تكونين على الطريق الصحيح للتعافي، ستجدين بعض العلامات التي تُبشر بشفائك من نوبات الهلع، أبرزها ما يلي:
– ستصبحين أكثر قدرة على التحكم في أفكارك وتأثيراتها عليكِ.
– ستتعرفين على محفزاتكِ وكيفية التعامل معها.
– ستصبح قدراتكِ أفضل على إدارة نوبة الهلع ومواجهة أعراضها، من دون السماح لها بالتحكم بكِ بشكل كامل.
– سيصبح معدل تكرار نوبات الهلع التي تتعرضين لها أقل بشكل ملحوظ.