توصلت دراسة علمية جديدة، إلى أن فقدان حاسة الشم يعَدُّ علامة إنذار مبكرة مفاجئة للإصابة بمرض الزهايمر؛ فماذا جاء في الدراسة
فقدان حاسة الشم والزهايمر
وجدت دراسة علمية أن أولئك المعرضين وراثياً لمرض الألزهايمر، يعانون من فقدان حاسة الشم؛ حيث كشف الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم جين APOE e4، كانوا أكثر عُرضة لفقدان حاسة الشم، ويعانون من التدهور المعرفي أكثر من أولئك الذين ليس لديهم الجين.
قال مؤلف الدراسة الدكتور ماثيو إس من جامعة شيكاغو الأمريكية: “قد يكون اختبار قدرة الشخص على اكتشاف الروائح، وسيلة مفيدة للتنبؤ بالمشاكل المستقبلية المتعلقة بالإدراك”.
الجين الأكثر أهمية في زيادة خطر الإصابة بالخَرَف، هو صميم البروتين الشحمي E (APOE)، والذي يحمل الكوليسترول والدهون الأخرى في مجرى الدم، ويأتي APOE في عدة أشكال أو آليات مختلفة APOE e2، وAPOE e3، وAPOE e4.
يرث كل شخص اثنين من جينات APOE، واحد من الأب والآخر من الأم، وفي حين أن بعض المتغيّرات لا ترتبط بالخَرَف؛ فإنَّ APOE e4 مرتبط بشكل أكبر بزيادة خطر الإصابة بمرض الألزهايمر من مجموعة فرعية من الخَرَف.
والخطر أكبر بالنسبة لأولئك الذين لديهم نسختان من الجين، يحمل واحد من كل أربعة أشخاص نسخة واحدة من APOE e4، لكن اثنين إلى ثلاثة بالمئة فقط لديهم نسختان.
تفسير العلاقة بين حاسة الشم ومرض الألزهايمر
أثبتت الدراسة وجود علاقة بين انخفاض القدرة على حاسة الشم ومرض الألزهايمر
شملت الدراسة، التي نُشرت مؤخراً في مجلة Neurology مشاركين، وصل عددهم إلى 865 مشاركاً؛ حيث تمَّ إجراء مسح منزلي لتقييم حاسة الشم لديهم، بما في ذلك قدراتهم على اكتشاف الرائحة على الإطلاق، وقدراتهم على تحديد الرائحة التي يشمونها.
وتمّ إجراء هذه الاختبارات كل خمس سنوات، في حين تمَّ أيضاً تقييم مهارات الذاكرة والتفكير مرتين، بفارق خمس سنوات، ثم أخذ الباحثون أيضاً عينات من المشاركين؛ لمعرفة مَن لديه جينات مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بمرض الألزهايمر.
وفي اختبار الكشف عن الرائحة، طُلب من المشاركين أن يسجلوا أنفسهم على مقياس من صفر إلى ستة؛ بناءً على عدد الروائح التي يمكنهم توصيلها.
كان المشاركون الذين لديهم نسخة واحدة على الأقل من APOE e4 أقل اكتشافاً بنسبة 37 في المئة للرائحة، من أولئك الذين ليس لديهم الجين، بينما كان حاملو الجينات الذين بدأوا يعانون من تراجع حاسة الشم، تتراوح أعمارهم بين 65 و69 عاماً.. في ذلك العمر، اكتشفوا 3.2 رائحة في المتوسط؛ مقارنة بـ 3.9 رائحة لأولئك الذين ليس لديهم الجين.
بدأ المشاركون الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و79 عاماً مع الجين في إظهار عدم القدرة على اكتشاف الرائحة التي كانوا يشمونها، وبمجرد أن فقدوا هذه القدرة؛ فإنها كانت تنخفض بشكل أسرع في ناقلات الجينات؛ مقارنة بالناقلات غير الجينية.
وأولئك الذين لديهم الجين، عانَوا من خسائر معرفية أكبر من أولئك الذين ليس لديهم الجين.
وقد يكون هذا بسبب فقدان حاسة الشم؛ مما يؤدي إلى حدوث التهاب في الدماغ، والذي ارتبط منذ فترة طويلة بالتدهور المعرفي.
هل ترغبين الاطلاع على تناول هذه الأحماض يؤثر على السمع؟
وقال الدكتور جود سميث: “في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج، وتحديد مستوى فقدان الرائحة الذي يمكن أن يتنبأ بالمخاطر المستقبلية؛ فإن هذه النتائج قد تكون واعدة، لاسيّما في الدراسات التي تهدف إلى تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخَرَف في وقت مبكر من المرض”.
يعتمد هذا على الأبحاث السابقة التي ربطت بين الرائحة والضعف الإدراكي؛ حيث وجدت دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة Journal of Alzheimer disease، أنه في اختبار مماثل، ارتبطت كل نقطة ذات أداء اختبار منخفض لتحديد الرائحة، بفرصة أعلى بنسبة 22% للإصابة بضعف إدراكي خفيف؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض الألزهايمر.
لاحظ الباحثون في دراسة علم الأعصاب، أن أحد قيود الدراسة هو أن المرضى الذين يعانون من الخرف الشديد، لم يتم تضمينهم.
ما هو الخرف؟
العلاقة بين حاسة الشم ومرض الألزهايمر
الخَرَف مصطلح شامل يُستخدم لوصف مجموعة من الاضطرابات العصبية التقدمية (تلك التي تؤثر على الدماغ) والتي تؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك.
مرض الألزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعاً من الخَرَف؛ حيث يمثل 60 إلى 70 بالمئة من جميع الحالات؛ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تشمل الأعراض الشائعة للألزهايمر: فقدان الذاكرة، وسوء الحكم، والارتباك، وتكرار الأسئلة، وصعوبة التواصل، واستغراق وقت أطول لإكمال المهام اليومية العادية، والتصرف باندفاع، ومشاكل الحركة.