يعاني الكثير من الأشخاص من التعب والخمول والرغبة في النوم بشكل يومي، رغم حصولهم على عدد ساعات كافية من النوم كل ليلة. وبما أن هناك العديد من الحالات الصحية التي تُسبب الشعور الدائم بالتعب والخمول، فقد تختلف طرق العلاج وإدارة الأعراض بحسب كل حالة.
في السطور التالية، ستتعرفين على طرق علاج الخمول والتعب والرغبة في النوم بخطوات بسيطة وفعّالة.
أولاً: التعب
يمكن أن يحدث التعب بسبب مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، أبرزها ما يلي:
-الألم والالتهابات.
-أمراض الكلى وأمراض الكبد.
-الاكتئاب والحزن.
-اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق والخدار وانقطاع النفس أثناء النوم.
-سوء التغذية وفقدان الشهية واضطرابات الأكل، إذ تؤدي هذه الحالات إلى الخمول والرغبة في النوم.
ما هي متلازمة التعب المزمن؟
في متلازمة التعب المزمن لا يشعر المرضى بالنشاط بعد النوم لساعات كافية
متلازمة التعب المزمن (CFS) هي سبب للتعب المزمن الذي يختلف عن التعب الطبيعي في شدّته، وفي الشعور بالعجز الذي يعاني منه المريض، وتتسبب متلازمة التعب المزمن في توقف الارتباطات الاجتماعية، والعمل والدراسة والنشاط بشكل عام.
تكشف الدراسات التي تم إجراؤها من مركز السيطرة على الأمراض (CDC) أن التأثيرات المعوقة لمتلازمة التعب المزمن تنافس تلك الخاصة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والتصلب المتعدد، وأمراض القلب، وأمراض الكلى في مراحلها النهائية.
وتختلف درجة الإعاقة بشكل كبير بين المرضى ولدى نفس المريض من حلقة إلى أخرى، إذ يعاني بعض المرضى من فترات لا يشعرون فيها بأعراض، تليها فترة من الإعاقة الشديدة؛ وغالباً ما يُلاحظ هذا النمط الدوري مع متلازمة التعب المزمن.
ولتشخيص متلازمة التعب المزمن، يجب أن يعاني المرضى من أعراض لمدة 6 أشهر فأكثر، مع الحمى والالتهاب، والآلام العضلية الشديدة، إضافة إلى الصداع الذي يختلف عن المعتاد في شدّته أو أعراضه، وغير ذلك.
وفي متلازمة التعب الشديد لا يشعر المرضى بالنشاط بعد النوم لساعات كافية، كما أنهم يلاحظون أن التمارين البدنية أو العقلية تسبب الشعور بالضيق، ويستمر ذلك لأكثر من 24 ساعة، كما تقل قدرتهم على التركيز على المهام، وتضعف ذاكرتهم.
خيارات العلاج لمتلازمة التعب المزمن متنوعة ومتغيرة الاستخدام. يحث مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الممارسين على تكييف خطط العلاج مع الأعراض الآتية للمريض.
طريقة علاج متلازمة التعب الشديد
يذكر مركز السيطرة على الأمراض استخدام العلاجات البديلة مثل الوخز بالإبر، والعلاج المائي، والتدليك اللطيف، والتأمل، والتنفس العميق، والارتجاع البيولوجي، واليوغا، كعلاجات فعّالة لمتلازمة التعب الشديد.
هل تودين الاطلاع على أعراض الكولسترول النفسية؟
ثانياً: الخمول والنعاس
قصور الغدة الدرقية أو تناول المهدئات قد يسبب الشعور بالخمول والرغبة الشديدة في النوم
يختلف النعاس عن التعب في أنه شعور شخصي بالحاجة إلى النوم، فقد لا يكون المريض متعباً على الإطلاق، ولكنه يقع فريسة لحاجة ماسة للنوم في وقت أو موقف غير مناسبين. وبعض الأشخاص يشكون من نعاس غير طبيعي على الرغم من حصولهم على قسطٍ كافٍ من النوم في الليلة السابقة.
أسباب النعاس
قد يكون النعاس ناتجاً عن مسببات متفاوتة على نطاق واسع مثل العمل بنظام الورديات، أو تناول الأدوية المهدئة (مثل مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب وأدوية الألم)، أو قصور الغدة الدرقية، أو الإصابة بزيادة كالسيوم الدم، أو نقص صوديوم الدم أو فرط صوديوم الدم، أو توقف التنفس أثناء النوم، أو الخدار.
طريقة علاج النعاس والرغبة الشديدة في النوم
يعتبر الكافيين هو الدواء الوحيد الذي وجد أنه آمن وفعّال للاستخدام الذاتي عند استعماله لعلاج النعاس، فتأثير الكافيين المنبِّه معروف جيداً، وهو السبب الرئيسي لاستخدامه الترفيهي في كل مكان. أما الجرعة المعتمدة والتي تُعد آمنة وفعّالة من الكافيين فهي 100 إلى 200 مجم ليس أكثر، ويتم تناولها كل 3 إلى 4 ساعات.
علماً أن الإفراط في الكافيين يقودك إلى العصبية، والأرق، والتهيج، وعدم انتظام دقات القلب.
وإذا استمر النعاس أو التعب أو تكرر، يجب على المرضى استشارة الطبيب.
ثالثاً: نصائح للتغلب على التعب والخمول
قبل تناول أي أدوية للتعب والنعاس، قد ترغبين في تجربة بعض الحلول السهلة نسبياً، والتي تعتمد على النصائح التالية:
-عدم النوم أو الاستيقاظ في أوقات متأخرة أو في أوقات مختلفة كل يوم، وأفضل نصيحة هي تحديد وقت للنوم وأيضاً للنهوض ومحاولة الالتزام به قدر الإمكان، فالبقاء مستيقظة حتى الساعة 4 صباحاً أو بعد ذلك، ثم النوم حتى ظهر اليوم التالي، لن يجعلكِ تستيقظين نشيطة، رغم حصولك على 8 ساعات من النوم، فلا يمكن أن تخدعي جسدكِ الذي يحتاج إلى النوم مُبكراً أو قبل منتصف الليل على الأقل للإستيقاظ بنشاط.
-تجنّبي المنشِّطات مثل الكافيين أو مزيلات احتقان الأنف عن طريق الفم في وقت قريب جداً من وقت النوم، لأن التأثير المنبِّه قد لا يسمح لك بالنوم في الوقت المناسب، مما يجعلكِ تشعرين بالتعب والخمول في اليوم التالي.
-يجب عليك دائماً اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وشرب كمية كافية من الماء للحفاظ على رطوبتكِ بالكامل.
– إذا كنتِ تشربين دائماً المشروبات الغازية أو القهوة أو الشاي التي تحتوي على الكافيين، فحاولي تقليل الكمية أو التخلص منها تماماً لتحديد ما إذا كانت مسؤولة عن الشعور بالتعب.
-يجب أن تكوني على دراية أيضاً بأي أدوية تتناوليها قد تسبب النعاس، مثل مضادات الهيستامين، ومضادات ارتفاع ضغط الدم والكورتيكوستيرويدات، ومدرات البول والوسائل المساعدة على النوم.
-إحدى طرق تقليل التعب هي تقليل ضغوط الحياةـ فقد يكون من الضروري التغيير من وظيفة تسبب الضغوط الشديدة إلى وظيفة تسمح بيوم عمل أكثر راحة.
-عندما يكون لديكِ وقت فراغ، لا تقضيه في لعب ألعاب الفيديو عالية الضغط التي تتطلب ردود الفعل السريعة التي تُسبب لكِ المزيد من التوتر، وبدلاً من ذلك، اذهبي في نزهة على الأقدام أو اقرئي كتاباً أو حاولي إجراء محادثة ممتعة مع العائلة والأصدقاء.