السكري مرض مزمن، وهو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، حيث تصل نسبة مرضى السكري حول العالم إلى حوالي 10% من تعداد السكان، وأكثر من 90% منهم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.
وهناك فرق كبير بين السكري من النوع الأول والثاني، فالسكري من النوع الأول يحدث نتيجة وجود أجسام مضادّة تهاجم البنكرياس مُبكراً وتُدمر الخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين، وبالتالي يعاني مريض السكري من النوع الأول من نقص في الأنسولين، ويحتاج بمجرد تشخيصه إلى جرعات يومية من الأنسولين.
أما مريض السكري من النوع الثاني، ورغم أن البنكرياس لديه يفرز الأنسولين، إلا أن مُستقبلات الأنسولين الموجودة على عضلات وخلايا جسمه، تكون بها مقاومة للأنسولين، مما يجعل الأخير غير قادر على أداء وظيفته بكفاءة.
الدكتور مصطفي عبد العزيز أستاذ الأمراض الباطنة
عوامل تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني
1-السمنة
أكد الدكتور مصطفى عبد العزيز أن الوزن الزائد الذي يؤدي إلى السمنة المُفرطة نتيجة عدم الحركة أو ممارسة التمارين مع تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون، من أبرز عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
2-العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دوراً هاماً في زيادة فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فإذا كان أحد الزوجين أو كلاهما مريضاً بالسكري، يزداد احتمال انتقال المرض إلى الأبناء.
3-عدم ممارسة التمارين
تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تقوية المناعة والتخلص من دهون الجسم الزائدة، لذلك التوقف عن ممارسة التمارين يُعرضكِ لخطر السمنة التي تُزيد من فرص التعرّض للسكري.
4-خلل الهرمونات
تلعب زيادة إفرازات هرمون الغدة الدرقية أو زيادة هرمون الكورتيزون، أو تناول الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، دوراً في زيادة فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ما رأيكِ بالاطلاع على فوائد ممارسة الرياضة “بعد الظهر” لمرضى السكري؟
طرق علاج السكري من النوع الثاني
السمنة والعوامل الوراثية وخلل الهرمونات من أبرز أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (
1-تناول الأدوية التي تعمل على تقليل مقاومة الأنسولين وتقليل السكريات التي تخرج من الكبد، مما يعمل على علاج السكري.
2-تناول الأدوية التي تُزيد من إفراز البنكرياس للأنسولين، ولكن بعد تناول هذه الأدوية، أظهرت تأثيراً سلبياً على البنكرياس لدى المرضى، حيث تؤدي إلى إجهاد البنكرياس، مما يجعله غير قادر على إفراز الأنسولين الذي يحتاجه الجسم بعد سنوات من تناول هذه الأدوية.
3-تناول الأدوية التي تُزيد من حساسية الجسم للأنسولين.
4 -تناول الأدوية التي تعمل على تصريف السكر عبر البول، وهي الأدوية المُبتكرة حديثاً حيث كشفت الأبحاث عن مزاياها الهامّة، فهي مفيدة لمرضى القصور الكلوي والمرضى الذين يعانون من مشاكل في عضلة القلب، ولكنها ليست خياراً مناسباً لمرضى الالتهابات المُتكررة في الجهاز البولي والتناسلي، نظراً إلى أن هذه الأدوية تُزيد من نسبة السكر في البول، مما يؤدي إلى زيادة البكتيريا أو الفطريات التي يصعب علاجها.
5-تناول الأدوية التي تُزيد من إفراز الأنسولين بشكل يعتمد على مستوى الجلوكوز، حيث تقلل هرمون الجلوكاجون وهو الهرمون المعاكس للأنسولين، مما يجعل الطعام يبقى في المعدة لفترة أطول، الأمر الذي يساعد على خفض الشهية وإنقاص الوزن.
وأكد الدكتور مصطفى عبد العزيز أنه يجب أن يتم اختيار الأفضل من بين الأدوية السابق ذكرها، للمريض بواسطة الطبيب المُعالج، مع الحرص على الوصول إلى النسبة القياسية للسكر في الدم، والتي تكون في الصيام بين 80 إلى 130، وبعد تناول الطعام بساعتين أقل من 180، في حين يكون السكر التراكمي حوالي 7، وهو الرقم الذي يزداد قليلًا لدى كبار السن، ويقل إلى 6.5 لمن هم في سن أصغر. وبذلك تتم السيطرة على مرض السكري نهائياً، ولكن لا يمكن الشفاء منه كونه مرضاً مزمناً.
كيف يُمكن علاج السكري من النوع الثاني في حالة عدم الاستجابة للأدوية؟
في حالة حصول المريض على أنواع مختلفة من الأدوية السابقة على مراحل عديدة يوصي بها طبيبه ولم تتم الاستجابة من قبل الجسم، ينصح الأطباء في هذه الحالة بإعطاء المريض الأنسولين، وينصح الدكتور مصطفى عبد العزيز بعدم التأخر في منح الأنسولين للمريض حتى لا يُلحق ارتفاع السكر في الدم، الضرر في شبكية العين أو القلب أو الكلى.
ومؤخراً ظهرت طرق علاج أخرى للسكري من النوع الثاني بإجراء جراحة قص المعدة أو بالون المعدة، وهي الجراحات التي نلجأ لها فقط في حالتين:
-مرضى السكري الذي يعانون من مؤشر كتلة جسم يفوق 40.
-مرضى السكري الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم 35، ولكنهم يعانون من خشونة شديدة بالركبتين تجعلهم غير قادرين على الحركة، أو يعانون من أمراض في القلب، علمًا بأن هذه الجراحة يكون اللجوء إليها بعد فشل اتباع نظام غذائي صحي يساعد على خسارة الوزن مع ممارسة الرياضة.