يُعرف التسمم بأنه حالة ناتجة عن تناول كميات زائدة من منتج كيميائي، وبالنسبة للعديد من المتخصصين في الرعاية الصحية، فإنه يشير إلى التعرّض لمادة تشكل خطراً على الصحة أو الحياة.
وقد يكون التسمم ناتجاً عن دواء أو منتج منزلي أو مادة كيميائية صناعية أو مشتقات نباتية أو حيوانية، وتُعد أكثر طرق التسمم شيوعاً عن طريق الفم، ولكن قد يحدث التسمم أيضاً عن طريق الاستنشاق أو الحقن أو تلوث الجلد أو العين أو اللدغات.
والتسمم الدوائي هو تناول جرعة زائدة من أي دواء، فالدواء يُستخدم بجرعات مُحددة لهدف علاجي، ولكن عند الجرعات العالية قد يصبح للدواء تأثير سام على الصحة.
ما هي سمّية الدواء؟
التسمم الدوائي هو تناول جرعة زائدة من أي دواء
تُعرَّف سمّية الأدوية رسمياً على أنها “مجموعة متنوعة من الآثار الضارّة التي تحدث من خلال تعاطي بعض الفيتامينات أو المهدئات بجرعات علاجية أو غير علاجية”.
على سبيل المثال، يعدُّ الحديد عنصراً غذائياً ضرورياً في العديد من وظائف الإنزيمات الفسيولوجية، ولكن الجرعة الزائدة من كبريتات الحديد، يمكن أن تؤدي إلى اختلال وظيفي متعدد الأعضاء يهدد الحياة.
أسباب التسمم الدوائي
يمكن أن تحدث سمية الدواء نتيجة الإفراط في تناول الدواء، مما يتسبب في وًجود الكثير من الدواء في جسم الشخص دفعة واحدة، وهي حالة تحدث إذا تجاوز المريض الجرعة الموصوفة بواسطة الطبيب، أو إذا كانت الجرعة المتناولة أيضاً عالية.
مع بعض الأدوية، يمكن أن تحدث سمية الدواء أيضاً كتفاعل دوائي ضارّ، وفي هذه الحالة، يمكن أن تسبب الجرعة العلاجية الطبيعية للدواء آثاراً جانبية غير مقصودة وضارّة وغير مرغوب فيها.
في بعض الحالات، يكون الحدّ الفاصل بين الجرعة الفعالة والجرعة السامة ضيقاً جداً، فقد تكون الجرعة العلاجية لشخص ما سامّة لشخص آخر، كما يمكن لتناول بعض الأدوية على المدى الطويل، أن تتراكم في مجرى دم الشخص وتزداد بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تسمم الدواء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل، مثل العمر ووظيفة الكلى والترطيب، على مدى سرعة قدرة جسمك على إزالة الدواء من نظامكِ، وهذا هو السبب في أن الأدوية مثل الليثيوم تتطلب اختبارات دم متكررة لتتبع المستويات في مجرى الدم.. ما رأيك بالتعرف على أسباب زيادة ضربات القلب؟
الفرق بين التسمم الحاد والتسمم المزمن
أولاً: التسمم الحاد
إذا كنتِ تعانين من مشاكل في الكبد أو الكلى، فمن غير المرجح أن تنجي من السمية الحادة
تحدث السمية الحادة عند إعطاء مواد سامّة إلى كائن حي بجرعة واحدة فعالة، ويُعد الأشخاص الذين يعانون من خلل في وظائف الأعضاء، وخاصة الأعضاء التي تساعد الجسم على معالجة الفضلات، معرضين بشكل استثنائي لخطر التسمم الحادّ بالسموم.
وإذا كان الجسم يعاني من مشاكل في وظائف الكبد أو الكلى، فمن غير المرجح أن ينجو من السمية الحادة، وعادة لا تستمر السمية الحادة لفترة طويلة؛ لأن جوانب إزالة النفايات من الجسم ستزيل السم بنجاح، أو سيموت الكائن الحي المُصاب بالسمية الحادّة.
ثانيًا: السمية المزمنة
تحدث السمية المزمنة عند إعطاء المواد السامة بجرعات صغيرة على مدى فترة من الزمن، إذ يحدث الضرر شيئاً فشيئاً بمرور الوقت، بشكل مستمر ومتكرر، ويمكن أن يكون الجدول الزمني للسمية المزمنة شهوراً أو حتى سنوات ويأتي من مصادر مختلفة، بينما تشمل العديد من الأمثلة على السمية المزمنة التدخين وتعاطي بعض أنواع الأدوية المهدئة