العقل والجلد مرتبطان منذ تكوّن الجنين في الرحم، فهما ينبعان من نفس النسيج الجنيني الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجهاز العصبي المركزي.
يلعب التوتر والمشاكل النفسية الأخرى دوراً هاماً في الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب والصدفية والإكزيما، إضافة إلى الإصابة بالحساسية والحكة والشرى وغيرها من مشاكل الجلد.
ويلعب علماء النفس أدواراً هامة في علاج الأنواع الثلاثة لاضطرابات الأمراض الجلدية النفسية، وهي:
1-مشاكل الجلد التي تتأثر بالتوتر أو الحالات العاطفية الأخرى.
2-المشاكل النفسية الناتجة عن اضطرابات الجلد المشوهة.
3-الاضطرابات النفسية التي تظهر عن طريق الجلد، مثل الطفيليات الوهمية.
العلاقة بين الحساسية والحالة النفسية
تؤدي أعراض حساسية الجلد مثل الحكة والوخز والحرقان والألم إلى اضطرابات النوم والإرهاق والتوتر والقلق
هناك ارتباط بين بعض المشاكل النفسية الشائعة وأعراض حساسية الجلد مثل الحكة والوخز والحرقان والألم إلى اضطرابات النوم والإرهاق والتوتر والقلق.
وعلى العكس من ذلك، فإنَّ قلة النوم والتوتر من مصادر خارجية يمكن أن تجعل أعراض المصاب بالحساسية أكثر حدّة، كما يمكن أن يؤدي التوتر والاكتئاب وأنواع أخرى من المشاكل النفسية إلى تفاقم مشاكل الجلد. وتشمل المشاكل الجلدية الشائعة التي تمَّ توثيق تفاقمها بسبب الإجهاد هي: حب الشباب، والوردية، والصدفية، والحكة، والإكزيما، والألم والشرى، حيث يُصبح الأمر كحلقة مفرغة تؤثر على جودة حياة مريض الحساسية بشكل كبير، لذلك يمكن أن يساعد علاج المشكلات النفسية في تحسين مشاكل الجلد بشكل واضح.
في دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الوطنية للوردية عام 2014 شملت 1675 مريضاً يعانون من الوردية، وهي حالة تسبب احمرار الوجه الشديد، أفاد 90 بالمائة من المشاركين بالدراسة بانخفاض الثقة بالنفس، وأفاد 54 بالمائة بالقلق والعجز، وفيما أفاد 43 بالمائة بالاكتئاب، فعلى سبيل المثال، أكثر من ألف إنهم تجنبوا الاتصال وجهاً لوجه مع الآخرين. ما رأيك بقراءة المزيد عن فيتامينات مهدئة للأعصاب؟
في دراسة شملت 1000 مشترك بينهم 800 أنثى و200 ذكر تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، حول العلاقة بين العاطفة والإدراك للبشرة الحساسة، كشفت النتائج أن ثلث المرضى المصابين بأمراض جلدية مثل حب الشباب والتهاب الجلد التأتبي والصدفية والوردية يعانون من اضطرابات نفسية بما في ذلك القلق والاكتئاب.
وفقاً لنتائج الدراسة، فإن النساء والشباب هم أكثر عرضة للإصابة بالبشرة الحساسة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ المدخنين وأولئك الذين يعانون من أمراض جلدية موجودة مسبقاً هم أكثر عرضة لحساسية الجلد، ومن بين المشاركين الذين يعتبرون أنفسهم حساسين للغاية وشديدي الحساسية للبشرة، يعتقد 47% أن الإجهاد هو السبب وراء هذه الحساسية، و44% يعتقدون أن المكونات التي تُصنع منها منتجات العناية بالبشرة تسبب معظم ردود فعل الجلد التحسسية.
طرق علاج الحساسية المرتبطة بالحالة النفسية
يستخدم الأطباء النفسيون أحياناً التنويم المغناطيسي لعلاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن الحساسية
يستخدم الأطباء المتخصصون في الأمراض الجلدية النفسية، مجموعة متنوعة من العلاجات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجلد، بما في ذلك التصوير والتأمل، كما أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص، فالمفتاح هو مساعدة المرضى التركيز على الصورة المرتبطة بالتغيير المطلوب، سواء كانت هذه الصورة أن يصبح الجلد أكثر دفئاً أو برودة أو جفافاً أو رطوبة أو أقل حكة، على سبيل المثال، قد يركز المريض المصاب بالإكزيما على صورة الغابات الإستوائية الرطبة لمواجهة الجفاف الذي تسببه الحالة.
وقد تدل مشاكل الجلد في بعض الحالات على الإصابة باضطراب عقلي أساسي، فعلى سبيل المثال، قد يكون للناس بشرة مثالية إذا تركوها وشأنها لكنهم لا يستطيعون.. هل ترغبين بالاطلاع على علاقة الحزام الناري بالسرطان؟