السل مرض معدٍ مرتبط ببكتيريا المتفطرة السلية أو عُصيَّة كوخ. بمجرد دخول البكتيريا إلى الجسم، يمكنها أن تستعمر عدة أعضاء. في معظم الحالات، تصل إلى الرئتين: وهذا ما يُسمى بالشكل الرئوي. في الأشكال الأخرى، التي تُسمى «خارج الرئة»، يمكن أن تتأثر جميع أنسجة الجسم: الكُلَى، والعظام، والدماغ، والطحال أو حتى العقد الليمفاوية، وهي الهياكل المشاركة في جهاز المناعة.
في اليوم العالمي لمرض السل،
أسباب انتشار مرض السل
ينتشر داء السل من شخص إلى آخر عبر قطرات مجهرية تنطلق في الهواء تحمل البكتيريا. ويمكن أن يحدث ذلك عند التعرض لسعال مصاب بداء السل النشط ولم يتلقَّ العلاج، أو رذاذ من جراء حديثه أو عطسه أو البصق أو الضحك أو حتى الغناء.
ورغم أن السل مرض معدٍ؛ فإنه ليس من السهل التقاطه. ويزيد احتمال التقاط العدوى من شخص تعيشون أو تعملون معه مقارنةً باحتمال التقاط عدواه من أشخاص بعيدون.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأشخاص المصابين بداء السل النشط الذين تلقوا علاجات دوائية ملائمة لمدة أسبوعين على الأقل لا يصبحون ناقلين للعدوى.
هل مرضى السل في تزايد؟
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أُصيب 10.4 مليون شخص بمرض السل في جميع أنحاء العالم في عام 2016، وتُوفي منهم 1.7 مليون.
في تقرير عام 2015، حُدد أن معدل وفيات السل قد انخفض بنسبة 47% منذ عام 1990، وهو أكبر تقدم تمَّ إحرازه منذ عام 2000.
يحدد معهد «إنسرم» الفرنسي أن الأشخاص الأكثر تضرراً هم الأشخاص الذين يعانون من أوضاع محفوفة بالمخاطر، والمهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والمسنين.
يمكننا أيضاً أن نضيف إلى هذه القائمة الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة «المرضى المصابين بفيروس الإيدز، والمرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، وما إلى ذلك».
وفي عام 2020، أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الإصابة بالسل بلغ 112 لكل 100000 نسمة في إقليم شرق المتوسط، وتتراوح النسبة بين أقل من 1 لكل 100000 نسمة في السنة في الضفة الغربية وقطاع غزة والإمارات العربية المتحدة، و259 لكل 100000 في باكستان والصومال. ويمثل الإقليم نحو 8% من جميع حالات السل في العالم.
مقارنة بعام 2019، انخفض عدد الأشخاص الذين تمَّ تشخيصهم حديثاً بالسل، وتمَّ الإبلاغ عنهم في الإقليم بنسبة 15% في عام 2020 نتيجة جائحة «كوفيد-19». وفي حين انخفضت نسبة التغطية في بعض الدول الإفريقية مثل الصومال؛ فإن بلدان الضفة الغربية وقطاع غزة، ودول الخليج «البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة» تمرُّ بمرحلة ما قبل التخلص من السل، وتتجاوز نسبة تغطية علاج السل نحو 85 بالمائة.
ربما يهمك الاطلاع على لقاح كوفيد-19، هل هو مسؤول عن السكتات الدماغية؟
ما أعراض مرض السل؟
يسبب الشكل الرئوي أعراضاً مرتبطة بتطور العدوى في الرئة. ويؤدي هذا المرض إلى:
– سعال حاد.
– بلغم مع آثار دم.
– حمى.
– ألم في الصدر.
– نقص في الوزن.
– إرهاق شديد.
هذا، ويتجلى السل خارج الرئة من خلال أعراض متغيرة اعتماداً على الأعضاء المصابة: تضخم العقد اللمفية «العقد الليمفاوية التي تنتفخ ويمكن أن تصبح مؤلمة»، وتشوهات العظام «خاصة العمود الفقري، وهذا هو مرض بوت»، واضطرابات في الوعي في حالة تلف الدماغ ..
في معظم الأحيان، يُقال إن العدوى كامنة؛ أي موجودة في الجسم، ولكن يتم «احتواء» تكاثر البكتيريا من قبل الجهاز المناعي، أحياناً لعدة سنوات. يمكن أن يتطور مرض السل لاحقاً، فيطلق عليه الشكل «النشط» في علم الأمراض. في بعض الحالات، يظهر المرض بعد فترة وجيزة من الإصابة بالعُصيَّة.
طرق الوقاية من داء السل والعلاجات
يعتمد علاج السل على تناول المضادات الحيوية على المدى الطويل: عادة 6 أشهر.
من المهم اتباع الوصفة الطبية حتى النهاية؛ حتى لا تصبح العصيات مقاومة للجزيئيات المستخدمة وتقليل الوقت الذي يُحتمل أن يكون المريض خلاله معدياً.
أما بالنسبة لطرق الوقاية؛ فيتوافر لقاح ضد العصيات، BCG «Bacille Calmette and Guérin»، الذي يحدُّ من خطر الإصابة بالمرض ويحمي الأطفال الصغار من أخطر أشكاله.
في بعض الدول لا يُعدُّ هذا الطعم إلزامياً، ولكن يُوصَى به للأشخاص المعرضين للخطر «تاريخ العائلة، الأشخاص من البلدان التي يتفشى فيها المرض، بعض المهن، وما إلى ذلك».