عندما نفكر في الراحة، فإنَّ أول ما يتبادر إلى الذهن هو النوم. من الناحية النظرية، يذهب كل من الجسم والدماغ للنوم ونعيد شحن البطاريات لمواصلة اليوم التالي. ولكن هناك في الواقع الكثير من الطرق للراحة، للتخلص من صخب الحياة اليومية ومسؤولياتها التي تستنفد طاقاتنا الجسدية والنفسية.
التعب بيولوجي، والنوم ضروري بالطبع. تكثر الدراسات حول أهمية النوم بشكل صحيح، بشكل منتظم، للحدّ من الأمراض العقلية والخرف… يجب أن نكون قادرين على النوم 7 ساعات في الليلة، وهذا كل ليلة،
لكل جانب من جوانب الحياة أسلوب للراحة
جسدنا يتعب؛ هذا أمر طبيعي والجميع يعرفه، لكن أذهاننا تتعب أيضاً، بسبب المحفزات المتعددة، وموجات العواطف التي تعبرنا، بسبب بيئتنا الاجتماعية التي تتطلب منا بذل الجهود، لمساعدة شخص ما، لإرضاء شخص ما. كل جانب من جوانب حياتنا له وسيلة للراحة، تقول الدكتورة ساوندرا.
وتقسم الراحة إلى ست فئات، والتي تعتبرها على الأقل بنفس أهمية الراحة من خلال النوم، وهي: الراحة العاطفية، والاجتماعية، والروحية، والإبداعية، والحسية، والعقلية. اعتماداً على شخصية كل شخص وما نعيشه يومياً، لا نحتاج بالضرورة إلى الوصول إلى جميع أساليب الراحة هذه.
بالنسبة للأشخاص المؤمنين، هناك شيء يجدد حيويتهم في تجربة اللحظات الدينية، مثل الصلاة والصوم وأداء بعض العبادات. إنها شكل من أشكال الراحة الروحية. لكن الدكتورة دالتون سميث توضح أنه يمكن للمرء أن يجد الراحة الروحية أيضاً من خلال جلسات التأمل، أو حتى من خلال نشاط اجتماعي مثل الانخراط في جمعية ومساعدة الآخرين.
– الراحة الاجتماعية
يمكن التعبير عن الراحة الاجتماعية بطريقتين: إما إعادة شحن البطاريات عن طريق قضاء الشخص وقته بمفرده، وهو ما يعمل بشكل جيد مع الشخصيات الانطوائية، أو في عدم التواجد وسط أشخاص يجب أن يبذل جهوداً معهم. يمكن أن يكون الأشخاص الذين يأخذون الطاقة منا لأنهم يعتمدون علينا، فهم بحاجة إلى المساعدة والدعم … أو الأشخاص الذين لسنا طبيعيين معهم تماماً لأن هناك شيئاً على المحك: أشخاص من شبكتنا المهنية، على سبيل المثال. يمكن وصف الراحة الاجتماعية بالتفاعل، ولكن مع الأحبّة الذين يسمحون لنا بأن نكون أنفسنا دون تفكير.
– الراحة الحسية
الروائح والضوضاء والرسائل النصية والمكالمات والطلبات المختلفة وغيرها مغريات بالنسبة إلينا، وهذا يأتي بشكل خاص من حقيقة أننا متصلون دائماً، مما يعني أن حواسنا دائماً في حالة تأهب. تتضمن الراحة الحسية عزل النفس عن الحياة الافتراضية وجهاز الكمبيوتر والهاتف، وقضاء لحظة دون الكثير من التحفيز الخارجي.
– الراحة الإبداعية
يُطلب منا أن تكون لدينا أفكار جديدة، وأن نكون أصليين، وأن نكون استباقيين، وديناميكيين، ومتحمسين… خصوصاً في العمل. ولكن، مثل البطارية قليلاً، يتم تفريغ هذه الموارد، لكن في المقابل يجب أن نجد مصدراً لشحن الطاقة من جديد. الراحة الإبداعية هي قضاء بعض الوقت في الهوايات التي نحبها، والأشياء التي تغذينا فكرياً. يمكن أن تكون مجرد لحظة لنفسك لممارسة رياضة في وسط الطبيعة أو حتى الذهاب لمشاهدة المعارض… ربما تودين الاطلاع على فوائد الرياضة .
– الراحة العاطفية
يعتمد مفهوم الإرهاق العاطفي على الشعور بالإرهاق نتيجة بذل جهد كبير، والذي يمكن أن يكون مزيجاً من عدة أشياء. النزاعات، العبء العقلي اليومي، الأحداث المجهدة في العمل وغيرها تسبب التعب والإرهاق؛ هذه الحالة قد تجعل ذاكرتنا تتراجع، ونجد صعوبة في التفكير ونعاني من الأرق. قبل الوصول إلى حالة الإرهاق هذه، قد يكون من المفيد أخذ فترات راحة عاطفية، والوثوق بأحد الأصدقاء أو المقربين للتعبير عن المشاعر.
– الراحة العقلية
هل تعيش أيضاً مع قائمة مهام يتم عرضها باستمرار في رأسك؟ العبء العقلي، مع كل تلك الأشياء التي عليك القيام بها قبل انتهاء اليوم أو الأسبوع أو الشهر، يمكن أن يكون مرهقاً. لكن هناك طرقاً للانفصال عن هذه الأهداف. مرة أخرى، تعتمد الراحة العقلية على الأشخاص: قد يحتاج البعض إلى تدليك، والبعض الآخر إلى جلسة تأمل أو الاستماع إلى زقزقة الطيور. فيما آخرون قد يختارون الركض. باختصار، يجب على الجميع أن يجد طريقته الخاصة لـ”راحة” العقل.