يمكن للدورة الشهرية أن تتسبّب بالكثير من الأعراض غير المريحة، وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالباً ما تتجاوز الشعور بعدم الراحة الجسدية، مثل التشنجات والتعب والصداع، لتحدث عوارض نفسيّة مزاجيّة، بما في ذلك أعراض القلق، صعوبة في التركيز، المزاج السيء والبكاء المتكرّر.
ونشير هنا بأنّه غالباً ما تظهر تغيرات الحالة المزاجية في الأيام التي تسبق بدء الدورة الشهرية، ويمكن أن تستمر لبضعة أيام، وليس بخفيّ أنها تؤثر على الحياة اليوميّة. ولكن ما الذي يسبّب أعراض البكاء والحزن والإكتئاب قبل الدورة الشهرية وخلالها وربما بعدها
أسباب البكاء والاكتئاب قبل الدورة الشهرية
للهرمونات دور أساسيّ في التقلبات الهرمونية على مدار الدورة الشهريّة. فيمكن أن يكون لها تأثير على الناقلات العصبية كالدوبامين والسيروتونين، وكلاهما يلعبان دوراً في الاكتئاب الذي يؤدي إلى الحزن الشديد والبكاء. ونذكر تالياً مراحل التقلّبات الهرمونية التي تحصل:
– قبل الإباضة، تزيد مستويات هورمون الدوبامين (المسؤول عن الشعور بالسعادة والرضا والتحفيز) وترتفع مستويات هرمون الاستروجين. وهذا قد يكون سبب ملاحظتك للتغييرات في الذاكرة وقلّة التركيز خلال دورتك الشهرية.
– بعد الإباضة، ينخفض كلّ من الدوبامين والإستروجين مرة أخرى، وقبل بدء الدورة مباشرة، يحدث انخفاض آخر في هرمون الاستروجين والبروجسترون. وقد يؤدي انخفاض هرمون الاستروجين بعد الإباضة عند بعض الأشخاص إلى انخفاض مماثل في هرمون السيروتونين. ويمكن أن يساهم انخفاض هرمون البروجسترون أيضاً في إحداث عوارض تغيرات المزاج والبكاء الشديد والإكتئلب.
تلاحظين عمومًا بعض التحسّن بعد أيام قليلة من بدء الدورة، عندما تبدأ مستويات الهرمونات في الارتفاع مرة أخرى.
نصائح ستساعدكِ على التأقلم مع عوارض الدورة الشهريّة
يمكن للرعاية الذاتية أن تحدث فرقًا في شعورك ومزاجكِ وتحسن قدرتك على التأقلم. نقدّم لكِ بعض الأفكار لتجربيها:
النشاط البدني
على الرغم من أنّك قد تشعرين بعدم رغبة القيام بالتمارين خصوصاً مع عوارض الدورة الشهرية الجسدية والعاطفية، إلّأ أنّ النشاط البدني يمكن أن يساعدكِ ويحدث فرقًا في مزاجك. ويمكنك الإكتفاء بأداء نشاط منخفض المستوى وسهل كالمشي أو ممارسة اليوغا…
الإسترخاء
يساهم التوتر في بعض الأحيان إلى تفاقم الأعراض، لذلك قد يكون من المفيد أن تخصّصي وقت للاسترخاء. ويمكنك تحقيق ذلك من خلال: تمارين التنفس، التأمل، العلاج العطري، جلسات التدليك، وغيرها من الأساليب..
طلب الدعم العاطفي
من المفيد غالباً مشاركة مشاعرك مع شخص تثقين به. فيمكن لأي شخص مقرّب منكِ أن يستمع إلى ما يدور في ذهنك ويخفف عنكِ ألمكِ ومشاعركِ السلبيّة، وأن يساعدك في عدم الشعور بالوحدة، وأن يساعدك في التسلية واللّهو عندما تمرين بوقت عصيب.