هل لاحظت في أحد الأيام أن طفلك يتحدث مع إحدى سياراته أو دماه المحشوة المفضّلة، أو حتى مع نفسه؟ فبالرغم من أن هذا الأمر شائع، إلا أن تحدث الطفل مع العابه قد يثير قلق بعض الآباء.
لماذا يتحدث الطفل مع العابه؟
الحديث الذاتي عند الأطفال مرتبط بنموهم المعرفي، فهو شكل من أشكال التواصل الذي يطوّر فيه الأطفال مخيّلتهم. قد تكون الشخصيات التي يتحدثون معها في عالمهم الخيالي الخاص هي نفسها تلك الموجودة في الحياة الواقعية، لكن الطفل الذي يتحدث إلى نفسه يدرك في الواقع أنه يلعب دوراً مغايراً. وفي هذا الإطار، قد يقلد ما يفعله الآخرون ويمكن للألعاب أن تلعب أدوار شخصيات مهمة بالنسبة له في هذا العالم، ولهذا السبب يتحدث معها
أهمية البحث عن الجوانب التنموية
إذا كنت عمر طفلك ما بين الـ3 و الـ6 سنوات، استمتعي بمشاهدة طفلك يتحدث مع العابه من دون أي قلق. فهذه طريقة الأطفال للتعبير عن أعمق مشاعرهم وأفكارهم، كما أنها تساعدهم على التعرف إلى بيئتهم، مما يؤدي إلى امتلاك أفضل للغة. ففي المرة القادمة التي ترين فيها طفلك يتحدث إلى ألعابه أو مع نفسه، كوني مطمئنة لأن هذه فترة مرحلية وسيتجاوزها بمرور الوقت.
فوائد حديث طفلك مع نفسه والعابه
تحدث الأطفال مع أنفسهم أو مع أغراضهم أمر مفيد، وفي ما يلي ستتعرفين إلى أبرز هذه الفوائد:
– الذكاء: هذا هو العامل الأكثر أهمية للتحدث مع الذات في نمو الطفل. يُنظر إلى الأطفال الذين لديهم تكرار أعلى للحديث مع الذات على أنهم أذكى من أولئك الذين لا ينخرطون فيها.
– التطور: عندما يتحدث طفل صغير مع نفسه أو مع العابه، فإنه يظهر معارفه وعائلته حول المفاهيم التي تعلمها في العالم الحقيقي. وهذا الأمر يجب أن يطمئنك إلى أن طفلك يتطور من الناحية العقلية والسلوكية.
– ضبط النفس: حين يتحدث الطفل مع نفسه أو مع العابه، يظهر أنه يصبح أقل تهوّراً وقدرته على ضبط النفس تتحسن.
متى يجب أن تقلقي؟
الحديث الذاتي عند الأطفال الصغار أمر طبيعي. ومع ذلك، إذا كان الطفل يكرر نفس الجملة، فاعلمي أن هذه مسألة مثيرة للقلق. يستمر الحديث الذاتي والتكرار، ولكن إذا استمر لفترة طويلة فقد يعاني الطفل من صعوبات في النمو. كما أنه أحياناً، يكون الحديث الذاتي المتكرر أحد أعراض التوحد عند الأطفال، فإذا لاحظت أنه عند إجراء بعض التغييرات في جدول طفلك، ينزعج وينغمس في التحدث مع ذاته لتهدئة نفسه ، يجب عليك قريباً استشارة الطبيب.