هل أنتم من الأهل الذين يشعرون بالانزعاج عند تذمر أطفالهم؟ صحيح أنكم تتعبون كثيراً من أجل تأمين العيش الكريم للأطفالكم وأنكم تسعون الى أن تؤمنوا له ظروف معيشية أفضل من طفولتكم، الا ان ذلك لا يقنع الأطفال أحياناً ولا يعطيهم الشعور بالامتنان. فما السبب وراء هذه المشكلة؟ وكيف يمكن أن تتعاملوا معها؟
ما هي الأسباب التي تدفع الطفل لهذا الشعور؟
ليكم أهم العوامل المؤدية الى عدم امتنان لدى الطفل:
– ربط أي فعل بالمقابل: في الكثير من الأحيان، لا يلاحظ الأهل أنّهم يرتكبون خطأ كبيراً حين يربطون كلّ فعل يقوم به الطفل بمقابل معيّن، مثلاً: اذا رتّبت غرفتك سأجلب لك هدية، اذا درست ستحظى برحلة… فذلك يؤدي الى ربط الطفل لكلّ ما يقوم به بحصوله على مقابل. وفي حال لم يتمّ ذلك، يكون لديه شعور بعدم الامتنان والتذمّر المستمر.
– الانغلاق الاجتماعي: يمكن أن يتجه الاهل الى تغليف الطفل في فقاعة حامية من الناحية الاجتماعية، فيقتصر تعامله على الأشخاص الذين يدلّلونه دائماً ويلبّون رغباته. ومع تقدّمه بالعمر، لا يلتفت الى مدى الرفاه الذي يعيش به، بل يبقى يتذمّر من أقلّ عائق أمامه. لذا من المهمّ ان يعرف الطفل انّه محظوظ جداً للعيش حياة مرفهة، فيما هناك أطفال آخرون لا يحصلون على شيء مما يمتلكه.
– عدم تنمية الشعور بالاستقلالية: من الاخطاء التي يمكن أن يرتكبها الأهل أيضاً، منع تطوّر الشعور بالاستقلالية لدى الطفل، فيبقى معتمداً عليهم في كلّ تفصيل من حياته، وبالتالي فانّه لا يدرك ما يحصل في الحياة الخارجية الواقعية وما يقوم به الاهل فعلاً لكي يحصل على كلّ ما يريده.
كيف يجب التعامل مع هذه المشكلة؟
– ابتعدوا تماماً عن ربط تصرّفات الطفل بالمكافآت المستمرّة. يمكن أن يحدث ذلك من وقت الى آخر، لكن ليس لكلّ فعل مقابل أبداً. فيجب أن يتعلّم مثلاً ترتيب غرفته وأن يقوم بواجباته الدراسية، وليس مقابل أي مكافآة مادية.
– ركّزوا على الدعم المعنوي بدل الماديّ فقط، فالمكافآة يمكن ان تكون معنوية مثل الاثناء على جهده والاضاءة على نقاط القوّة لديه.
– اعملوا على اختلاط طفلكم بأطفال آخرين من مستويات اجتماعية متنوّعة لكي لا يعيش في فقاعة مقفلة ضمن مستواه الاجتماعي المحدّد.
– شجّعوا طفلكم على الاستقلالية ونمّوا رغبته في اداء الامور بمفرده، ما يعطيه منظوراً مختلفاً للحياة.