الصدمة النفسية هي عبارة عن موقف استثنائي ناتج عن حدثٍ معيّن في حياة الشخص كوفاة أحد المقربين منه، معرفة أنّه يُعاني من مرضٍ معيّن، مواجهة موقف صعب بالنسبة له وسبّب باختراق الناحية النفسية لديه.
وفي العادة تترافق الصدمة النفسية مع ما يُعرف بِجروح الصدمة، وهنا بالتأكيد سيجتاز الشخص ثلاث مراحل أساسية فيها الكثير من التفاصيل. الّا أنّه في بعض الحالات من المفضل أن يتوجه من يُعاني من هذا الأمر عند الأخصائي بعلم النفس أو لدى مدرب الحياة لمساعدته على المرور بكل مراحل الصدمة النفسية بشكلٍ سليم.
والجدير بالذكر أنّ تختلف كل حالة عن سواها بتفاعلها مع الصدمة النفسية التي تواجهها، وذلك من ناحية ردود الفعل، الأعراض والمدة الزمنية بين كل مرحلة وصولاً للتعافي التام من الجروح التي سبّبتها تلك الصدمة.
ما هي مراحل الصدمة النفسية؟
مرحلة الانكار:
وهنا سيكون الشخص تحت تأثير الانكار ورفض تقبّل الأمر الواقع الذي حصل في حياته. ومن الطبيعي أن تترافق هذه المرحلة بالعزلة، البكاء، الصراخ ونوبات الغضب.
مرحلة الأمل المفقود:
مع الانتقال لمرحلة الأمل المفقود سيبدأ الشخص بالعودة الى حقيقة ما عاشه من المصيبة التي سبّبت له الصدمة النفسية. وهنا من الضروري ملاحظة المضاعفات التي يعيشها، فقد يتفاقم عند القلق، التوتر، الأرق، الحزن الشديد ومن أخطر الأعراض أنّه قد يصل لمرحلة الاكتئاب نتيجة ما يعيشه.
لذا في حال تفاقم الوضع من الأفضل أن يتوجه لطلب المساعدة من الاختصاصيين ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة التي تعتبر الأصعب في مرحلة الشفاء من الصدمة.
المرحلة الجديدة:
وذلك عندما يُقرر الشخص الخروج من الباب الذي فتح أمامه مرحلة جديدة من حياته وتقبّل الواقع الذي أثّر لفترةٍ معيّنة عليه، أي علم أنّ المصائب لها بالتأكيد الحلول المناسبة أو تقبّل خسارة شخص مهم في حياته، وفي حالة المرض سيُساعد نفسه على تخطي هذه الأزمة عبر العلاج.
ومن المهم الاشارة الى أنّ العبور من مرحلة الأمل المفقود الى المرحلة الجديدة يتطلب الوقت، فهناك حالات قد تحتاج أشهر أو سنة لتتمكن من الوصول الى المرحلة الثالثة، ولدى حالات أخرى قد يتطلب الأمر مجرد أسابيع، وذلك كلّه بحسب حجم الصدمة النفسية التي أثّرت على الانسان.
مع الوصول للمرحلة الجديدة قد يكون بالفعل تمكن الشخص أن يتخلص من جذور وآثار الصدمة النفسية، الّا أنّ الجروح الناتجة عنها قد تكون لا زالت موجودة لذا في هذه الحالة من الضروري المتابعة بالعلاج ومساعدة النفس على التخلص منها تدريجياً.