أهمية محاسبة النفس
من يكون قادراً على محاسبة نفسه يكون قد وصل الى درجة عالية من الوعي والذكاء لكي يقوم بتقييم أعماله والتخلّي عن فكرة لوم الآخرين على أي مشكلة يواجهه. وعبر هذه الطريقة يستطيع الشخص أن يتقدّم في حياته من خلال معالجة موضوعية للمواقف والأمور التي مرّ بها وكيف يمكن أن يتعامل معها بطريقة أفضل في المستقبل.
ولكن متى تتخطى محاسبة النفس الحدّ الطبيعي؟
تتحوّل محاسبة النفس في بعض الأحيان إلى حالة من جلد الذات، أي عندما يقوم الإنسان بلوم نفسه والشعور بالذنب عندما لا يحدث شيء كما كان يتوقع. عندها يسلّط سياط العذاب على نفسه، وعادة ما يترافق ذلك مع نقص الثقة بالنفس وبالقدرات الشخصية. وبهذه الطريقة، فانّه يضعف قدرته على مواجهة مشاكله لا بل يمكن أن يقع في حالة من الاكتئاب المستمرّ، وتعدّ هذه من أكثر الحالات التي لها تأثير سلبي على الإنسان سواء على الصعيد النفسي أو الجسدي.
إذاً خط رقيق يفصل بين محاسبة النفس وجلد الذات. فمن المهمّ أن تكون هذه المحاسبة موضوعية ويأخذ فيها الشخص بالاعتبار كلّ الظروف والأشخاص المحيطين به لكي يستطيع تحليل المواضيع بالشكل الصحيح. كما من المهمّ أن تتضمّن المحاسبة الثناء على الذات في حال القيام بأمر ايجابي أو تحقيق انجاز ما وليس التوقف فقط عند المواقف السلبية.