متلازمة الطفل غير المرئي
إن متلازمة الطفل غير المرئي هي عبارة عن حالة نفسية تجعل الطفل يرغب في التواري عن الأنظار وعدم لفت الانتباه من قبل أي شخصٍ، بما في ذلك المعلمين والأطفال الآخرين.
عادة ما يكون هذا السلوك نتيجة الإهمال وسوء المعاملة من قبل الأهل أو حتى المشرفين على تربيته وتعليمه، حيث يشعر الطفل بأنه محاصر وغير قادر على الهروب. ويمكن ان تصيب متلازمة الطفل غير المرئي في الغالب الأطفال في الثالثة من عمرهم، ولكن يمكن حتى أن تصيبهم في أيّ وقتٍ خلال مرحلة الطفولة.
يطوّر الطفل المصاب بهذه المتلازمة، في مرحلة الطفولة المبكرة، اعتقاداً بأنه قويّ بما يكفي لإلقاء اللوم على نفسه في مشاكل أسرته. يشعر أنه يريد تحقيق الكثير، ولكن لا مكان له في الأسرة ولا حتى في المجتمع والحياة. يتعلّم باكراً أن يكون هادئاً ويقضي وقته في أحلام اليقظة والتخيل وخلق عوالم في ذهنه يكون فيها أكثر سعادة من عالمه الحقيقي.
كيفية التغلّب على متلازمة الطفل غير المرئي
إن تخطي الطفل للإهمال والإساءة في مرحلة الطفولة ليس بالأمر السهل، فهذا الأمر يستغرق الكثير من الوقت والجهد من قبل الأهل والأطباء للقيام بذلك.
الخطوة الأولى والأهمّ هي زيارة الطبيب النفسي. في البداية ، ستكون العلاقة التي يشكلها الطفل الذي يعاني من هذه المتلازمة سطحية للغاية، مما يعني أنه لن يكشف الكثير. ولكن، مع الوقت، وبعد عدة زيارات، يمكن أن يشعر الطفل بالراحة ويكسب الطبيب ثقته في فيُطلعه بالتالي على كلّ المخاوف التي تراوده. في الواقع، إن العلاج الإدراكي السلوكي يمكن أن يساعد على تحديد أسباب المشكلة ويعلّم الطفل كيفية التعامل معها.
أمّا بالنسبة للخطوة الثانية، من الضروري أن يفهم الاهل أن طفلهم يعاني من الغهمال العاطفي والوحدة وأنه بحاجة لعطفهم وحنانهم. من هنا، يجب أن يبداوا بإظهار حبّهم وإهتمامهم لطفلهم كطريقة للتقليل من أعراض هذه المشكلة النفسية.