تأثير الاسم المتوارث على نفسيّة الطفل
قد لا يدرك الأهل أنّ محبّتهم لآبائهم ممكن أن تترجم بأمور عديدة أخرى غير تسمية أطفالهم بأسماء لا تناسب عصر هذا الزمن. فهذا الموضوع ممكن أن يخلق عند الطفل ردود فعل نفسيّة سلبيّة. لأنّه عند بلوغ عمر معيّن، يبدأ فيه باستيعاب وفهم هذ الموضوع، وذلك يمكن أن يشعره بالاحراج بسبب عدم تناسب اسمه مع سنّه الصغير، هذا الأمر يدفع بعضاً من الأهالي اختيار اسم آخر ثانوي لمناداة الطفل به، تجنّباً لشعوره بالإحراج وكي لا يمثّل الاسم بالنسبة للطفل عقدة تلازمه.
لكن على الأهل أن يعرفوا أنّ اللّجوء لاسم ثانٍ ليس حلّاً فعّالاً، ولن يدوم مع دخول الطفل المدرسة حيث سينادوه باسمه الحقيقي الموروث. وقد يتعرَّض للتنمرّ من قبل أولاد مدرسته، وهذه الازدواجيّة ستخلق لدى الطفل خللاً نفسيًاّ وحتى اجتماعيّاً، وينعكس سلباً على علاقاته مع أصدقائه وحتى على نظرته لنفسه.
فالإسم القديم ممكن أن يولّد عند الطفل الإحراج والانطوائية، كذلك التهرّب من التعريف عن نفسه أو عدم الرغبة بسماع أحد يناديه باسمه الحقيقي في المجتمع، وهذه الأمور تسبّب الإنطوائيّة والانعزال، بسبب الصراع النفسيّ بين اسم حقيقي واسم آخر وهميّ.
لذا خذوا كلّ هذه الامور بعين الاعتبار قبل اختيار اسم قديم لطفلكم، وفكّروا بمصلحته أولاً لكي يكون سعيداً بالاسم الذي يحمله.