هل ينسى طفلك الضرب؟
من ناحية علم النفس، الضرب المبرح أو غير المبرح هو إهانة بحدّ ذاته لجسد وكيان الطفل، خاصّة في حالات الضرب الوحشي المصحوب بالصراخ والشتيمة. هذا ما يرعب الطفل ويدخله في صدمة نفسيّة خطيرة. وتُعتبر إهانة أكبر أيضاً، إذا تمّ ضربه بحضور أشخاص آخرين. فعليّاً، ما يؤلم في الضرب، ليس الوجع الجسديّ والصراخ فقط، بل الألم النفسي والإحساس بالكراهيّة والدونيّة والخوف الكبير، وفقدان الثقة بأهله وبنفسه، إضافة إلى الشعور بالقهر وفقدان الأمان .
ومع تكرار الضرب، يفقد الطفل الإحساس بالضرب، فلا يعود يؤثّر فيه، بل يتشرّب هذه الطريقة العنيفة من أهله، ويبدأ بممارستها خلال تعاطيه مع غيره. هذه الأمور كافية لجعل الضرب جريمة يُعاقب عليها القانون. طبعاً، تنتظرون الإجابة عن هذا السؤال: هل ينسى الطفل الضرب؟ الإجابة: لا! فالطفل لا ينسى أيّ مرّة ضربه فيها أهله، لكن إذا فهم الأهل خطأهم واعتذروا منه عن عنفهم معه، فإنّ الطفل من الممكن أن يسامح، لكنّه لا ينسى.
كيف تساعدون الطفل على مسامحة ضربكم له؟
– تصارحوا مع نفسكم وقرّروا أن لا تضربوا طفلكم مرّة أخرى.
– اعتذروا من أطفالكم، هذا ليس ضعفاً بل اعترافاً بالخطأ وردّ إعتبار لشخص الطفل بعد إهانته وضربه.
– إذا كنتم عصبيين ولا تستطيعون السيطرة على أنفسكم قبل ضرب الطفل، من الأفضل اتّباع تمارين مهدّئة وعدم التواجد في المكان نفسه مع الطفل لتحموه من نفسكم.
– إجعلوا الطفل يتخلّص بنفسه من الأداة التي كنتم تضربونه بها، مثلاُ رمي الحزام أو كسر العصا أو أي أداة أخرى من الأفضل أن تخرج من البيت.
– تحمّل تمادي الطفل في القيام بالأخطاء فهذا الأمر يفعله عن قصد ليختبر صدقكم في التوقّف عن ضربه.
– إعادة بناء ثقة طفلكم بكم من خلال إمضاء وقت أكبر معه، إعطاءه كلّ الحنان والعطف الحبّ، لتعويضه عن المشاعر السلبيّة.
– إذا اضطررتم لتأديب الطفل بسبب قيامه بأمر سيّئ، استخدموا العقاب الحضاري بدل الضرب ولكن حتى مع العقاب يجب أن تقولوا للطفل “أنا أحبّك”.