أين يكمن الخطر؟
في الحقيقة، لقد شمل قرار الإقفال التام في الكثير من الدول عيادات طب الأسنان، إلا عند الضرورة القصوى، نظراً إلى المخاطر الكبيرة التي يمكن أن يتعرض لها المريض والطبيب أثناء زيارة العيادة.
فعمل طبيب الأسنان يتركز في الفم ويقف على بعد سنتيمترات قليلة جداً من وجه المريض، ويستخدم في عمله أجهزة تنشر الهباء الجوي، وهو عبارة عن قطرات صغيرة جداً تنشأ عندما يستخدم طبيب الأسنان الماء مع الهواء المضغوط داخل فم المريض، وهذه القطرات تنتشر في الجو كما أنها تنتشر بكثرة على جميع مساحات العيادة، مما يجعل عمل هؤلاء الأطباء محفوفاً بالمخاطر بالنسبة إليهم وإلى المرضى الذين يدخلون إلى عياداتهم.
الإجراءات الوقائية اللازمة
من هنا، يتخذ معظم الأطباء الكثير من الإجراءات الوقائية، فهم لا يستقبلون المرضى إلا للحالات الطارئة جداً، أي أنهم يعمدون إلى تأجيل العلاجات التي يمكن أن تنتظر لفترة زمنية معقولة، كما وينصحون مرضاهم بتأجيل كل ما يتعلق بتجميل الأسنان إلى الوقت الذي يستطيعون به الخضوع لها بأمان.
ومن ناحية أخرى، يتخذ الأطباء الإجراءات الوقائية المشددة في عياداتهم، كالحفاظ على التنظيف والتعقيم الشامل لكل المساحات والأسطح طوال الوقت، كما أنهم يقصدون أن تكون مواعيد المرضى متباعدة حتى لا يلتقوا في قاعة الانتظار في العيادة، ويطلبون من مرضاهم الانتظار في سياراتهم حتى حلول موعد العلاج بدل الجلوس سوياً في قاعة الانتظار داخل العيادة.
وأيضاً يعمد الطبيب إلى ارتداء الكمامة والألبسة الواقية من العدوى خلال العمل، كما أن المريض يرتدي القفازات والثياب الواقية من العدوى والعازل الذي يحمي العينين خلال الخضوع إلى العلاج. على أمل أن تتم هذه الزيارة من دون أضرار أو انتقال العدوى إذا كان أحد الطرفين مصاباً من دون أن يعلم بذلك.