عندما يعتذر الآباء، فإنهم يغرسون نظاماً للقيم الانسانية والحياتية عن غير قصد. الاعتذار يؤكد للأطفال بأنه لا بأس في أن يكون الإنسان غير كامل، ويبرهن لهم على أن اتخاذ الإجراءات لقبول المسؤولية بعد الخطأ أهم من الخطأ نفسه.
أهمية اعتذار الاهل من الطفل
تؤكد الدراسات النفسية بأن قدرة الوالدين على الاعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية عن الأفعال هو أمر حتمي لمساعدة أطفالهم على فعل الشيء نفسه. فالآباء والأمهات الذين يدركون أوجه القصور الخاصة بهم يعلمون أطفالهم هذه الدروس المهمة للغاية:
– يجب قبول أخطاء الأشخاص الآخرين. من الصعب جداً الوصول إلى الكمال وكل الأشخاص يخطؤون، حتى الأهل والأطفال. والاعتراف بالأمر امام الطفل يقوي من الروابط العائلية والثقة المتبادلة.
– أن تكون مخطئا لا يعني أن تكون ضعيفا. يحتاج الأطفال أن يعلموا أن طلب المغفرة وقبول الفشل أهم بكثير من التستر على الأخطاء، بل هو علامة على القوة والشجاعة.
– تجنب الخطأ بالكذب يجعل الخطأ أكبر. الأطفال الذين يكذبون يفعلون ذلك بسبب خوفهم من الاعتراف بالخطأ. وبالتالي، الاعتذار يقدم للطفل رسالة مفادها أن التعايش مع الكذب أسوأ من الاعتراف بالخطأ.
– الكبار ليسوا أبطالاً لا يُقهرون. إذا رأى الأطفال أخطاء الوالدين والاعتذارات اللاحقة، فسيكونون أكثر استعداداً للحياة. سيعرفون أن الكبار يمكن أن يكونوا مسئولين ومحبين ومتفهمين ولا يزالون يرتكبون الأخطاء.