لماذا يرفض الطفل طاعة والديه؟
إن عدم الاستجابة لاوامر الوالدين هو من المشاكل السلوكية التي يواجهها الأهل مع أطفالهم، فيبدأ الطفل منذ عمر السنتين وما فوق برفض الامتثال إلى الأوامر التي يوجهها له والداه، وهذه المرحلة تسمّى “سلبية الطفل” وتمتد من عمر سنتين إلى أربع سنوات، وهي مرحلة طبيعية للنمو، يبدأ الطفل خلالها بالتعبير عن حريته واستقلاليته، فيصر مثلاً على تناول الطعام بمفرده من دون أي مساعدة، كما أنه يبدأ أيضاً بعصيان أوامر والديه ولا ينفذ ما يطلبانه منه.
يمكن أيضاً أن لا يرد الطفل على طلبات والديه لأسباب أخرى، مثل الاستغراق في تصفّح الانترنت أو مشاهدة الفيديوهات أو تجاهل الطلبات عن عمد للتعبير عن الغضب أو غير ذلك من الأسباب.
كيف تجعلين طفلك يستجيب لطلباتك؟
يبدأ الأمر منذ الطفولة المبكرة، أي أن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل من شأنها أن تؤسس لعلاقة جيدة بين الطرفين مبنية على التفاهم والحوار بعيداً عن لغة الترهيب أو التهديد بالعقاب. فإذا اعتاد الطفل على الحوار ووجد أن والديه مستعدين للاستماع إليه وفهم طلباته، يكون أكثر استعداداً للتجاوب معهما.
لذلك على الأم أن تقوم بعدة خطوات مهمة عند التكلم مع طفلها وعندما تريد أن تطلب منه القيام بأمر ما، هذه أبرزها:
– ابعدي عن طفلك كل ما يمكن أن يشتت انتباهه عند الحديث معه مثل الهاتف الذكي أو اللوحة الالكترونية أو التلفزيون أو غيره، لتتأكدي أنه يركز معك.
– اطلبي من طفلك أن يكرر ما قلته له.
– إذا كان الطلب آنياً يجب أن ينفذه فوراً، حددي له فترة زمنية قصيرة للانتهاء منه، كأن ينهي العمل قبل أن تنهي أنت العد لغاية الرقم عشرة مثلاً. كوني حازمة، وامنحيه فرصتين على الأكثر لينهي العمل.
– عندما يقوم بعمل جيد، أمدحيه وأمطري عليه الإطراء وكلمات الإعجاب بما قام به واحضنيه وامنحيه الكثير من العاطفة والتصفيق والاحتفال بالعمل الجيد الذي أنجزه.
– ومن الضروري أيضاً أن يكون الوالدان متفقين على القوانين الواضحة في المنزل حتى لا يستفيد الطفل من تجاوب أحدهما معه للتملص من تنفيذ الطلبات، كما ان القوانين لا يجب أن تكون صارمة جداً ومتعبة للطفل بل أن تكون مناسبة لقدراته الجسدية والذهنية.