قدم المخرج بن سالم بوعبدالله العرض الأول لفيلمه الوثائقي الجديد” قرطبة” يوم أمس الأحد بمقر الجمعية الاجتماعية الثقافية المحلية” صحة سيدي الهواري” , التي تعكف حاليا على تحضير المهرجان الوطني المخصص للتراث و ترقية ثقافة السلم والعيش معا , المقرر انعقاده نهاية شهر يوليو الحالي
ويحمل هذا الشريط الوثائقي بعدا رمزيا من خلال ابرازه الدور الذي يمكن ان يؤديه الفنانون الجزائريون بصفة عامة و السينمائيون بصفة خاصة في مجال تعزيز ثقافة السلم و التعايش
وفي هذا السياق, قال السينمائي بن سالم بوعبد الله ان مولوده الفني الجديد “يقترح رسالة تعايش سلمي وتنوع ثقافي للمستقبل”, موضحا على ان هذا الشريط يبحث عن أصل النزاع الذي أثارته الكنيسة الكاثوليكية و فيما يتعلق بالوضع القانوني للمسجد ويسعى وراء السبب والأساس القانوني ان وجد”
وأشار المخرج الذي انضم أيضا الى حركة احتجاج كبيرة جلبت نصف مليون منخرطا من العالم أن فكرة إنجاز هذا فيلم جاءت بعد ظهور القضية في عام 2014, حيث يحاول من خلاله التحذير من عواقب أسقف قرطبة على الصعيد التربية و الحوار بين الأديان و القيم الأخرى للمسجد كرمز عالمي للتعايش بين مختلف الطوائف و العلاقات التفاهم و السلم المستلهمة
واوضح ذات المتحدث ان الفيلم يفتح”نوافذ” على بعض جوانب التاريخ البعيد لشبه الجزيرة الإيبيرية، لاسيما الوقت الذي ازدهر فيه عصر النهضة الأوروبية و الأولى في الأندلس
المخرج والسينمائي بن سالم بوعبد الله(1968) من مواليد مدينة تلمسان,يحوز على انتاج غزير و يعتزم على اثرائه قريبا من خلال سلسلة من الأفلام التي تحمل عنوان” الأندلس” في اطار نفس موضوع تاريخ الثقافة الاسلامية , حيث تسلط الضوء على المجتمعات الدولية المختلفة التي استقبلت المسلمين الفارين من الاضطهاد الاسباني بعد سقوط الأندلس , ومن المقرر يعرض عمله الوثائقي “قرطبة” على الجمهور التلمساني بقصر الثقافة بهذه الولاية الثلاثاء المقبل قبل الشروع في جولة دولية
للاشارة , يوجد مسجد قرطبة الشهير الذي يصنع سمعة هذه المدينة الاسبانية و الشاهد على الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس (711-1492). و يقع هذا المعلم الذي صنف كتراث عالمي من طرف اليونسكو في 1984 في قلب نزاع دولي خلقه أسقف قرطبة الذي سجله سرا في عام 2006 في سجل الممتلكات تابعة للكنيسة الكاثوليكية