احتفل المتحف الجهوي للمجاهد بولاية خنشلة يوم أمس الأربعاء بالذكرى الثالثة والستون لرحيل أحد أبطال الجزائر الشهيد أحمد زبانة من خلال عدد من الأنشطة الثقافية والفنية التي شهدها الصرح الثقافي الذي يعنى بالذاكرة الوطنية
ونظمت المؤسسة الثقافية معارض للصور والكتب و القصاصات الصحفية والملصقات التي تلقي الضوء على حياة هذه الشخصية الثورية والمناصب التي شغلها قبل وابان الثورة التحريرية , كما أتيحت الفرصة للزوار للاطلاع على تفاصيل عملية الاعدام التي نفذها المستعمر الفرنسي في حق أحمد زبانة عن طريق المقصلة
وفي السياق ذاته, قام المنظمون بعرض نسخة من الرسالة التي كتبها أحمد زبانة قبل استشهاده بأيام الى والدته ومجموعة من الكتب و المقالات التي رصدت السيرة النضالية للشهيد أحمد زبانة و بطولاته وحيثيات معركة غار بوجليدة بمنطقة” القعدة” ولاية المعسكر” , التي تلت العملية الناجحة التي قادها زبانة رفقة مجموعة من المجاهدين على مخزن للأسلحة بمركز حراسة الغابات لاماردو ببلدية عقار بذات الولاية
وكان الزوار على موعد مع ندوة تاريخية بقاعة المحاضرات التابعة للمتحف الجهوي للمجاهد , التي تطرق خلالها المحاضرون لخصال الشهيد أحمد زبانة وتضحياته في سبيل الوطن , وناقشوا مطولا الخروق القانونية التي وقع فيها المستعر بشأن تطبيق الحكم الصادر باعدام أحمد زبانة من طرف المحكمة العسكرية , رغم ان القوانين الفرنسية كانت تنص أنذاك على استفادة المحكوم عليه بالاعدام من اجراءات العفو موازاة وتمديد عقوبة سجنه
وفي تصريح له لوكالة الأنباء الجزائرية , أبرز مدير المتحف الجهوي للمجاهد بخنشلة لخضر معاش ان الهدف من احياء ذكرى رحيل الشهيد أحمد زبانة وغيره من الشهداء هو “تسليط الضوء على مأثر وتضحيات أولئك الأشخاص في سبيل استقلال واسترجاع سيادة الجزائر” , مضيفا ان الأنشطة المنظمة بالمناسبة هي “بمثابة دعوة للأجيال الصاعدة للتشبث بالتاريخ والتضحية بالنفس والنفيس من أجل بناء جزائر قوية وشامخة”
للتذكير, أحمد زيانة واسمه الحقيقي أحمد زهانة من مواليد سنة 1926 بوهانة بولاية معسكر , أول جزائري نفذ عليه الحكم بالاعدام بالمقصلة من طرف المستعمر الفرنسي ابان الثورة التحريرية يوم 19 يونيو 1956, شغل خلال مشواره النضالي العديد من المناصب القيادية قبل وأثناء الثورة التحريرية من بينها مسؤول على ناحية وهران بداية من 5 يوليو 1954 , كما قاد الراحل العديد من العمليات الناجحة على غرار عملية لاماردو ومعركة غار بوجليدة التي أصيب فيها برصاصتين تم على إثرها نقله إلى المستشفى ومنه إلى سجن وهران, وبعد سجنه تم إصدار حكم بالإعدام عليه يوم 21 أبريل 1955 من طرف المحكمة العسكرية و هو الحكم الذي تم تأييده بتاريخ 3 مايو من نفس السنة ليتم نقله إلى سجن سركاجي و يعدم فجر يوم 19 يونيو 1956