هو ليس نجم أغنية أو موسم، بل هو نجم عدة مواسم… ارتبط اسمه بموسيقى الراي منذ السبعينات، وتميز عن غيره بكلماته العذبة وألحانه الشجية، فتوجه محبيه نجماً وعلى أنغامه بكوا وسافروا معه إلى عدة دول… أما صوته فقد قال عنه الكثير أنه لا مثيل له.
الفنان ڨانا المغناوي وباسمه الحقيقي مراد ڨانا الذي ينحدر من مدينة مغنية بتلمسان في الغرب الجزائري، هو من مواليد يوم 02 فيفري سنة 1958 بمدينة وجدة بالمغرب.
أحب الفن منذ أن كان صغيراً، متأثراً بأعمدة الأغنية الوهرانية أمثال أحمد وهبي، بلاوي الهواري، أحمد صابر… وغيرهم. ودخوله إلى هذا الميدان الحيوي لم يكن سهلاً بسبب رفض والديه لهذه الفكرة، ما جعله يهجر منزل عائلته لمدة 15 عاماً لينطلق في مسيرته الفنية.
تعود بداياته في الموسيقى إلى سنة 1973 عندما انضم إلى الجوق الموسيقي للإذاعة بمدينة وهران، ثم بالجزائر العاصمة إلى غاية سنة 1980، فقد تتلمذ على يد مسعود بن لمو، وصار عازفاً محترفاً على آلة الكمان، الترومبات (البوق) وكذلك الساكسوفون، مما عزز من موهبته الفنية ليواصل دربه في عالم الفن.
وفي نفس الفترة كان صاحب صوت فخم مخملي وأسلوب مميز في كتابة الكلمات والتلحين، فقام بتسجيل أول أسطوانة له سنة 1978، ثم ألبوماً من ثمان أغاني سنة بعدها، إلا أنه لم يحقق صدى كبيراً، ما جعل ڨانا المغناوي يغيب عن التسجيل فترة من الزمن.
لكن الإرادة والطموح وشغف الفن جعلوا من نقطة الفشل نجاحاً، فقد كان على موعد مع نجاح باهر في سنة 1986 بأغنية “على الزرقا راني نسال” التي جعلته اسماً معروفاً في سماء النجوم، لكن الجمهور توجه نجماً إلى جانب الشاب خالد، الشاب حسني، فضيلة، والشاب صحراوي… وغيرهم.
تألق في أداء أغنية الراي خلال الثمانينات، وفي التسعينات كذلك رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج والتسجيل. فالنجاح أثمر له العديد من الأغاني التي سجلت أرقاماً قياسية كبيرة ونالت إعجاب الجمهور في تلك الفترة. نذكر منها أغنية “ميلودة فين كنتي” من تأليف بلقاسم بوتلجة وأغنية “لا تامن فالصاحب”، “دارهالك رايك وندمتي”، “غموه غموه”، وأدى أغنية ثنائية رفقة مسعود بن لمو بعنوان “كل يوم نسمع هدرة” سنة 1987، أما رفقة الشابة زهرة فغنى “زرقة زرقة ديري لامان”… وأغاني أخرى في رصيد فني يحتوي على 132 ألبوماً.
كان كاتب كلمات وملحناً للعديد من نجوم الراي أبرزهم الشاب حسني الذي تعامل معه في العديد من المناسبات، ويمكن القول أنه كان صانعاً لجزء من نجومية الشاب حسني مطلع التسعينات، فقد زوده بعدة روائع حققت نجاحاً جماهيرياً ساحقاً آنذاك أشهرها أغنية “ڨاع النسا”.
كما تعامل مع مغنيين آخرين أمثال بلمو مسعود، الشابة زهرة ورافقهم في مختلف الحفلات والمهرجانات بالجزائر والخارج. وغنى أغاني من كلمات وألحان مؤلفين آخرين وعلى أبرزهم محمد عنقر وسليمان جوادي.
لازال الفنان ڨانا المغناوي يخدم الفن، ويحيي الحفلات والسهرات… ويبقى رمزاً هاماً من رموز الراي والموسيقى الجزائرية.