تنظرُ هيفاء وهبي إلى الكاميرا وتعابير الاستياء واضحة على وجهها، بعد سماعها لتعليق كتبه مستخدم مجهول على إحدى صورها: “أريد أن أفرك (كلمة بذيئة) مع صوت”.
ذلك التعليق ليس إلا عيّنة من سلسلة تحرّشات لفظية قرأتها المغنية والممثلة اللبنانية بصوت عالٍ وعلى الملأ، مع نور عريضة، في فيلم قصير بعنوان “لا تخلّي حدا يسرق منك حريتك – التحرّش ليس افتراضياً”.
الشريط مبادرة أطلقتها عارضة الأزياء اللبنانية، في محاولة لكسر وصمة العار المرتبطة باستباحة أجساد النساء على مواقع التواصل. بحسب البيان الصحافي الصادر عن الحملة: “نور وهيفاء تتحديان الأعراف المجتمعية، للتأكيد على الحاجة الملحة إلى تحرك جماعي لمواجهة التحرش، وأهمية تعزيز الاحترام والمحاسبة في عالم الإنترنت”.
في موقف يتحدى التوقعات، تقرأ هيفاء ونور بعض ما يصلهما من إساءات، وتعلّقان عليها. تقول هيفاء: “دائماً ما يُقال إن هناك عيباً في جسم المرأة”. وتسأل نور: “لماذا صار من السهل على أيّ كان أن يكتب ما يريد؟ لماذا استسهال الأذى؟ لماذا هذه النظرة للمرأة العربية؟ كأنني لست أُماً وكأنه ليس لدي قلب وروح وذكاء وعقل”. وتتابع هيفاء: “العيب فيه وليس فيكِ. هل كان سيتجرأ على قولها أمام شرطي أو أمام والدته؟”.
“الكلمات جريمة”
تتردّد النساء غالباً في تكرار ما يسمعنه من كلمات بذيئة، حتى بينهنّ وبين أنفسهنّ. يرمين الكلام الخادش بعيداً، على رفّ منسيّ في الذاكرة، يتعلّمن امتصاصه، وإن تسارعت دقات قلوبهنّ، أو كادت شرايينهنّ تنفجر من الشعور بالإهانة والغضب.