نطلقت مساء اليوم ضمن فعاليات رابع أيام مؤتمر النقد السينمائي العالمي المُقام في الرياض، الجلسة الحوارية “خمسون عاماً من النقد السينمائي” والتي شهدت حضوراً كبيراً من صُناع ونُقاد السينما. وقد تحدّث في الجلسة الحوارية الناقد الكبير كمال رمزي، وحاوره الناقد محمد طارق.
متابعة: معتز الشافعي
تصوير: مشاري الخثران
أعده للنشر: حاتم سعيد حسن
الناقد كمال رمزي يؤكد أن السينما مازالت شابة مُقارنة بالفنون الأخرى
في بداية حديثه، وجّه الناقد كمال رمزي الشكر للحضور، وأضاف أن السينما مازالت شابة؛ فعمرها 100 عام فقط، بينما كل الفنون يصل عمرها إلى مئات السنين. لذلك فالكتابة عن السينما جاءت بعد صناعة السينما؛ موضحاً أنه مع بدايات السينما لم يكن هُناك شيء اسمه النقد السينمائي. وحينما بدأ عاشق السينما في أن يكتب النقد، استعان بالقوانين القديمة والتي تتناول التراجيديا أو المسرح اليوناني، والحديث عن فن الرواية، والاستعانة بكل التراث الموجود، وذلك يجعل الناقد لديه خبرة في الموسيقى والمؤثرات الصوتية وجميع أنواع الفنون المختلفة.
كما تحدث الناقد كمال رمزي خلال الجلسة الحوارية عن الفارق بين الناقد والمُشاهد؛ قائلاً إن المُشاهد العادي يشعر بالأشياء، بينما يكون دَور الناقد هو تفسير الشعور الذي يعيشه المشاهد؛ حيث إن مهنة الناقد تقوم في الأساس على فرز الجيد من الرديء. ومع مرور الوقت وتعدد النُقاد، نكتشف أنهم مُختلفون في المناهج؛ فهُناك ناقد يهتم بمضمون الفيلم، وآخر يهتم بالصورة، وآخر يهتم بالأداء التمثيلي، وآخر بالمؤثرات الصوتية. كما تحدّث عن الصوت في السينما، أنه يهتم بأن يُثير نقطة هامة وهي أننا لا نلتفت إلى أن العالم حولنا مليء بالأصوات ولكننا لا نسمعها؛ لأننا لا ننتبه إليها، وتكون تلك الأصوات بالنسبة للفنان وللممثل أصواتاً بالغة الأهمية.
كمال رمزي يسرد بدايات عشقه للسينما وقراره بأن يعمل في النقد السينمائي
كما شهدت الجلسة الحوارية حديث الناقد الكبير كمال رمزي عن بدايات عشقه للسينما وقرار اتجاهه للعمل كناقد سينمائي؛ موضحاً أنه أحب السينما منذ طفولته، وكان يقف بجوار مَن يتحدثون عن السينما ويتساءل عن ماهية عالم السينما.
وأضاف أنه قرر أن يدخل السينما وهو طفل ولم يكن يملك مالاً؛ فحضر عرض أحد الأفلام بالدرجة الثالثة، وحينما شاهد الصور المُتحركة أدرك أن هذا سيكون مستقبله وأنه عاشق للسينما، وأنه ظل لسنوات يحضر الأفلام السينمائية، واهتم بها كثيراً أكثر من دراسته. وأوضح أنه خلال دراسته بمعهد الفنون المسرحية، اكتشف أهمية المسرح حيث يوجد به العديد من العناصر السينمائية، ولكن تظل السينما لها مكانة خاصة. وحينما تخرّج كان يندهش حينما يقرأ للنقاد السينمائيين وكمّ المعلومات التي لديهم.
الناقد كمال رمزي يوجّه نصيحة ذهبية للنُقاد السينمائيين
كما وجّه الناقد كمال رمزي نصيحة هامة للنُقاد السينمائيين؛ قائلاً إنه حينما تذهب للفيلم، يجب أن تكون في حالة راحة جسمانية وفي راحة ذهنية، وأن تكون مُهيّأً نفسياً ولست مُجبراً؛ لتستمتع بمشاهدة الفيلم حتى وإن كان ذهابك فقط لتفسير: لماذا أحب الجمهور هذا الفيلم. واستشهد برد أحد النقاد الهنود عليهم حينما هاجموا الأفلام الهندية؛ حيث كتب مقالاً، يرى كمال رمزي أنه من أروع المقالات التي قرأها في حياته؛ حيث تساءل الناقد الهندي: لماذا يُهاجم البعض أفلاماً تأخذ المُشاهدين في حُلم جميل لمدة ساعتين، ويخرجون عقب ذلك بحالة من التفاؤل والراحة النفسية. مؤكداً أن هذا المقال لفت نظره بدرجة كبيرة.
كما تحدّث الناقد كمال رمزي عن تأثُّره بشخصية الفنان وعلاقته به خلال نقد أعماله؛ قائلاً إن شخصية الممثل وطريقة تعامُله، من الممكن أن تترك أثراً ما لدى الناقد؛ حيث إن الله قد منح الفنانين قدرة على الجذب والابتسام الدائم وقبول الآخر؛ مما يجعل الممثل محبوباً. ومن الوارد أن أدخل الفيلم فقط لمشاهدة الفنان الممثل، والأمر يختلف من فرد لآخر، ولكن بالطبع شخصية الممثل لها دَور في نجاح الفيلم.