حلت الأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي: «سيدتي» و«الجميلة» ضيفة في بودكاست “ركن مايا -برنامج: كرسي العلاقات” بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي 94، و أكدت خلال حوارها مع الدكتورة مايا الهواري، أن اليوم الوطني السعودي له مكانة خاصة جدا.
وفي البداية استعرضت الأستاذة لمى الشثري مسيرتها في مجال الإعلام منذ تخرجها من جامعة الملك سعود في تخصص الترجمة عن اللغة الإنجليزية، وأضافت: عندما تخرجت لم أجد الوظيفة التي تناسبني، وكانت الخيارات وقتها محدودة، واقترحت صديقتي هلا الجريد أن نؤسس موقعا باللغة العربية على الانترنت، ووقتها لم يكن هناك محتوى كبير باللغة العربية، وبالفعل قدمنا أول مجلة رقمية باللغة العربية تهتم بأسلوب الحياة وتمكين المرأة ومجالات الإبداع والأزياء ومع الموقع منتدى للمناقشات.
وتابعت الأستاذة لمى الشثري قائلة: انطلقنا بشكل عفوي لأبعد الحدود، ولم تكن هناك خطة ولا نفكر فيه كمشروع، ولكن كفكرة وسبحان الله نجحت، وصارت التجربة مؤثرة، وعرفنا أن هذا هو الطريق الذي نقدر أن نقدم فيه أفكارنا.
أضافت: بعد فترة أردت استكمال دراستي بمرحلة الماجستير واخترت مجال التسويق والاتصال، ووصلت إلى دبي عام 2012 للدراسة، وكنت أحتاج الانتساب إلى مؤسسة لتسهيل الحصول على البيانات الخاصة بمشروع التخرج، وانضممت كمتعاونة مع جريدة عرب نيوز، وتخصصت وقتها في البيزنس والمعارض، وبعد التخرج فضلت العمل في مجال أسلوب الحياة وتمكين المرأة، وحصلت على فرصة مع مجلة هي، وبدأت كمتعاونة ثم محررة ثم أصبحت مديرة محتوى، ومع رؤية 2030 وإتاحة الفرصة للمرأة لتولى مناصب قيادية حصلت على فرصة رئاسة تحرير سيدتي، من بين أكثر من مرشحة والحمد لله توفقت.
وتحدثت لمى الشثري عن كواليس اختيارها لمنصب رئيسة تحرير سيدتي، مشيرة إلى إن الأولوية كانت للنساء المنضمات بالفعل للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG، ووقع الاختيار عليها بعد المقابلة، وقالت: فوجئت باختياري وترددت لأن المسؤولية كبيرة، ولكن استخرت والحمد لله.
وعن مشروع التحول الرقمي لـ “سيدتي” قالت الأستاذة لمى الشثري: المشروع بدأ منذ العام 2004، وخطتنا كانت الربط ما بين المطبوعة الورقية والموقع الرقمي والفعاليات على أرض الواقع، بالسوشيال ميديا، ونحاول الوصول لمختلف الشرائح، سواء بالنص المكتوب أو الصورة أو الفيديو.
وحول التطور الملحوظ للمحتوى في منصات سيدتي قالت الأستاذة لمى الشثري: سيدتي اسم كبير وداخل كل بيت من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط إلى الخليج العربي، وهذا تم على مدى 43 سنة ومنذ تم تأسيسها عام 1981، كانت هناك رؤية واضحة لأهداف المجلة وهي تقديم مطبوعة تخاطب القارىء العربي وتهتم بقضاياه والمرأة والأسرة.
تابعت الأستاذة لمى الشثري: عندما توليت مسؤولية سيدتي بحثت كثيرا في أرشيفها، وتاريخها وكيف بدأت، وتعرفت على نقاط القوة والجوانب التي يجب العمل عليها وتطويرها، وبعدها بدأت وضع تصور كامل لكيفية تقديم أفضل ما يمكن، ومن المهم أن أذكر دعم الصرح الإعلامي الكبير المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، لسيدتي طوال هذه السنوات وهو دعم كبير جدا، كما يجب ذكر كل الجهود التي بذلت في سيدتي من الناشرين ورؤساء التحرير بداية من أول رئيسة تحرير السيدة فاتنة أمين شاكر وقد تعلمت منها الكثير رغم أنني لم أقابلها.
وواصلت: تولى رئاسة تحرير العديد من القامات الإعلامية منهم الأستاذ عماد الدين أديب والراحل هاني نقشبندي، والأستاذ مطر الأحمدي وأنا على تواصل دائم معه، وأيضا تولت الدكتورة فوزية سلامة رئاسة التحرير والأستاذ محمد الحارثي، والأستاذ عبدالله باجبير، وكلهم ساهموا في بناء هذه المنارة الإعلامية وأنا أكمّل المسيرة.
وتوقفت الدكتورة مايا الهواري أمام هدوء ورزينة الأستاذة لمى الشثري وسألتها عن سر احتفاظها بهذا الهدوء وحشمة التفكير، وردت قائلة: أسرتي الحضن الكبير، ونحن نشأنا على حب الخير وعلى الأمل الصادق والنية الصافية، ونشأنا على عدم التخلي عن قيمنا أبدا مهما تم اختبارها.
أضافت الأستاذة لمى الشثري: نشأنا أن دورنا نخدم ديننا وقياداتنا ووطننا، كل واحد بطريقته وفي عالمه، ولكن هذا دورنا.
الأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير «سيدتي» و«الجميلة» ضيفة في بودكاست “ركن مايا” مع الدكتورة مايا الهواريالأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير «سيدتي» و«الجميلة» ضيفة في بودكاست “ركن مايا” مع الدكتورة مايا الهواري
رؤية 2030 طوّرت مفهوم تمكين المرأة
وحول رؤية 2030 تحدثت الأستاذة لمى الشثري عن الجانب الخاص بأسلوب الحياة قائلة: من الصعب اختصار الرؤية ولكن في الجانب المتعلق بأسلوب الحياة طورت مفهوم تمكين المرأة، يعنى المرأة في السعودية كانت تسعى وتجتهد، ولكن الرؤية وضعت لهم خارطة الطريق والأنظمة التي تساعدها وقدمت الدعم المطلوب لها، فالمرأة الآن تعيش أسعد أوقاتها.
الدكتورة مايا الهواري سألت عن دور الرجل والمجتمع في تمكين المرأة، وردت الأستاذة لمى الشثري أنها ترى أنه يوجد استعداد لهذا التغيير الذي جاء في وقته، والحمد لله هناك الكثير من الشباب والشابات خلال العشر سنوات الماضية كانوا ضمن برامج ابتعاث للدراسة خارج المملكة في مختلف القارات ، وعادوا مستعدين للاستفادة من الفرصة المتاحة حاليا.
أضافت: برنامج الابتعاث عندما تم إطلاقه في وقت الملك عبدالله رحمه الله، تم تصميمه بطريقة “ما في عذر” فإذا المرأة من الصعب عليها السفر بمفردها لاستكمال تعليمها، يمكن أن يرافقها زوجها أو شقيقها أو حتى والدها، وهذا جزء من منظومة مستمرة للتقدم.
وعودة إلى سيدتي، تحدثت الأستاذة لمى الشثري عن كيفية مواكبة الأحداث والفعاليات الفنية العالمية في مهرجان كان وفينيسيا وعروض الأزياء لحظة وقوعها، وقالت: فريق العمل الله يجزاهم عني خير.
وتابعت قائلة: سيدتي انطلاقتها مباركة ومتوفقة بأحلى فريق، الرؤية بدون المواهب القادرة على تنفيذها لن تتحقق، قائد بدون أذرع وناس تنفذ أفكاره لن يصل إلى شيء، وأنا أقول دوما أن الفريق مثل الجواهر الثمينة كل شخص له مميزات وطابع وفي نفس الوقت القائد عنده التاج وعليه أن يضع كل جوهرة في مكانها الصحيح لحد ما يطلع التاج بالشكل الذي يليق بالكيان، يعني هي علاقة تكاملية، وفريق سيدتي ما شاء الله عليهم فريق جبار يحبون المجلة ومتواجدين طوال الوقت حتى الأعياد، لأنهم يؤمنون بقيمتها، وهم من مختلف الجنسيات فمنهم من شمال إفريقيا ومن مصر ومن لبنان ومكاتبنا في كل مكان.
وحول كيفية قيادة هذا الفريق الكبير نحو التغيير، أشارت الأستاذة لمى الشثري إلى أن التغيير دوما يقترن بالخوف، وكل فرد يفكر كيف سيؤثر هذا التغيير عليه، والتغيير يمثل مجهول، مع الوقت تبين لنا كلنا _حتى أنا_ أننا على نفس الموجة والتوجه، وأكيد قمنا بتغييرات كثيرة في المنظومة للتأكد من أن الفريق كله على نفس التوجه.
لمى الشثري: شعرت بالفخر مع عرض فيلم نورة في مهرجان كان
وتحدثت الأستاذة لمى الشثري عن تجربة مشاركة سيدتي صنّاع فيلم نورة تجربة العرض في مهرجان كان 2024، وقالت إنها حضرت آخر ثلاثة أيام من فعاليات المهرجان برفقة صنّاع الفيلم وبطلته ماريا البحراوي صاحبة الـ 17 عاما، وشهدت جلسة تصويرها لغلاف سيدتي وأضافت: شعرت بفخر كبير، وللمفارقة عندما شاهدت الفيلم كان في مقطع شخصية نورة بتحاول تطلع على ما يحدث في العالم نظرا لتواجدها في قرية صغيرة، وكان من مصادر معلوماتها مجلة الجميلة وهي مطبوعة صادرة عن مجلة سيدتي، وهذا الشيء أسعدني لأنه دليل على أن مجلات سيدتي والجميلة صنعت فكر، ولها بصمة.
نقطة قوة “سيدتي” أنها جسر بين الأجيال
وعن طموحها لمجلة سيدتي قالت الأستاذة لمى الشثري: المجلة نقطة قوتها هو أنها جسر بين الأجيال ولا أحد ينافسها في هذه النقطة، وفي كل مكان نسمع جملة احنا كبرنا نقرأ المجلة، وفي السعودية سيدتي جزء من الثقافة، وهذا مهم جدا ويجب علينا التفكير دوما في كيفية تطويره والاستفادة منه والتخطيط دوما للوصول إلى الأجيال الجديدة.
يمكنكم قراءة: لمى الشثري تتحدث عن تجربتها الرائدة في قيادة “سيدتي” مع “الميمان شو”
وحول طموحها الشخصي قالت الأستاذة لمى الشثري أنها لا تخطط للمستقبل ولكنها تركز على ما هو موجود بالفعل وما يمكنها تقديمه، والقادم مكتوب عند الله وسيأتي في موعده، لافتة إلى أن هذا ما تعلمته من أسرتها وتعودت أن تفكر في قدرتها على العطاء قبل التفكير في المكسب.
وأضافت الأستاذة لمى الشثري أن سر توفيقها هو فضل من الله.
بودكاست ركن مايا
يذكر أن بودكاست ركن مايا تقدمه الدكتورة مايا الهواري أول دكتورة إماراتية في القيادة الذكية التربوية والذكاء العاطفي ورئيسة مجلس إدارة مدرسة دبي كرمل وكاتبة مقال ومحاضرة مدربة تطويرية، وكاتبة مقال ضمن كتاب سيدتي.
اختيرت مايا الهواري كـ «سفيرة المعرفة» في الهلال الأحمر الإماراتي، وفي عام 2019 تم اختيارها من بين 50 حساباً مؤثراً على وسائل التواصل الاجتماعي، تعمل على تنمية المهارات الشخصية لموظفي الجهات الحكومية المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كانت متحدثة على منصة تيد في عام 2019، دُعيت للتحدث في مؤتمر الكنز الوطني في عام 2018. وكانت واحدة من المحاضرين الأربعة في جلسة “The Flow Talk Series” التي أقيمت بمناسبة يوم المرأة الإماراتية وأحد المتحدثين.