بات إجراء إزالة الشعر بالليزر إحدى التقنيات الشائعة بين النساء، لاسيّما في المناطق الحساسة مثل الإبط. ورغم نجاح ورواج هذه التقنية، إلا أن بعض النساء كشفن عن زيادة معدلات التعرُّق بعد جلسات الليزر.
من ناحية أخرى، فرط التعرُّق أو رائحة العرق النفّاذة، حالة تسبب كثيراً من الإحراج، وقد تصيب البعض لأسباب مختلفة، لكن هل من بين هذه الأسباب هي جلسات إزالة الشعر بالليزر
إجراء إزالة الشعر بالليزر هو طريقة تعتمد على طاقة ضوئية مركزة تستهدف أماكن الشعر من خلال صبغة الميلانين الموجودة في بصيلات الشعر. وتعمل هذه الأشعة على تسخين البصيلات وتدميرها بمرور الوقت. لا يختفي الشعر من الجلسة الأولى، بينما يتطلب الإجراء عدة جلسات حتى يتوقف نموّ الشعر في المنطقة المستهدَفة.
تجربة واقعية لفرط التعرُّق وعلاقته بالليزر
وأردفت: “بعد جلسة الليزر لا يمكنني تطبيق مزيلات العرق لمدة ثلاثة أيام، كما أن تقني الليزر يصف لي مراهم مضادّة للبكتيريا والالتهابات خلال الفترة التي لا يتم خلالها استخدام أيّة معطرات لهذه المنطقة”.
وأضافت: “في أولى الجلسات لم ألتزم، تجاهلت المرهم وأقدمت على استخدام مزيل العرق بعد يوم واحد فقط، وبعدها لاحظت تغيُّراً في معدلات ورائحة العرق”.
توجّهت سارة بالسؤال لاختصاصية في الليزر، التابعة لمركز تجميل وأمراض جلدية، والتي قالت لها، إن ما حدث هو نتيجة عدم الالتزام بتعليمات جلسة الليزر، وأضافت: “هناك بعض الالتهابات التي تظهر على سطح الجلد نتيجة استخدام شعاع الليزر الضوئي الحراري، والذي يساعد في القضاء على بصيلات الشعر. وعند إهمال الالتهابات وعدم تطبيق كريم مخصص لتخفيفها، تصبح هذه المنطقة من الجلد عُرضة للبكتيريا، وهو ما يسبب صدور رائحة عرق غير معتادة”.
العلاقة بين فرط التعرُّق والليزر وِفقاً لمتخصص
وللاطلاع على المزيد من التفاصيل حول الموضوع، التقت «سيّدتي» بالدكتور مينا منير، الاختصاصي في الأمراض الجلدية والتناسلية، والذي أكّد أنه لا يوجد أيّ دليل علمي على احتمال الإصابة بفرط التعرُّق بعد إزالة الشعر بالليزر. وقال: “إن الليزر هو شعاع ضوئي موجّه بدقة لعلاج هدف محدد. في حالة إزالة الشعر، يعمل الليزر على تدمير الخلايا التي تحتوي على صبغة الميلانين، وهي الصبغة المسؤولة عن لون الشعر. ولهذا السبب، لا يؤثر الليزر على الشعر الأبيض الذي يفتقر إلى الميلانين”.
وأضاف: “إذا تم توجيه أشعة الليزر إلى منطقة لا تحتوي على الميلانين؛ فإنه لن يكون له أيّ تأثير يُذكر. بالنسبة للغدد العرقية؛ فهي لا تحتوي على صبغة الميلانين؛ مما يعني أن الليزر لا يؤثر عليها سواء بالسلب أو الإيجاب”.
وفيما يخص مشكلة العرق، قال طبيب الأمراض الجلدية: “أمّا إفرازات العرق؛ فقد ترتبط بعوامل أخرى مثل: التقدُّم في السن، أو حالات مَرضية مثل تضخم الغدة الدرقية. وفيما يتعلق برائحة العرق؛ فهي تنتج عادة بسبب وجود البكتيريا أو الفطريات في مناطق التعرُّق؛ لأن العرق نفسه لا يحمل رائحة”.
أسباب فرط التعرُّق
فرط التعرُّق هو حالة تعني نشاط غدد العرق أكثر من اللازم، وهو في الغالب حالة تعالَج وِفقاً للسبب. فيما يلي الأسباب الأبرز وراء فرط التعرُّق ورائحة العرق النفاذة:
الوراثة
نعلم أنها معلومة مزعجة لكن وِفقاً للعلم؛ فقد تَرِثين مشكلة العرق من أحد الوالدين، وفي هذه الحالة يكون العلاج هو الاهتمام بالنظافة الشخصية، وتجنُّب مسببات العرق.
النشاط المفرط للجهاز العصبي
نشاط الجهاز العصبي ينعكس على كمية العرق التي يفرزها الجسم؛ فالجهاز العصبي قد يفرز إشارات زائدة للغدد العرقية من دون وجود حاجة فعلية، وهو ما يُعرف بفرط التعرُّق الأوّلي.
نشاط الغدة الدرقية
الغدة الدرقية لها علاقة مباشرة بفرط التعرُّق؛ لأنها قد تفرز هرمونات تسبب فرط نشاط غدد التعرُّق، وتظهر هذه الحالة بوضوح عند انقطاع الطمث لدى النساء.
الأمراض المزمنة
بعض الأمراض تؤثر على نشاط الغدد العَرقية مثل: السكري، أمراض القلب، أو السِمنة. جميعها حالات تسبب نشاطاً زائداً في هذه الغدد؛ مما يسبب مشكلة. لكن التصدي للحالة الأساسية يحميكِ من هذه المضاعفات المزعجة.
العدوى
الإصابة ببعض الأمراض المُعدية، مثل: السل أو الملاريا، قد تسبب التعرُّق الليلي المفرط.
الأدوية
قد يكون العرق من بين الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب أو الأدوية الخافضة للحرارة، وقد ترتبط هذه الحالة أيضاً بأدوية السرطان.
بعض الأطعمة
هناك أطعمة محفّزة للعرق؛ خاصة الأطعمة الحارة مثل الفلفل الحار، وأيضاً المشروبات التي تحتوي على كمية وفيرة من الكافيين. لذلك إذا كنتِ تعانين من مشكلة التعرُّق، يمكنكِ تجنّب المحفزات.
الخلاصة
شعاع الليزر يستهدف البصيلة بُغيةَ حرقها، وهو ما قد ينعكس في شكل التهابات محدودة تزول بعد أيام قليلة من جلسة إزالة الشعر بالليزر. ولهذا السبب يجب الالتزام بتعليمات اختصاصي الليزر، بينما فرط التعرُّق هو حالة ليس لها علاقة بالليزر؛ لذلك يجب البحث عن المسببات أولاً.