حالة حزن استثنائية، شهدها الوسط الفني في مصر، طوال الساعات الماضية، إثر رحيل الفنانة ناهد رشدي، بعد صراع طويل مع المرض، وذلك عن عمر 68 عامًا، إذ نعاها عدد كبير من زملائها فضلاً عن جمهورها، الذي أعرب عن مدى افتقاده لشخصية صاحبة موهبة فنية مميزة وربما لا تعوض، فلماذا أحب الناس ناهد رشدي؟.
تشبه مصريات كثيرات
ناهد رشدي، كانت صاحبة ملامح مصرية خالص، جعلتها قريبة من جمهورها، وكأنها واحدة من العائلة، فكانت لديها ملامح هادئة، ونبرة مميزة، ونجحت في التعبير عن المرأة من خلال أعمالها الفنية المتنوعة، لاسيما الدراما التلفزيونية، الممتدة منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وهو ما جعل الناقد محمود عبد الشكور، ينعيها بكلمات تمنحها قدرًا من حقها الفني، إذ كتب: “وداعًا ناهد رشدي الممثلة القديرة المحبوبة، والتي تشبه مصريات كثيرات، عبرت عنهن ببراعة وببساطة ممتنعة، كانت تستحق أدوارًا أكثر تنوعًا، ولكنها وضعت بصمة لا تنسى في كل دور.. أحب لها كثيرًا دورها في مسلسل (سفر الأحلام)، ودورها الأشهر في (لن أعيش في جلباب أبي).. مع السلامة يا ست ناهد”.
لم تنجرف يومًا وراء “تريند” أو إثارة جدل
طوال رحلتها الفنية، والتي استمرت أكثر من 4 عقود، لم تدخل في صدام مع أي من زملائها الفنانين، أو تثير حالة جدلية، أو تفتعل أزمات ومشكلات، فكانت من أشد العاملين بالمجال هدوءًا وإخلاصًا للموهبة التي أنعم الله عليهم بها، فلم تنجرف يومًا وراء “تريند” أو “اختلاق شائعة” لمجرد لفت الانتباه، إذ صنعت اسمها بأعمالها فقط، وهذا صار من الصعب والنادر في السنوات الأخيرة، فقد احترمت فنها، فأهداها لها جمهورًا كبيرًا.
واجهت السرطان بشجاعة وهدوء
رغم إصابتها بالسرطان، ومقاومتها له منذ سنوات طويلة، إلا أن ناهد رشدي، أخفت هذا المرض عن جمهورها، لعدم رغبتها في الاستعطاف أو نظرة شفقة من أحد، أو تكون معاناتها جسرًا لقلوب محبيها، فأرادت أن تقاومه بهدوء وشجاعة، وبدعم ومساندة من زوجها وعائلتها، فلم تكن تهاب الموت، لإدراكها التام بأن لكل أجل كتاب، لكنها اكتسبت دروسًا وخبرات من واقع التجربة، كانت عونًا لها في تلك الحياة، فيما تعد الإعلامية سهير جودة أول من كشفت عن معاناة الفنانة الراحلة مع المرض الخبيث، كونها التقت بها في برنامجها قبل فترة، واطلعت منها على مرضها، إذ نعتها بقولها: “الطيبة والرقه والذوق والموهبة.. تركيبة إنسانية رائعة.. تحملت الألم ورحلة السرطان بقوة وشجاعة وابتسامة وروح متفائلة.. وفي يوم الميلاد جاء الرحيل.. ألف رحمة ونور لروحها الطيبة”.
يذكر أن الرصيد الفني للفنانة ناهد رشدي، يتضمن نحو 200 عملًا فنيًا، ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية، منها مسلسل “سفر الأحلام، البشاير، أرابيسك، هوانم جاردن سيتي”، وحققت نجاحاً كبيراً من خلال مُشاركتها ببطولة مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” أمام الفنان الراحل نور الشريف، كما شاركت في أفلام عدة، منها فيلما مع المخرج عاطف الطيب “الحب فوق هضبة الهرم” والذي جسد بطولته الفنان الراحل أحمد زكي، و”أبناء وقتلة” من بطولة الفنان محمود عبد العزيز والفنانة نبيلة عبيد.
كما شاركت أيضاً ببطولة فيلم “الكف” أمام الفنان الكبير فريد شوقي، والفنان فاروق الفيشاوي، فيما تعاونت مع المُخرج الكبير حسين كمال بفيلم “قفص الحريم”، والذي شارك في بطولته الفنان عزت العلايلي والفنانة شيريهان.