يعد المخرج إسماعيل عبد الحافظ واحدًا من كبار المُخرجين بالدراما التلفزيونية في الوطن العربي ومن أحد روادها، حيث قدم طوال مسيرته الفنية العديد من المسلسلات التي لاقت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور و ظلت تلك المسلسلات حاضرة بقلوبهم وأذهانهم بشخصياتها وأحداثها حتى الآن.
البداية مع إسماعيل ياسين ونجاح مع أسامة أنور عكاشة
وُلد المخرج إسماعيل عبد الحافظ في 15 مارس عام 1941 وتخرّج من كلية الأداب قسم اللغات الشرقية عام 1963، وكان عاشقًا للفن بدأ عمله الإحترافي بالتلفزيون المصري حيث عمل كمساعد للإخراج في عدد من المُسلسلات على مدار خمس سنوات. وكان من أبرز تلك المسلسلات التي عمل بها كمساعد مخرج مع النجم إسماعيل ياسين من خلال مسلسل “إسماعيل ياسين دكتور”. وفي عام 1969 قدم أول مسلسل تلفزيوني من إخراجه وهو مسلسل “الناس والفلوس”.
شهدت فترة الثمانينيات النجاح الحقيقي للمخرج إسماعيل عبد الحافظ سواء لدى الجمهور أو على مستوى النقاد، ففي عام 1980 أخرج مسلسل “رأس القط”، وخلال سنوات قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية ولكن النجاح الحقيقي في مسيرته جاء من خلال تكوينه ثُنائياً فنياً مع الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة حيث قدما عدداً من المُسلسلات والتي تعد من كلاسيكيات الدراما العربية.
جاء التعاون الأول بين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ عام 1983 من خلال مسلسل “الشهد والدموع” والذي شارك ببطولته عدد كبير من الفنانين وحقق نجاحًا كبيرًا ليُقدما جزءًا ثانياً منه عام 1985، وفي عام 1987 قدما الجزء الأول من إحدى روائع الدراما العربية وهو مسلسل “ليالي الحلمية” والذي يعد من أشهر المسلسلات التلفزيونية وظلا يُقدمانه على مدار 5 أجزاء والذي تم عرضه عام 1995.
وعلى مدار 26 عامًا تعاون المُخرج إسماعيل عبد الحافظ مع السيناريست أسامة أنور عكاشة في العديد من المسلسلات التلفزيونية ومن أبرزها: “أهالينا، إمرأة من زمن الحب، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، المصراوية” والسهرة التلفزيونية “تذكرة داوود” والتي جسد بطولتها الفنان يحيي الفخراني.
كيف نجح إسماعيل عبد الحافظ في أن يكون “مخرج الشعب”
وعلى مدار مسيرة فنية إستمرت لما يتجاوز الأربعين عامًا قدم من خلالها المُخرج إسماعيل عبد الحافظ 43 مسلسلاً تلفزيونياً من إخراجه نجح في أن يستحق لقب “مخرج الشعب”، ولم يأت هذا اللقب من فراغ أو مجاملة لمسيرته الفنية ولكن إستحقه عن جدارة، حيث المُتتبع لأعمال المُخرج إسماعيل عبد الحافظ يجد بأنه دومًا ما كان ينقل الصورة الواقعية لمُختلف الشخصيات من فئات الشعب المختلفة وبشكل خاص الطبقة البسيطة والتي كانت في بعض الأعمال قدمها إسماعيل عبد الحافظ كأبطال لتلك المسلسلات.
وبرز هذا الدور الاكبر للمُخرج إسماعيل عبد الحافظ من خلال تعاونه مع المؤلف أسامة انور عكاشة في العديد من المسلسلات والتي لم تتوقف عند عرض تلك الشخصيات فقط ولكن توثيق للحياة الإجتماعية بعدد من المراحل في تاريخ مصر بمسلسلات مثل “ليالي الحلمية، المصراوية”.
وتظل مسيرة المُخرج إسماعيل عبد الحافظ مثيرة لإهتمام أي باحث عن الفن الحقيقي والذي يكون له دور حقيقي في حياة الإنسان، وقد رحل عن عالمنا المُخرج إسماعيل عبد الحافظ في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر عام 2012 عن عمر ناهز الـ71 عامًا.