بملامح هادئة، وعفوية وبساطة في الأداء، وبعد سنوات من اليأس والإحباط، نجح الفنان الشاب عصام عمر، في فرض موهبته، وإبراز قدراته التمثيلية، وإثبات نفسه في الوسط الفني، بعد رحلة مريرة، لم تكن ملامحها ظاهرة بالنسبة له.
مشاركة عصام عمر في مهرجان فينيسيا السينمائي
من رحم المحلية، يخطو عصام عمر خطواته الأولى في السينما إلى العالمية، حيث يعرض فيلمه الأول “رحلة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” يومي 4 و5 سبتمبر، في مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ 81، وتحديداً ضمن مسابقة آفاق إكسترا.
المسار الفني لـ عصام عمر ، الذي بدأ قبل نحو 12 عامًا، لم يكن ممهدًا إطلاقًا، لاسيما وأنه اعتمد على موهبته التمثيلية فقط، وسعى نحو حلمه الذي رافقه منذ طفولته، من داخل مدينة الإسكندرية، وقد تكون نشأته بعيدًا عن العاصمة، تسببت في صعوبة الطريق نوعًا ما، فلم يكن أمامه طوال فترة دراسته في عروس البحر الأبيض المتوسط، سوى خشبة المسرح، التي يمارس عليها هوايته.
اعتراض والدته على المعهد العالى للفنون المسرحية
عصام، كان ينوي الالتحاق بـ المعهد العالى للفنون المسرحية، إلا أن والدته اعترضت وقتها، رغم إيمانها الشديد بموهبته، وطالبته بالالتحاق بإحدى الجامعات وقتها، وبعدها يلتحق بمعهد التمثيل، ليقرر الالتحاق بكلية الآداب قسم مسرح بجامعة الإسكندرية، لتكون نقطة البداية نحو تحقيق هدفه ودخول عالم الفن.
إحباط، وصدمات، ويأس، وضباب، ومستقبل غير واضح المعالم، أزمات مالية، غُربة، حيرة، تشويش ذهني، كل ذلك كان عنوان أو ملامح لفترة زمنية عاشها عصام عمر، وكاد أن يسلك طريقًا آخر غير الفن، إلا أن سعيه وراء حلمه، وعدم تملك اليأس منه، نجح مع الوقت في تغلب تلك العقبات.
مكاتب الكاستينج.. بوابة عصام عمر لدخول عالم التمثيل
قبل عام 2016، كانت البوابة الوحيدة لـ عصام عمر، للتواجد في أعمال فنية، هو الاشتراك في “مكاتب الكاستينج”، وقدم عددًا من الإعلانات، لكنه قرر فجأة التوقف عن ذلك الأمر، والتركيز فقط في السينما والتلفزيون، كنوع من الإدراك في إدارة الموهبة، إذ يقول: “لو اشتغلت إعلانات بس، هكون ممثل إعلان، لكن لما أدخل مجال التمثيل وقتها ممكن إعلانات كشيء إضافي، وقتها هكون أثبت موهبتي والجمهور عرفني”.
الرحيل بعد فترة من اليأس
محطة صعبة جديدة، واجهها عصام بعد ذلك القرار، حيث لم يتلقَ عروضًا فنية، ليقرر السفر إلى نيويورك والبحث عن أي وظيفة بعيدًا عن التمثيل، خصوصاً وأنه يبحث عن مصدر رزق يساعده في سداد ديونه، وبعد فترة قصيرة يقرر العودة إلى القاهرة مجددًا وطرق الأبواب من جديد، لينجح بعد أكثر من “كاستينج” المشاركة في أعمال درامية، بمشاهد معدودة، منها مسلسل “لا تطفئ الشمس” عام 2017، و”الرحلة” في العام التالي، ثم تجسيد شخصية مرشد سياحي في فيلم “قرمط بيتقرمط” مع الفنان أحمد آدم، 2019، والجزء الأول والثاني من مسلسل “الآنسة فرح”، وغيرها من الأعمال التي تساعده في تقديم موهبته للجمهور.
عام الحظ
2023، هو عام الحظ بالنسبة لـ عصام عمر، عام أنساه طعم الغربة التي عاشها، والصعوبات التي خاضها، فقد قدّم أول بطولة درامية له، من خلال مسلسل “بالطو” الذي عُرض عبر منصة “WATCH IT”، واستطاع وقتها في جذب أنظار زملاءه الفنانين، وكذلك الجمهور والنقاد، فحصل على إشادات واسعة، ساعدته في التواجد على الساحة الفنية بشكل أكبر.
في موسم دراما رمضان الماضي، خاض عصام تجربة صعبة على مستوى التوقيت والمنافسة، حيث تعاون مع أحمد داش في مسلسل “مسار إجباري”، في أول منافسة في هذا الموسم الدرامي الضخم، ورغم ذلك حقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً، وحصل على إشادات نقدية أيضًا.
نشاط سينمائي مكثف
وبخلاف الدراما التلفزيونية، يعيش عصام عمر في الشهور الأخيرة، حالة من النشاط الفني على مستوى السينما، حيث صار مطلوبًا من قبل المخرجين، ليُشارك في 3 أفلام دفعة واحدة، منها فيلم “فرقة الموت” الذي قارب على الانتهاء من تصويره ويجسد خلاله شخصية ضابط شرطة فى فترة الأربعينات، والفيلم من بطولة أحمد عز، منة شلبي، آسر ياسين، بيومي فؤاد، رشدي الشامي، فريدة سيف النصر، سماح أنور، عصام عمر، خالد كمال، وأحمد عبدالحميد، ومن تأليف صلاح الجهيني وإخراج أحمد علاء الديب.
كما بدأ مؤخراً فيلماً جديداً بعنوان “سيكو سيكو” يتقاسم بطولته مع الفنان طه دسوقي، ليسجل بطولة جديدة لعصام بعد “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، والفيلم يشارك في بطولته علي صبحي، خالد الصاوي، تارا عماد، ديانا هشام، أحمد عبد الحميد وعدد آخر من الفنانين، ومن تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس، وتدور أحداثه فى إطار كوميدي ومقرر عرضه نهاية العام الجارى 2024.
يذكر أن فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، والذي يعد البطولة السينمائية الأولى للممثل الشاب عصام عمر، بمشاركة كل من الممثلة ركين سعد، وأحمد بهاء أحد مؤسسي فرقة شارموفرز الغنائية في تجربته التمثيلية الأولى في عالم السينما، بالإضافة لعدد من الوجوه الشابة وضيوف الشرف.
تدور أحداث الفيلم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الدرامية حول “حسن”، الشاب الثلاثيني الذي يتورط برفقة “رامبو”، كلبه وصديقه الوحيد، في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مطارداً من قِبل جاره “كارم”، الأمر الذي يدفع “حسن” للبحث عن طريقة آمنة لإنقاذه نفسه و”رامبو” من مصير مجهول.