يحظى الفنان خالد أمين بمكانة جيدة في قلوب محبيه وجمهوره في كافة أنحاء الوطن العربي، لاسيّما أولئك الذين تعوّدوا على تواجده في أعمال ذات “وزن ثقيل”.
وفي مسلسل “البيت الملعون” الذي يُعرض له حالياً، ارتدى “أمين” عباءة شخصية “زيد”، والتي نالت اهتماماً كبيراً من متابعي المسلسل، والذين أشادوا في نفس الوقت بأدائه لها.
حاورت النجم خالد أمين للتعرُّف منه إلى كواليس المسلسل وانطباعه عن الدَور الذي يقدّمه فإلى نص الحوار.
منطقة جديدة في الدراما الخليجية
شخصية “زيد” لها طابع خاص عن باقي شخصيات العمل، حدّثنا عن انطباعك وقت قراءتك لها على الورق.
شخصية “زيد” من الشخصيات التي أحببت العمل فيها؛ لكون هذه الشخصية بها طابع مغاير جداً؛ لذلك فإن استيضاحي لماضي الشخصية كان أمراً مهماً للغاية، رغم أن هناك لمحات ومواقف حول هذه النقطة تواجدت في النص، ولكن كان من الضروري أن أخلق لها ماضياً؛ حتى يكون حاضرها واقعياً.
لذلك على مستوى الشكل والأسلوب والطريقة، فرضت الشخصيةُ عليّ طابعاً معيناً بالأداء؛ فهو شخص يتميز في المسألة التي تتعلق بالصراخ، وهذا الأمر اتضح في حلقات العمل الأولى؛ لأنه يعرف جيداً أنه ليس على حق، ولكن يجد نتيجة جيدة بسبب صراخه في تحقيق غرضه، سواء مع أسرته أو أثناء تواجده في دوام عمله.
مكملاً: “شخص سيّئ وميال لنزعة الشر، دائماً يشك في الكل القريب والبعيد؛ لذلك لم يستمر في عمله ودوامه”.
كل هذه المعطيات جرفتني في أداء مغاير تماماً، أداء ما قبل الطعنة في الحلقة الأولى، كان مختلفاً عن أدائه مع ما بعد الطعنة، ولكنه مستمر جداً في نزعة الشر التي تتواجد بداخله؛ لذلك هذا هو الانطباع الذي تكوّن بالنسبة لي عن شخصية “زيد”.
خالد أمين من كواليس البيت الملعون- الصورة من المركز الإعلامي لـ إم بي سي
وهل شعرتَ بتردد في تقديمها أم تحمستَ لها؟
أبداً لم أتردد لحظة، وكنت متحمساً بصورة كبيرة لهذا العمل؛ خاصة وأنه يمثل عودتي مع الفنانة الكبيرة هدى حسين وطاقم العمل ككل، وأيضاً منتج العمل أعرفه شخصياً، ومشهور عندنا في الوسط الفني بأنه شخص يحب أعماله ويصرف عليها بكثرة؛ لذلك نجد بها تفاصيل الصرف والتي تتضح من خلال الموقع والملابس والأزياء وخلافه.
“البيت الملعون” يمثل منطقة جديدة للأعمال الخليجية، باعتباره أول مسلسل رعب من نوعه، حدّثنا عن صعوبات تنفيذ هذا العمل.
فعلاً مسلسل “البيت الملعون” هو منطقة جديدة في الدراما الخليجية؛ لأنه لم يكن يوجد لدينا مسلسلات رعب، وأنا طلبت كثيراً بتواجد مثل هذه النوعية من الأعمال؛ خاصة وأنه كان حُلماً من أحلامي، الدخول في مناطق جديدة أخرى، غير الأعمال التي تتحدث عن المشاكل والقضايا الاجتماعية أو تسلّط الضوء على حقبة تاريخية، أو الأعمال التراثية التي تتكلم عن حقبة زمنية موجودة في منطقة الخليج و”بيوت الطين”.
لذلك كنت أريد الدخول إلى منطقة حديثة جداً؛ خصوصاً وأن الجيل الحالي بدأ يشاهد أعمالاً كثيرة من خلال المنصات؛ لذلك أعتقد أن الاستمرار في نوعية الأفكار الجديدة، سوف يشجع ويحبب الجمهور؛ خصوصاً الذي يُطلق عليه: جيل “الألفية” والجيل الذي يليه، للمتابعة.
لذلك فإن تجربة “البيت الملعون” لها مقاييس خاصة وبها صعوبة في الطرح، وأيضاً مخرج العمل اجتهد كثيراً حتى يكون إيقاع العمل مختلفاً ومغايراً تماماً؛ لكونه يحتاج إلى تكنيك خاص، سواء في الإخراج أو الأداء التمثيلي والكتابة؛ لأننا دخلنا منطقة جديدة.
هل ترى أن تنفيذ مسلسل رعب مثل “البيت الملعون” خطوة تأخرت كثيراً في منطقة الخليج؟
بكل تأكيد أستطيع القول إننا تأخرنا كثيراً في الدخول لهذه المناطق، والتي أعتبرها هامة للغاية؛ لأن الجيل الجديد يحب هذه النوعية من المناطق. وإذا لم يتم الدخول لها، أرى أن هناك مشكلة كبيرة. لذلك لا بد من الدخول لهذه المناطق التي تتحدث عن الكثير من القضايا والقصص. مضيفاً: “نعم تأخرنا وكان يجب الدخول فيها من زمان”.
“إشادات قوية وكواليس أخرى”
التعليقات عبْر حسابك على “إنستغرام” مشيدة بصورة كبيرة بأدائك لشخصية “زيد” وفي نفس الوقت أظهرت مدى الكره تجاه هذه الشخصية، كيف لمست هذا الأمر؟
لمست تعليقات جداً جميلة على كل الحسابات الأخرى، ولدينا نوعان من الجمهور: الأول يتفاعل مع الشخصية التي تقدمها ويكرهها ويعتقد أن الفنان هو الشخصية التي يراها، والنوع الثاني يقيّم الفنان عن عمله الفني. لذلك كان هناك ناس خائفة أنها ترى العمل، وآخرون اجتمعوا على ضرورة رؤيته. وفي حقيقة الأمر، مخرج العمل الأستاذ محمد جمعة برز في هذا الموضوع؛ حيث قدّم لنا مشاهد الرعب بشكل جداً جميل ومميز. وأهنّئ أيضاً المنتج الذي وفّر لنا الأرضية السليمة. وأيضاً كاتبة العمل الأستاذة نجاة حسين، التي كتبت أرضية رائعة و جميلة. “علشان كده وصلنا للنتيجة المطلوبة”.
الفنان خالد أمين على الملصق الدعائي لمسلسل البيت الملعون- الصورة من صفحته على إنستغرام
بعيداً عن منطقة “الرعب” العمل يسلّط الضوء على جزء درامي يراه الكثيرون على أرض الواقع، وهو مسألة تفضيل الزوج شقيقته على حساب زوجته، كما حدث بين “زيد” و”لمياء” الفنانة ريم أرحمة، حدِّثنا عن ذلك الأمر.
“ضاحكاً”، موضوع تفضيل الزوج لأخته هذه قضية جداً مهمة، وعموماً نرى هذه القضايا كثيراً خصوصاً في العناصر النسائية، وبرزت الفنانة ريم أرحمة في هذا الموضوع، وكان هناك تبادل بيني وبينها رغم أننا لم نلتقِ من قبلُ في أيّ عمل سوى في عمل واحد، وكان لا يوجد بيني وبينها أيّة مشاهد. مكملاً: “الكيميا بيني وبينها فعلاً ابتدت من أول مشهد صورناه، ولله الحمد، وكان الجوّ بيني وبينها جميلاً، وبدأنا نسلّم بعض صح، وبدأنا نشتغل مع بعض صح، وأنا سعيد بهذه التجربة”.
حدثنا عن القصر الملعون محور أحداث المسلسل، هل هو موجود بالفعل، أم أنه ديكور وأعد خصيصاً لتصوير مشاهد المسلسل؟
المنتج حرَص منذ البداية على أن يقدّم هذا العمل على أكمل وجه وبأفضل صورة. لذلك، القصر هذا موجود بالفعل بمنطقة عالية بـ لبنان، وهو يُعتبر قصر “الأطرش” الفنان فريد الأطرش، وكان من أجمل البلاتوهات التي صورنا بها. “كان قصراً ثم أصبح فندقاً ثم بلاتوه تصوير”.
وتابع: “موقع جداً جميل مبين عليه العمر والعتق والتاريخ القديم، ومن داخله مهجور وأتمنى يصير بلاتوه دائماً لمواقع التصوير؛ خصوصاً لنوعية الأعمال التي تحمل طابعاً تراثياً أو تاريخياً، كما أتمنى الحفاظ على هذا المكان”.
هل سنرى تواجداً للفنان خالد أمين في موسم دراما رمضان 2025؟
مسلسل “البيت الملعون”
مسلسل “البيت الملعون” هو من بطولة: خالد أمين، هدى حسين، أحمد إيراج، ريم أرحمة، ناصر عباس، فرح الصراف. بمشاركة: جاسم النبهان، قحطان القحطاني، باسم مغنية، علي منيمنة، سعيد سرحان، فادي أبي سمرا، ختام اللحام، ماري أبي جرجس، سينتيا صامويل، عماد فغالي، رولان فارس، أحمد رشيدي، كريس حداد، جهاد ياسين وآخرين. وهو من تأليف نجاة حسين، وإخراج محمد جمعة.
وتدور أحداثه حول حادثة تغيّر مجرى حياة هدى حسين التي تجسّد شخصية “رزان”، وتضطرها إلى الهرب مع ولديها إلى إحدى القرى النائية؛ حيث تجد الأسرة نفسها في مواجهة أحداث غريبة ومخيفة؛ لتتخذ حياتهم بعد ذلك منعطفاً خطراً. تمتد القصة عبْر بلدین مختلفین؛ حيث تواجه أسرة مكونة من أم تدعى رزان، وولديها نادر ونادرة، حیاة ملیئة بالتحدیات والصراعات. وبعدما عاشت المرأة مع زوج مضطرب نفسياً، تجبرها الظروف على أن ترحل عن بيئتها علّها تنقذ ولديها. لكن ما ينتظرها في منزل الطفولة الذي لجأت إليه سيكون أسوأ. هناك، ستلتقي رزان بجدها أبوغانم وابنه غانم، وأصدقائها القدامى سلمى وعامر وغيرهما، وتستمر القصة بظهور شخصیات جدیدة، مثل إبراھیم ونورا، ودخول الشرطة على الخط، وتتحول القریة إلى وكر للعصابات بسبب موقعھا النائي، ويتم تكليف المحقق عادل بمتابعة سلسلة من الجرائم التي وقعت في القریة؛ مما یدفعه للكشف عن الحقائق وراء الأحداث الغريبة التي تحصل والجرائم التي تُرتكب.