أقيمت آخر ليالي ميدفست السينمائية بين محافظات مصر، حيث أضاء الجمهور مسرح المركز الثقافي ببورسعيد بحضور الفنانة علا رشدي والمخرجة نادين خان والدكتور نبيل القط استشاري الطب النفسي، وبحضور عدد كبير من الجمهور حيث عُرض فيها ٤ أفلام وهم فيلم “زفة” (مصر)، فيلم “دعوة من الخلا إلى البحر” (أردني – ألماني)، فيلم “جروب” (أمريكا)، فيلم “مارشدير” (مصري كوميدي)، وخلال الحلقة النقاشية التي أدارها صانع الأفلام ومدير سينما الأحد في مكتبة الإسكندرية أحمد نبيل
الفنانة علا رشدي أكدت أن لكل فيلم حالة خاصة، وكل شخص عند المشاهدة يتأثر بشيء معين، وأضافت: لقد خرجت من كل فيلم بشيء، ففي فيلم “زفة” الذي يتحدث عن الضغط المجتمعي على الأشخاص للدخول في علاقات رغما عنهم من قِبل الأهالي والأصدقاء استوقفها مشهد الأب عندما قال “محدش يحب حد وبيتجوزه انت عاوز تعيش لوحدك”، لدينا مشكلة للمفاهيم المجتمعية التي نشأنا عليها فما الذي سيحدث إذا لم يتزوج الإنسان.
علا رشدي: تستطيع صناعة فيلم بالموبايل
وتابعت: من يرد تَعُلم شيء يستطيع فعله من خلال عصر الإنترنت، لن ينقذك أحد، كل إنسان ينقذ نفسه، تستطيع صناعة فيلم بالموبايل، تستطيع الكتابة والمحاولة أكثر من مرة، أهم شيء عدم الاستسلام.
وواصلت علا رشدي: تأثرت بمشاهدتي للأفلام منذ الطفولة، لذلك كل طفل وله شخصيته الخاصة واستيعابه فلا توجد قاعدة واحدة للجميع، وتجربة المشاهدة الجماعية شعور مختلف يجعلك تعيش مع الشخصيات داخل العمل بكل تفاصيله، والطاقة التي تأتي ممن حولك تكون مختلفة للغاية، مشيرة أن هناك ترابط بين الصحة والسينما، فكل الشخصيات لديها مشاكل نفسية أو صحية.
نادين خان: هناك ارتباط كبير بين الصحة والسينما
المخرجة نادين خان علقت على المشاهدة الجماعية للأفلام قائلة: لا أرى أنه لابد أن يكون هناك رسالة في الأفلام مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، فالشخصيات هي من استطاعت إيصال هذه الرسائل من خلال تفاصيلهم وكل شخصية لها صراعها الخاص.
أضافت: المركزية شيء مؤسف للغاية في كل شيء وليس في الفن فقط، وأتمني تغيير هذا الوضع، وفعاليات مثل “ليالي ميدفست السينمائية” تفتح الباب لإحداث التغيير ويجب دعمها وتشجيعها، فالصعوبات موجودة داخل القاهرة وخارجها ولكن علينا الاستمرار وعدم الاستسلام لليأس.
وواصلت قائلة: تجربة المشاهدة الجماعية للأفلام مختلفة عن المشاهدة بشكل انفرادي، فهي لا تحب التواجد وسط الجمهور دائماً، تحب أن تكون معهم إذا كان الفيلم تفاعلياً، ولكن بشكل عام كل تجربة ولها شعور مختلف.
وقالت نادين خان: هناك ارتباط كبير بين الصحة والسينما، فكل الشخصيات السينمائية لها علاقة بالصحة أو صراعات نفسية وطريقة تفاعل كل شخص غير الآخر، وهناك جزء كبير من تكوين الإنسان هو العلاقات سواء في العائلة أو الأصدقاء، وله عامل كبير في تشكيل نفسية الشخص وتؤثر على مسار الحياة وكيفية تعامل كل شخص مع العلاقات.
واختتمت بقولها: أكثر علاقة أثرت في نفسي في السينما هي “زوجة رجل مهم” علاقة أحمد زكي بميرفت أمين، وكثير غيرها ومعظمها من أفلام والدها المخرج محمد خان.
الدكتور نبيل القط قال إنه سعيد باختيار هذه الأفلام لأنها تغطي تيمة العنف والذكورة بكل تشكيلاتها الواسعة، وأضاف: فمن أول فيلم يتحدث عن شاب لا يريد الزواج، وقد ظهر في شدة الخوف والانهيار، وهذا هو الجديد لأن المتبع أن النساء هن من يخفن من مسألة الزواج.
وواصل قائلاً: موضوع الغضب يعد صفة أساسية في كل الأفلام التي عرضت، فالغضب يخرج من منطقة غير شعورية في المخ فتوقف منطقة التفكير ولذلك نفعل أشياء لا نشعر بها ثم نندم، ما نستطيع فعله هو العودة للوعي بسرعة، وفكرة الاعتراض على الأفلام بسبب النظرة الشرقية يدل على التنوع الثقافي، فالتوجهات العالمية مختلفة ولكن هناك رابط إنساني يجمع الكل.