محمد الموجي نجم ساطع في سماء الفن والموسيقى في مصر والوطن العربي، وواحد من أهم الموسيقين الذين أنجبتهم البشرية، فقد قدم الموجي أكثر من 1800 لحن، وتعامل من خلالها مع أهم نجوم الغناء فى الوطن العربى أبرزهم أم كلثوم، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، صباح، وردة، فايزة أحمد، شادية، سميرة سعيد، وغيرهم من المطربين والمطربات.
وكانت أولى أغانيه “صافيني مرة”، التي غناها عبدالحليم حافظ، فكان محمد الموجي ملحناً موهوباً وطموحاً، وقد ساهم في اكتشاف بعض الأصوات الغنائية الكبيرة منهم: هاني شاكر، ويُصادف اليوم ذكرى وفاته، حيث تُوفي الموجي في ا يوليو 1995، عن عمر يناهز 72 عاماً إثر تدهور حالته الصحية، تاركاً وراءه أرثاً قيماً من الألحان العربية الأصيلة والمجددة في نفس الوقت.
محمد الموجي وأم كلثوم وأغنية “اسأل روحك”
التقى الموجي مع أم كلثوم في عدد من الأغاني أشهرها “للصبر حدود” عام 1963، و”اسأل روحك” عام 1970، وكلاهما من تأليف عبدالوهاب محمد، و”حانة الأقدار” و”أوقدوا الشموس” وكلاهما من تأليف طاهر أبوفاشا.
أما باقي الأغاني فهي أغانٍ وطنية مثل “يا صوت بلدنا”، “يا سلام ع الأمة”، وكلاهما من تأليف عبدالفتاح مصطفى، و”أنشودة الجلاء” لأحمد رامي، و”محلاك يا مصري” لصلاح جاهين.
وتُعد أغنية “اسأل روحك” من أجمل الأغاني التي اجتمع فيها محمد الموجي و”كوكب الشرق” أم كلثوم، وكانت لهذه الأغنية مواقف عديدة، فهذه الأغنية تم تلحينها على مرتين كما تم تأليفها أيضاً على مرتين، ففي عام 1968 التقت أم كلثوم بالموجي في لبنان، وسألت أم كلثوم الموجي عن أخبار لحنه لأغنيتها الجديدة، فقال الموجي إنه قام بتلحين النصف الأول من الأغنية وأن النصف الثاني سيقوم بتلحينه عندما ينتهي المؤلف عبدالوهاب محمد من كتابته.
وعند عودتهما إلى القاهرة قامت بمقابلة عبدالوهاب محمد في حضور الموجي، وقد كتب المؤلف الأغنية من 120 سطراً، وطلبت أم كلثوم اختصارها إلى 90 سطراً، وبالفعل تم المثول لطلبها وفقاً لما نشرته جريدة أخبار اليوم في 2 يناير 1970.
كما كشف الموجي في خلال لقاء نادر مع الإعلامي الراحل مفيدة فوزي عن الإبداعات في أغنية “من غير ليه” لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتفاصيل جديدة في أغنية “اسأل روحك” لكوكب الشرق، قائلاً: أغنية “اسأل روحك” أم كلثوم في أواخر أيامها صوتها “شاخ”، ومن أنقذه من مأزق صعب في الأغنية كان الفضل للموسيقار محمد عبدالوهاب، حيث قال: “أم كلثوم في أغنية “اسأل روحك” لم تصل إلى مقام كانت تصل له سابقاً، فالمعروف عن أم كلثوم أنها كانت تصل بصوتها إلى أعلى المقامات أو درجة موسيقية معينة، وبعد الانتهاء من الأغنية وفي البروفات كانت تؤدي جيداً، ولكن كانت تقول بعض الجمل وتترك الأخرى، فاعتقدنا أنها حافظة، ولكن في الكوبليه الأخير لم تستطع أم كلثوم الوصول للمقام المطلوب”.
وتابع: “زعلت كثيراً مما حدث فتلقيت مكالمة هاتفية من الأستاذ عبدالوهاب، الذي نصحني أن أنزل بالطبقة تون ونص، قائلاً حد يلحن لأم كلثوم كأنها في الأربعينيات، انزل بالطبقة وأعمل بروفات للحفلة، بعدها أحيت أم كلثوم الحفل وحققت ناجحاً مبهراً، لأتلقى مكالمة أخرى من عبدالوهاب مباركاً لي على نجاح الحفل والأغنية”.
الموجي يكشف إبداعات أغنية “من غير ليه” لموسيقار الأجيال عبدالوهاب
أما “أغنية “من غير ليه” وعن الإبداعات الجمالية بها، قال الموجي: “من أولها لآخرها كلها إبداعات، لأن الأستاذ عبدالوهاب من الصعب أن يخرج عمل إلا ويحتوي على شيء من الإبداع وكل ما هو جديد”.
وأكمل: “فالجمل الموسيقية في الأغنية جديدة وشيك ونظيفة، فهو أستاذ فاهم يعني إيه اللحن والتأليف الموسيقي، بالإضافة إلى أدائه وهو في سن كبير، ولكن كان صوته رايق وشاب عنده 40 سنة على الرغم من تجازوه الـ80 وقتها”.
الموجي وحلم العمل مع فيروز
أوضحت الدكتورة غنوة الموجي ابنه الموسيقار محمد الموجي، عن أمنية وحلم والدها للعمل مع النجمة الكبيرة فيروز، قائلة: “والدي كان يتمنى أن يقدم لحناً للفنانة فيروز، وبالفعل حضَّر بعض الألحان وسافر إلى لبنان وقابلها فى منزلها وأنا حضرت المقابلة وسمعت بعض أعماله”.
وأكملت: “كانت ستغنى “كامل الأوصاف” والتي غناها بعد ذلك العندليب الأسمر عبدالحليم، لكن الأخوين رحبانى رفضا أن تتعامل مع أى ملحن غيرهما باستثناء محمد عبدالوهاب”.
وأكدت غنوة الموجي، على تواضع وحسن استقبال فيروز، واصفة أياها بـ”ست بيت أصيلة”، قائلة: “كنا نتناول العشاء فى منزلها، وكانت تُعد العشاء بنفسها وهي فنانة كبيرة وكانت تستمع لألحان والدي باهتمام شديد وتندمج مع الألحان”.