بعض حالات التسمم خطيرة وقد تسبب الوفاة، ولاسيّما التسمم الوشيقي.
والتسمم الوشيقي هو حالة تسمم غذائي تنطلق فيها مادة سُمية تهاجم أعصاب الجسم؛ مما يسبب صعوبة في التنفس وشلل العضلات. ويتم تكوُّن هذا السُم بواسطة بكتيريا تسمى “كلوستريديوم بوتيولينوم”. يمكن لهذه البكتيريا إنتاج السُم في الطعام أو داخل الجروح، وأيضاً داخل أمعاء الرضع.
توجد هذه البكتيريا التي تصنِّع المادة السُمية المسببة للتسمم الوشيقي، في العديد من الأماكن، ولكن من النادر أن تسبب المرض للأفراد.
تقوم هذه البكتيريا بتكوين الجراثيم، التي تعمل بمثابة طبقات واقية لتساعد البكتيريا على البقاء في البيئة؛ حتى في الظروف القاسية. ولا تتسبب الجراثيم عادةً في إصابة الأشخاص بالمرض؛ حتى عند تناولها. ولكن في ظل ظروف معيّنة، يمكن لهذه الجراثيم أن تنمو وتشكّل واحدة من أكثر السموم المعروفة فتكاً.
كيف يحدث التسمم الوشيقي؟
يمكن أن يحدث التسمم المنقول بالغذاء عند طريق تناول الأطعمة الملوَّثة بجراثيم المطثية الوشيقية. عندما يتم تخزين الطعام في مكان وظروف غير مناسبين، يمكن أن تنمو البكتيريا. ومع نموّ البكتيريا؛ فإنها تطلق السموم في الطعام.
يحدث التسمم الوشيقي المنقول بالغذاء عادة عندما يتم حفظ الأطعمة المعلبة أو تخزينها بشكل خاطئ. على الرغم من ندرتها، إلا أن الأطعمة المعلّبة التي يتم شراؤها من المتاجر بشكل غير صحيح، يمكن أن تسبب التسمم الغذائي. تشمل المصادر الأخرى للتسمم الوشيقي ما يلي:
الزيوت المملوءة بالأعشاب.
البطاطس المخبوزة ومحفوظة داخل ورق الألمنيوم.
صلصات الجبن المعلبة.
الثوم المعبّأ في زجاجات.
الطماطم المعلبة.
عصير الجزر.
جميع أنواع الأطعمة التي تترك من دون تبريد لفترة طويلة.
عوامل تعزز نموّ الجراثيم المسببة للتسمم الوشيقي
هناك بعض الظروف البيئية التي يمكن أن تنمو فيها الجراثيم وتنتج السم، وهي:
انخفاض الأكسجين.
انخفاض درجات الحمضية.
انخفاض السكر.
درجات حرارة غير ملائمة.
الرطوبة.
على سبيل المثال، يمكن للأطعمة المعلبة أو المحفوظة أو المخمّرة في المنزل بشكل غير صحيح، أن توفّر الظروف المناسبة لنموّ الجراثيم وتصنيع السم. عندما يأكل الأشخاص هذه الأطعمة، يمكن أن يصابوا بمرض خطير، أو ربما يُلاقون حتفهم، إذا لم يحصلوا على العلاج الطبي المناسب بسرعة.
أعراض التسمم الوشيقي
سموم البوتيولينوم تهاجم الأعصاب وبالتالي تؤثر على الجهاز العصبي. يتميز التسمم الغذائي المنقول بالغذاء، بالشلل في المناطق الرخوة من الجسم مثل الرئة، والذي يمكن أن يسبب فشل الجهاز التنفسي.
تشمل الأعراض المبكرة، التالي:
تدلّي الجفون.
سيلان اللعاب.
القيء.
إمساك أو إسهال.
الوهن.
صعوبة في التنفس.
الضعف والدُوار.
عدم وضوح الرؤية.
جفاف الفم وصعوبة البلع.
انتفاخ البطن.
تأثُّر عضلات الجهاز التنفسي وعضلات الجزء السفلي من الجسم.
لا تَنتج الأعراض عن البكتيريا نفسها؛ بل عن السم الذي تنتجه البكتيريا. تظهر الأعراض عادة في غضون 12 إلى 36 ساعة من حدوث الإصابة.
وفقاً لبعض الإحصائيات الرسمية؛ فإنَّ معدل حدوث التسمم الغذائي منخفض، ولكن معدل الوفيات مرتفع، إذا لم يتم إجراء التشخيص الفوري وتلقي العلاج المناسب. وتترواح نسب الوفاة في الحالات الخطيرة التي لم تتلقَ الرعاية الكافية، نحو 5 إلى 10% من الحالات.
مضاعفات التسمم الوشيقي
قد يؤدي التسمم الغذائي إلى شلل العضلات التي تساعد على البلع والتنفس. في حين أن مضادات السموم تساعد على الحدّ من هذه المضاعفات في كثير من الحالات، لكن الناس يموتون بسبب مشاكل في التنفس والالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، تشمل المشكلات الصحية التي قد تنجم عن التسمم الغذائي، ما يلي:
التعب الشديد.
الضعف على المدى الطويل.
ضيق في التنفس على المدى الطويل.
الالتهاب الرئوي والعدوى.
مشاكل في الجهاز العصبي.
تشخيص وعلاج التسمم الوشيقي
يعتمد التشخيص عادة على حالة المصاب والفحص متبوعاً بالتأكيد المخبري، بمثل إثبات وجود سم البوتيولينوم في الجسم. قد يحدث أحياناً خطأ في تشخيص التسمم الغذائي؛ لأنه غالباً ما يتم الخلط بينه وبين السكتة الدماغية، أو متلازمة غيلان باريه، أو الوهن العضلي الوبيل.
يجب إعطاء مضاد السموم في أسرع وقت ممكن بعد التشخيص.
العلاج المبكر فعّال في خفض معدلات الوفيات.
تتطلب حالات التسمم الغذائي الشديدة علاجاً أكثر دقة، وقد يمتد لأسابيع أو حتى أشهُر.
ليست هناك حاجة للمضادات الحيوية (إلا في حالة التسمم الوشيقي للجروح).
يوجد لقاح ضد التسمم الوشيقي، ولكن نادراً ما يُستخدم؛ حيث لم يتم تقييم فعاليته بشكل كامل، وقد أظهر آثاراً جانبية سلبية.
اقرأي أيضاً أسباب وعلاج طعم السكر في الفم. وفق طبيبة في علم التغذية
توصية منظمة الصحة العالمية حول التسمم
التسمم الوشيقي نادر، ولكنها حالة طوارئ تتعلق بالصحة العامة، تتطلب التعرُّف السريع على مصدر المرض، ومنع حدوث حالات إضافية، والعلاج بشكل فعّال للمرضى المتضررين. يعتمد العلاج الناجح بشكل كبير، على التشخيص المبكر والإدارة السريعة لمضادّ سموم البوتيولينوم.