خطف الأنظار في دور “صهبان” الذي يعمل بلاناً وصديقاً لـ”عمر الخيام” في مسلسل “الحشاشين”، بالتدريج بدأ المتابعون في البحث عن اسم “محمد يوسف” ليُصدموا بتاريخ طويل من الأدوار الهامة، بدأها بمسلسل “الدالي” مروراً بـ”الاختيار” وأخيراً “الحشاشين”، المسلسل الذي تسبب في جدلٍ واسع طوال شهر رمضان.
في حديث خاص ، حدثنا “محمد يوسف” عن صعوبات تصوير مسلسل “الحشاشين”؛ بدايةً من المظهر والسفر وحوادث الخيول، كذلك رأيه في حالة الجدل التي تسبب فيها العمل.
هل توقعت حالة الجدل الكبيرة التي تسبب فيها العمل؟
لا، توقعت أن يمر العمل مرور الكرام من دون أن يتصدر “الترند”، أو أن يكون محور نقاش على الإنترنت؛ خاصة مع انتمائه لنوعية أعمال فنية مهجورة من صناع الدراما المصرية لسنوات طويلة، وهي الأعمال التاريخية. بدأنا بكسر الصمت حول الأعمال التاريخية في العام الماضي مع مسلسل “رسالة الإمام”، ولكن في خيالي، الجمهور ليس مستعداً بعدُ للالتفاف حول عمل تاريخي في رمضان.
نظراً لهذا التوقع غير المتفائل.. ما الذي دفعك لقبول دور “صهبان” في المسلسل؟
الدكتور بيتر ميمي، أنا أتبع هذا الرجل في أيّ عمل يعرضه عليّ، يمدح الكثيرون في المخرجين في لقاءاتهم الفنية، من باب الذوق واللياقة، إلا أن ما أقوله لك عن الدكتور بيتر ميمي هو حقيقة شعوري. هذا الرجل يراني لما أنا عليه، ويعرف كيف يُخرج ما يريده أمام الكاميرا مني، ويتحدث بلغة أفهمها، وهي كيمياء تُخرج مني أفضل أداء ممكن؛ لهذا أنا أوافق على أيّ دور يعرضه عليّ، وأتبعه بثقة عمياء في كل توجيهاته.
ما هو أصعب طلب وجهه إليك مخرج العمل د/ بيتر؟
حلاقة شعري، أراد المخرج أن يكون شعر “صهبان” حقيقياً؛ مما استلزم مني حلاقة فراغ دائري في شعري، في نفس الوقت استطالة خط رأسي في الجانب الأيسر من رأسي، لفرده فيما بعد على الجزء المحلوق؛ مما جعل شكلي مريباً جداً خارج موقع التصوير، واضطرني للعيش بقبعة مثبتة على رأسي في البيت في كل حالاتي؛ لأن شكلي لم يكن يطاق، إن أضفت للشعر عدم حلاقة اللحية والشارب أو حتى تهذيبهما طوال الفترة من يوليو الماضي وحتى آخر يوم تصوير.
ما رأيك في استنكار البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لاستعمال المسلسل اللهجة المصرية العامية في المسلسل؟
اختيار اللغة العامية جاء لتسهيل وصول المعلومة للمتابعين، قصة “فرقة الحشاشين” هي واحدة من أعقد فصول التاريخ، ولفهمها تحتاج لدراسة متعمقة في العديد من التفاصيل التاريخية؛ مما جعل استعمال اللغة العربية الفصحى، بالشكل المتقدم والمعقد المناسب لذلك الوقت، حكم إعدام للمسلسل، في هذه الحالة سيحتاج كل متابع لأربعة أساتذة جامعة لشرح مشهد مشهد من العمل له.
“عيسى العوام” الشخصية الثانية في الفيلم العظيم “صلاح الدين” للمخرج العالمي “يوسف شاهين”، لم يكن مسيحياً في الواقع، كامل خط “فرجينيا” جميلة الجميلات هو من وحي خيال المؤلف، يمكنني أن أستمر في سرد عشرات الأمثلة التي تم تحوير القصة فيها لتناسب تحويلها إلى عمل فني.
أقول للمتابعين المهتمين بالدقة التاريخية، إن هذا هو عمل فني مأخوذ عن قصة حقيقية، ولكنه ليس عملاً وثائقياً؛ لذلك إن أردت التعمق في الأحداث التاريخية؛ فلن يحدث هذا عبْر متابعة مسلسل. هناك بناء درامي وحبكة والعديد من الأدوات التي يتم إعمالها على القصة الأصلية ليخرج لك عمل فني متكامل يمكنك متابعته.
وراء هذا النجاح والنقاش الكبير الذي استطاع المسلسل تحقيقه كواليس صعبة كثيرة لا يعرفها الجمهور.. ما هي أصعب فترات تصوير “الحشاشين” بالنسبة لك؟
كازاخستان، فصل كامل من الصعوبات في كل خطوة، كل الطعام هناك مصنوع من مكونات الحصان، الجبن والألبان واللحوم، المدينة التي يصور فيها المسلسل، بعيدة تماماً عن العمار، لا يوجد بها إلا “سوبر ماركت” يذهب جميع أفراد طاقم العمل إليه، المكان عبارة عن جبال ومقابر، لا توجد أيّة وجهة تسلية من أيّ نوع.
كل هذا في كفة وحوادث رفس الخيل في كفة أخرى، لا يوجد شخص واحد في طاقم العمل من عمال الإضاءة والتصوير، وحتى كل عناصر التصوير، لم يرفسه حصان مدة التصوير، كانت أجواء تصوير مليئة بالتحديات